Home»Débats»هل يتمكن السيد وزير التعليم من إصلاح التعليم الابتدائي كما صرح بذلك ؟؟؟؟؟؟

هل يتمكن السيد وزير التعليم من إصلاح التعليم الابتدائي كما صرح بذلك ؟؟؟؟؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

     مسكين التلميذ الذي يلتحق بالمدرسة الابتدائية . عليه أن يحمل محفظة تفوق وزنه,وكما من المعارف يتجاوز فكره, وحصصا دراسية تتعدى طاقة تحمله…. يقضي جل وقته من والى المدرسة…. لكن هيهات أن يتعلم شيئا من المدرسة .

    من المتسبب في كل هذا ؟ وكيف الحل لكل هذا؟ والى متى نظل نتفرج على مستوى يتراجع باستمرار وهدر مدرسي آخذ في التفشي ؟

   لست ممن يتحدث بناء على معرفة في الميدان لأنني قليل الخبرة في المجال.ولا لأتحدث عن حقيقة المعضلة للعيان لأنني وغيري لا نملك حقيقة توازي حقيقة. بل لست ممن يملك القرارات,بل يا ليت المسئولين يستمعون الى النصائح والمقترحات.

  قررت تناول هذا الموضوع ,لأن السيد وزير التربية الوطنية ,الذي يقتضي الأمر أن نقول ما له عندما يقول ما يجب قوله وما عجز غيره عن فعله. صرح السيد الوزير في لقائه بهيأة التفتيش بوجدة  يوم الاثنين 22 أبريل 2013, على أن التعليم الابتدائي يعاني من مقررات مرهقة وحصص متعبة للتلاميذ وبرنامج يفوق طاقة المتعلمين.

   ولعلي أحاول توضيح بعض معالم التعليم الابتدائي التي تحول دون تحقيق مستوى يليق بمستوياته,من خلال المدخلات التالية:

   1- اعتماد منهجية في التدريس تنطلق من تعلم الكل أولا ثم الجزء,مما يعني أن التلميذ الذي لم يتلق تعليما أوليا قد لا يساير هذا النمط من التعليم الذي ينطلق من كفايات سابقة لصقلها بقدرات لاحقة. حيث يتلقى التلميذ في هذه المستويات تعليما كليا بمفاهيم عامة تعتمد تعلم الجمل ولو دون فهمها,ثم تجزيئها في ما بعد.مما يجعل التلاميذ الذين لا يعرفون القراءة والكتابة أصلا لا يستطيعون مواكبة أصدقاء فصلهم المتفوقون عليهم في كل شيء. وهذا ما يخلق نمطين من المتعلمين: متفوقون وهم قلة ,متوسطون وهم كثرة ,ضعاف جدا وهم أيضا كثرة أو على الأقل ثلث تلاميذ الفصل.

  2- اكتظاظ الفصول الدراسية بعدد يفوق 45 تلميذ في القسم ,يجعل إمكانية دعم المتخلفين دراسيا صعبة , سيما عندما يكون عددهم هاما,:أن يصل الى عشرة تلاميذ في قسم لا يستطيعون الكتابة ولا القراءة. فهل يركز الأستاذ عليهم, ويقلل من العناية بالمتفوقين؟ ,أم يساير من يساير الدروس ؟

  3- تفاوت مستوى الروافد حسب مستوى عيشهم ودرجة تلقيهم تعليما أوليا من عدمه. مما يخلق فارقا بين مستوى المتمدرسين قد يجر عددا يفوق العشر في قسم واحد ممن لم ولن يتمكنوا من تعلم القراءة والكتابة , وسينتقل منهم على الأقل ستة من هؤلاء الأميين المتعلمين, للطريقة المعتمدة في الانتقال من مستوى الى آخر , وقد يصلون بالأقدمية  الى مستوى التعليم الإعدادي وهو جاهلون تماما للمبادئ الأولية للقراءة والكتابة …..

  4- تواجد عدد هام من الفصول الدراسية التي تعمل بعدة مستويات داخل نفس القسم , تصل أحيانا الى ست مستويات في نفس القسم. فعن أية مقاربة يمكن أن نتحدث في هذا المجال؟ إضافة إلى كثرة التغيبات بالبوادي نظرا لظروف التمدرس من بعد التلاميذ عن المدرسة وصعوبة التنقل .

  4- تواجد الكثير من الفرعيات في أماكن قاحلة صعبة الولوج,مما يجعل الأستاذ يعاني الأمرين سيما في فصل الشتاء, وبالتالي تكثر غياباته ,وما يترتب عليها من عدم القدرة على إنهاء المقرر. بل لو زرتم ظروف عمل هؤلاء الأساتذة وظروف تمدرس هؤلاء التلاميذ الذين يعانون من الفقر والبرد الشديد شتاء والحر صيفا … لكن موقفكم أكثر رأفة بهم وأكثر رحمة معهم.

  5- عدم تلقي أبناء البادية أي تعليم أولي,يجعل الطريقة التي أعد بها المقرر لا تمكنهم من التلقي بشكل صحيح , بحيث لا يستطيعون موازاة مستوى المتعلمين بالمدن, ولن يتمكنوا من التعلم بمنهجية التدريس المعتمدة حاليا. ولعل السيد الوزير ذكر بالتدريس ايام زمان كيف كانت الكتب قليلة تكاد تحسب على رؤوس الأصابع بين العربية والفرنسية. لكن قيمتها المعرفية وما كانت تحققه من كفايات وقدرات لا تعد ولا تحصى.

  6- ……

   إذا كان السيد الوزير عازما على مراجعة التعليم وما شابه من خلل. فعليه :

  1- تقليص الحصص الدراسية بما يسمح للتلميذ بقضاء وقت للدراسة ووقت للعب .

  2- تقليص البرنامج الدراسي ,بالتركيز على المفاهيم التي يجب أن يتعلمها المتعلم والمتمثلة في: القراءة – الكتابة- الحساب – التعبير. ولعل هذه المعايير التي غابت عن جودة تعليمنا هي التي دائما ترجعنا في الصفوف الأخيرة للتصنيف الدولي وفق معايير لا تتوفر في تعليمنا.منها هاته…..

 3- القضاء تدريجيا على الفرعيات التي تعتبر هدرا للمال العام من حيث المتمدرسين بها والنتائج المحصلة من ورائها. وتعويضها بالمدارس الجماعاتية التي أثبتت الكثير من التجارب نجاعتها ونجاحها في تقليص نسبة الهدر المدرسي ورفع مستوى التلاميذ تدريجيا وزيادة نسبة تمدرس الفتاة.

 4- تحفيز الأستاذة العاملين بالبوادي ماديا ومعنويا عن طريق تمييزهم في الحركة الانتقالية. حتى يحسوا بالأمل ويقدموا ما لديهم ,بطبيعة الحال بالتركيز على المردودية وفق شبكة دقيقة تحدد النتائج التي حققها المدرس كمعيار لتنقيطه وتحفيزه.

 5- تقليص الحصص بالنسبة للأساتذة العاملين بالتعليم الابتدائي أسوة بنظرائهم العاملين بالتعليم الإعدادي, حتى نحسهم بالإنصاف,مقابل محاسبتهم على أداء الواجب وتحقيق النتائج المرجوة وفق معايير وشبكة معدة لذلك.

     إنها بعض العمليات التي لا تتطلب سوى إرادة قوية وجرأة في اتخاذ قرارات حاسمة , قد تساهم في تقليل الصعاب التي يعاني منها التعليم الابتدائي وتحسين مردوديتهم والدفع بهم نحو النجاعة المرجوة.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. اداري ومدرس سابق بالابتدائي
    29/04/2013 at 00:59

    لقد وضعت اخي الكريم اصبعك على الداء .واصبت جيدا من حيث الاقتراحات شكرا لك

  2. BNI YACHBAL
    29/04/2013 at 02:24

    مداخلة موضوعية تكشف واقع المدرسة المغربية و ما تعانيه من إكراهات، نتمنى أن تؤخذ اقتراحاتكم لحل أزمة التعليم بعين الاعتبار

  3. أب تلميذ
    29/04/2013 at 12:36

    أقسم بالله أن لي طفل في التحضيري غالبا ما أقول له « اجمع تلك المحفظة و نوض ترقد » رغم أني في التعليم. لماذا؟؟؟ لأن و الله أن كثرة التمارين و الكتب و المواد المدرسة لا يستوعب منها شيئا و هي فوق طاقته. إذا أمضى على هذا المنوال فإنه سيكره الدراسة في سن مبكر. اليوم بأكمله في المدرسة و كثرة التمارين المنزلية حتى تقول في نفسك وماذا يدرسونك في المدرسة، عندما أساعدك في كل شيئ. تمارين في الحساب، في النشاط العلمي، حفظ القرآن، القراءة، أسئلة في التعبير…. كل هذا.. قبل أن ينام و هو ذو 6 سنوات. في حين نفسيا يقول بعض العلماء في التربية أنه لا يجوز أن نعطي للتلميذ تمارين منزلية تتعدى الربع ساعة.
    قالها لنا استاذ فرنسي ذات يوم. قال: ici au Maroc vous avez beaucoup d’informations et peu de formation

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *