مشروع مذكرة استراتيجية لإعادة إنعاش نادي المولودية الوجدية
.jpg)
إعداد : الأستاذة سَلِيمَة فَرَاجِي
المحامية بهيئة وجدة
اولا – السياق العام
يُعتَبَر نادي المولودية الوجدية من بين المعالم الرياضية البارزة في عاصمة الشرق مدينة وجدة و المملكة المغربية، لذلك فهو أكثر من مجرد نادٍ لكرة القدم. بل يُمثِّل مرجعاً هُوِيّاتياً، ورمزاً جهوياً، ورافعةً للتلاحم الاجتماعي لفائدة آلاف الشباب والعائلات بجهة الشرق.
غير أن النادي، وبسبب توالي سنوات عجاف وغياب الرؤية الاستراتيجية، يمر اليوم بأزمة خانقة تجلَّت في:
-مديونية تفوق تسعين مليون درهم.
- اختلالات على المستوى الإداري والرياضي.
– تراجع في تكوين اللاعبين والبنيات التحتية.
-فقدان ثقة الجماهير والشركاء المؤسساتيين.
ثانيا – الأهداف الاستراتيجية
يهدف مشروع هذه المذكرة إلى وضع أسس خطة إنعاش واقعية، ذات مصداقية، جماعية الطابع، من خلال الأهداف التالية:
1. تطهير الوضعية المالية للنادي وتحديد المسؤوليات.
2. تفعيل الحقوق المالية المرتبطة بتكوين اللاعبين.
3. إبرام شراكات هيكلية، خاصة مع مجموعة OCP.
4. دراسة إمكانية اللجوء إلى مُسطرة الإنقاذ القضائي من أجل الحفاظ على نشاط النادي وتجميد ديونه.
5. استعادة الحكامة، والشفافية، والدينامية الجماهيرية حول النادي.
ثالثا- محاور العمل ذات الأولوية
1-افتحاص مالي وقانوني مستقل
-إطلاق عملية افتحاص شاملة للوضع المالي والديون (الجبائية، الاجتماعية، المزودين…).
-تحديد فترات سوء التدبير وتحميل المسؤوليات
-مواكبة قانونية ومحاسباتية دقيقة.
2. تفعيل تعويضات التكوين
إعداد قاعدة بيانات للاعبين الذين تَكَوَّنوا داخل النادي ما بين 12 و23 سنة.
تحديد اللاعبين الذين تم انتقالهم داخل المغرب أو إلى الخارج، وتفعيل حقوق التعويض والتضامن المنصوص عليها في أنظمة الفيفا.
3. شراكة مع مجموعة OCP
• اقتراح اتفاقية شراكة تشمل:
-إنشاء أو تأهيل مركز تكوين تابع للنادي.
-تأطير تقني، تربوي ونفسي لفائدة اللاعبين الناشئين.
-تثمين الكفاءات المحلية في إطار مواطِنِي.
4. الإنقاذ القضائي أو مسطرة الحماية
دراسة إمكانية اللجوء إلى مسطرة الإنقاذ المنصوص عليها في مدونة التجارة قصد:
تجميد الديون.
ضمان استمرارية نشاط النادي.
-إعداد خطة سداد تدريجية.
-تجنّب التصفية القضائية لما لها من تداعيات سلبية على المدينة والجهة.
5. التعبئة الجهوية والمساهمة
• إطلاق نداء تعبئة لجميع الفاعلين: منتخبين، مقاولات، لاعبين سابقين، جماهير.
-تأسيس لجنة جهوية لدعم المولودية.
-تفعيل نظام مساهمات ومواكبة مالية في إطار من الشفافية والفعالية.
في الختام يعتبر نادي المولودية الوجدية إرث رياضي وثقافي. إنقاذه ليس اختياراً، بل واجب أخلاقي، هوياتي وجهوي يقع على عاتق الجميع
الوسائل القانونية، والآليات المالية، والشركاء المؤسساتيون موجودون وما نركز عليه و نحتاجه اليوم هو إرادة واضحة، حكامة نزيهة، مصداقية وتعبئة جماعية.
سليمة فرجي
Aucun commentaire