أيها الديمقراطيون ابتعدوا عن الوصفات الجاهزة.
أيها الديمقراطيون ابتعدوا عن الوصفات الجاهزة.
منذ أن أفرزت صناديق الاقتراع في العالم العربي صعود الأحزاب ذات التوجه الإسلامي،ونحن نشهد عملية شد الحبل بين مختلف الأحزاب التي عاقبتها صناديق الاقتراع،والأحزاب التي نالت الشرعية الانتخابية عقب انتخابات شهد لها العالم بنزاهتها وشفافيتها،فعوض أن تبارك تلك الأحزاب الخاسرة النتائج وتحترم إرادة الشعب،وتستعد بالتالي للانتخابات المقبلة ،وذلك بتجاوز كل الاختلالات التي أوصلتها إلى هذه الوضعية وتستثمر كل جهدها في مصارحة قواعدها والعمل جنبا إلى جنب في تأطير الشباب وصقل ثقافته السياسية،وإشاعة الديمقراطية الداخلية وترتيب البيت الداخلي من جديد،كل هذا مع الأسف لم يتم الالتفات إليه،ودخلنا في مرحلة العبث السياسي الغير مبني على تحليل معطيات المرحلة السياسية التي يشهدها العالم أجمع،بحيث لازال الكثير من السياسيين يحاولون استبلاد الشعب، من خلال بث الأكاذيب والإشاعات لتشويه سمعة النخبة الفائزة،والسبب واضح لمن أراد أن يستوضح الأمور،فهو يتمثل في مدى عجزهم عن مقارعة الأحزاب الإسلامية في معترك الديمقراطية التي يتشدقون بها ليل نهار.ونتيجة لعجزهم عن المقارعة السياسية عبر صناديق الاقتراع، تراهم يلجؤون إلى أساليب أخرى لم تعد تنطلي على أولي الألباب من المواطنين الشرفاء الذين تحرروا عقب الثورات العربية من عنصر الخوف،وتجسدت ثمرة تحررهم من هذا الخوف من خلال قول (لا) في وجه الذين راهنوا على استبلاد الشعب واحتقاره.لذلك لم يبق أمامهم سوى اللجوء إلى بعض الوصفات الجاهزة والتي تتناغم في مجملها مع الغرب الصليبي الطامع في خيرات الأمة والطامح إلى تقويض مقوماتها الحضارية .ومن هذه الوصفات يمكن ذكر مايلي:
ــ اللعب على الهوية و الاثنية واتهام الإسلاميين بمعاداة كل من يخالفهم الرأي: نموذج الأقباط في مصر وأحبتنا الأمازيغ بكل من المغرب وليبيا.
ــ الحجاب بحيث هناك تخويف للشعوب من فرض الحجاب على المجتمع من طرف هؤلاء الصاعدين الجدد.
ــ تعدد الزوجات هو الأخر يدخل ضمن الوصفة الجاهزة لمحاربة من أفرزهم الصندوق الانتخابي،وهم يتحججون بأن هناك من المسؤولين السياسيين الاسلاميين من له أكثر من زوجة ،ولاأرى عيبا في ذلك من الناحية الشرعية، وهم لايتكلمون بطبيعة الحال عن عدد الخليلات المحرمة شرعا.
ــ الشعبوية هذا مصطلح آخر يدخل ضمن الوصفة الجاهزة،وهو مصطلح يشهرونه كما نعلم في وجه الإسلاميين حينما يتواضعون ويحافظون على أموال الأمة،فمتى كانت الشعبوية خطرا على اللتنمية .
ــ من الوصفات الأخرى الغريبة وهي أن الشعب في نظرهم لم ينتخب على الإسلاميين وإنما عاقب بعض الأحزاب التي لم تستجب لتطلعاته.وانظروا إلى وصيتهم على الشعب واحتقارهم له.
ــ أسلمة المجتمع ولاحظ التناقض الصارخ في أقوالهم،ذلك أنهم يصرحون جهارا بأنهم مسلمون،فإذا كانوا مسلمين فلم الخوف من الإسلام؟
هذه هي الوصفات التي يخرجون علينا بها للتصدي لإرادتنا الحرة في اختيار من يدير شؤوننا ،فحبذا لو أعدوا العدة انطلاقا من رؤية واضحة،وبرنامج قابل للتطبيق،لكان خيرا لهم وأقوم ،عوض الركوب على شعارات واهية ووصفات جاهزة،الشعب في نظري ليس غبيا كي يصدقها ، خاصة وأن هذا الشعب قد قطع أشواطا كبيرة في تملك ثقافة سياسية تسمح له بالتعبيرعن موقفه من خلال التمييز بين المصلح والمفسد،خاصة وأنه جرب كل الأحزاب.
فابتعدوا أيها الديمقراطيون أو كما قلتم، عن الوصفات الجاهزة،وانتبهوا إلى بيتكم الداخلي لدمقرطته أولا عندئذ تكون لكم القدرة على مواجهة الأحزاب الفائزة ،التي بدأت لعلمكم بالديمقراطية الداخلية قبل دخول المعترك السياسي،فاكتسبت بذلك مصداقية داخل قواعدها ،ومن ثم لم تجد أي صعوبة في كسب ثقة الشعب الواعي الذي أحسن الاختيار،ونعم الاختيار.
3 Comments
انا بطبعي لا احب الخوض في مواضيع السياسه لاْنها حياه كفر وكذب ونفاق ولكن التاريخ علمنا ان نستفيد من دروس وعبر الماضي والاستعمار الغربي لدولنا العربيه والاسلاميه وما نشاْ بسببها من اتفاقيات طائشه ارهقتنا حتى يومنا هذا وانتهكت حريتنا وسيادتنا وساهمت في تاخير نهضتنا وبناء مستقبلنا ؟؟ ومما زاد سلبا هو تلك الانظمه الفاشيه والدكتاتوريه المتحكمه والمتسلطه على شعوبها وخير مثال على ذلك ما نراه في ايامنا من صحوه عربيه وربيع غربي ارجو ان يزهر ويثمر لنتخلص من كتله (( الحمير )) التي تبطش في كرامتنا وارزاقنا
بالهمم نرتقي القمم) تتميز اوروبا بالانانية الى جانب نزعة التسلط وهي كونها دفعت اثمان باهظة للديمقراطية حربين عالميتين وخراب اوروبا لذلك لا تريد ان تقدم الديمقراطية عاى طبق من ذهب للشعوب الاخرى وسب اخر تدرك اوروبا ان صناعتها تقوم على المواد الاولية المستوردة من الدول الفقيرة ومن مصلحتها ان توثق علاقتها بطغمة خائنة تحكم تلك البلاد افضل من ان تعي الشعوب هذه الحقيقة فتستيقظ وتصبح خصما ومدا لمصالحها
لماذا لم يفهم حكامنا و شعب العرب و المسلمين بأننها ليست ديموقراطية هي اللتي يروجنها امبراطورية امريكا …؟ بل هي امبريالية مدعمة لسياسة اسرائيل التي تريدنا دويلات متناحرة …..