Home»Débats»على هامش ذكرى تأسيس الأمن الوطني

على هامش ذكرى تأسيس الأمن الوطني

0
Shares
PinterestGoogle+

ما زِلتُ، لحد كتابة هذه الأسطر، أشعر بتلك القشعريرة التي انتابتني، مثلما انتابت جميع المغاربة، وهم يشاهدون التكريم الرائع الذي خصته مؤسسة الأمن الوطني، حفظها الله، لحافظات كتاب الله، حفظهن الله، في مختلف ربوع المملكة في الأيام المفتوحة للشرطة، وهن يرددن بصوت واحد كلام الله تعالى، وحاملات الأعلام الوطنية، ومحاطات بموكب مهول من دراجي الدرك الملكي،

في استقبال رهيب تقشعر له الأفئدة قبل الأبدان؛ ومازال الاستقبال الفريد الذي أقامه ضباط الأمن في ذكرى تأسيسه للعلامة مصطفى بن حمزة، رئيس المجلس العلمي بوجدة، وغيره من العلماء الأجلاء، يُلِحُّ علي أن أكتب في موضوع علاقة السلطان بالقرآن في بلدنا الحبيب.
لقد برّرت الحركات الإسلامية في العالم وجودها بكوننا نعيش في زمن « الغرباء » الذي سيتخاصم فيه السلطان مع القرآن، استنادا إلى حديث النبي عليه الصلاة والسلام: « بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء »؛ فكان لزاما، في رأيها، تأسيس حركات إسلامية تُرجع المجتمع الضال عن كتاب الله إلى كتاب الله؛ إلا أن هذه النظرية البئيسة تنهار في بلدنا هذا بمجرد مشاهدة مشاهد التحام القرآن بإحدى أعرق وأهم مؤسسات الدولة؛ بل إن المغرب يُعد المصنف الأول عالميا في عدد الحُفَّاظ والقرَّاء، والذين يكتسحون، كل عام، منصات التتويج في المسابقات العالمية التي تخصص للحفظ والتجويد والترتيل، كما يُعَد المغرب البلد الأول عالميا من حيث عدد المساجد مقارنة مع عدد السكان، كما أن علماءه الأجلاء قد بلغ صيتهم الآفاق واعترف بنبوغهم القاصي والداني بلا استثناء

.
إننا نحمد الله تعالى على أننا بلد بيوت الله وبلد القُرّاء والعلماء، وأن ملكنا سليل الدوحة النبوية الشريفة، وأن شعبنا من فتح الأندلس ونشر في أوروبا الإسلام؛ حتى أن المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، لم يكن احتلالهما إلا ضريبةَ تَعَلُّق هذا البلد الآمن بدينه القويم وملكه الأمين، وأن ما تدَّعي الحركات الإسلامية في العالم القيام به، تقوم به مؤسسات الدولة في بلدنا الحبيب بدون ضجيج أو بهرجة، وخير مثال على ذلك، ما اختتم به السيد الفاضل « عبد اللطيف الحموشي »، المدير العام للأمن الوطني، كلمته في مؤتمر « قادة الشرطة والأمن العرب » في دورته 47 الذي أقيم بطنجة بحضور رئيس الإنتربول، حينما تلى قوله تعالى: « إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب »

، وهو نفس الشعار الذي ترفعه حركة التوحيد والإصلاح بالصباح والمساء، ونفسه الذي تُأَثِّث به ورقتها المذهبية، ونفسه الذي تبرر به وجودها ووجود الحزب الذي كانت تراهن علبه؛ مما يفيد بأنه لا حاجة لنا، في هذا البلد الحبيب، بِمِثْل هذه الحركة ولا بمثل هذا الحزب.
نورالدين زاوش
عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *