هل قيام السادة أعضاء هيأة التأطير والمراقبة التربوية بمهامهم يعتبر تشويشا على نضالات السادة المديرين؟

في البداية أود أن أحيي أخانا المختار شحلال على انخراطه الفعال في الدفاع عن أطر الإدارة التربوية،وهذا عمل تطوعي لاينخرط فيه إلا مؤمن بقضية عادلة وما يصاحب ذلك من تضحيات جسام على حساب الصحة والأهل والمال،وبالقدر الذي أحيي فيه هذه التضحيات،أود منه أن يتسع صدره لتقبل تعقيبي على  ما جاء في مقاله الأخيرفي شأن مطالب الإدارة التربوية،خاصة في الجانب المتعلق بهيأة التفتيش ،فقد آلمني أن أسمع من الأستاذ المختارهذه العبارة ( من المؤسف أن ينجر بعض الإخوة في هيأة المراقبة التربوية في التشويش على نضالات الإدارة التربوية سواء من خلال مقالات متتالية …… أو من خلال التنفيذ الفوري لأمر النزول إلى المؤسسات التعليمية في لجان……..)وما يهمني في هذا المقطع بالذات هو أن يعيب الأستاذ شحلال على هيأة التفتيش نزولها إلى المؤسسات التعليمية لتنفيذ أوامر الإدارة المركزية،فمتى كان القيام بالواجب المهني المنصوص عليه في قوانين الوظيفة العمومية عيبا؟العيب هو أن تجبر هيأة التفتيش مضربا عن عمله أو مقاطعا لمهمة ما على القيام بها مكرها، هنا أكون متفقا معك أخي شحلال ،لأن هيأة التفتيش سبقت هيأة الإدارة في النضال منذ أن كانت مستظلة بمظلة الجمعية وصولا إلى تأسسيس النقابة ،والتاريخ شاهد على ذلك ،ولازالت نقابة مفتشي التعليم تناضل من أجل مطلب أساس وهو الاستقلالية الوظيفية ،ولعلمك أستاذ شحلال فالفضل كل الفضل يعود لنقابة مفتشي التعليم التي طالبت الوزارة بتعويض التكوين الذي سيستفيد منه  رجال التعليم على اختلاف تخصصاتهم من الذين غيروا الإطارعبر التكوين،لذلك لاتزايد على هيأة التفتيش في النضال،ومهما كانت مببررات مؤاخذاتك على هيأة التفتيش،وهي تنخرط في لجان التتبع،فمن موقعك كإداري تربوي، أعتقد أنك تعرف ،أن تكليف أي موظف بمهمة تدخل في صميم اختصاصه، يلزمه التنفيذ الفوري وإلا تكون الهيأة قد أخلت بواجبها والتزاماتها، وليس هناك أي مبررلعدم القيام بالواجب.وأعتقد كذلك أن السيد شحلال من موقعه كإداري محنك لاتغفل عنه هذه الالتزامات،وربما خانه الجانب العاطفي في النضال،فصرح بما صرح به في حق هيأة التفتيش،وأنا أتفهم هذه الأمور، ففي غمرة النضال وعدم تحقيق المكاسب بالسرعة التي يتوخاها المرء، قد يقسو الإنسان على إخوانه خاصة الذين يعتقد في قرارة نفسه أنهم لم يقفوا معه في محنته.لذلك أطمئن الأستاذ شحلال بأن هيأة التفتيش لم ولن تقف يوما حجرة عثرة في وجه طموحات الإدارة التربوية وأمانيها المشروعة،ولُيثق بي الأستاذ شملال أن الكثير من الإخوة أعضاء هيأة التفتيش قد قاموا بهذه المهمة وهم محرجون أشد الإحراج ،ومنذ الوهلة الأولى توجسوا من سوء الظن بهم من لدن الإدارة التربوية،وما يدور الآن في المنتديات يؤكد ذلك مع الأسف.

آمل أخيرا أن لا تؤثر هذه العملية الأخيرة على العلاقة التربوية والإنسانية بين كافة المتدخلين في الشأن التربوي ،لأن في ذلك ضمانة لخدمة ناشئتنا التي ليس لها لامضلة نقابية ولاجمعياتية ،وإنما هي أمانة في أعناقنا جميعا .كما آمل أن يجد الملف المطلبي لهيأة الإدارة التربوية طريقه إلى الحل في القريب العاجل حتى تتفرغ هذه الهيأة لمهامها وهي متحررة من الاكراهات التي تعيق قيامها بمهامها اليومية.