Home»Débats»الغباء السياسي بضاعة جزائرية..

الغباء السياسي بضاعة جزائرية..

0
Shares
PinterestGoogle+

محمد المهدي ـ تاوريرت


إن غباء الجيران بشرق المملكة لا حد له، غباء يدفعهم إلى اقتراف ما لا يخطر على بال عاقل، أو بالأحرى مسؤول يقدر الأمور حق قدرها حسب مقاماتها وامتداداتها الإيجابية والسلبية التي قد تعود عليه بما لا تحمد عقباه، وتكون وبالا عليه وعلى بلده التي من المفروض أنه يمقلها ويسعى للحفاظ على سمعتها و مصالحها، الشيء الذي يفرض عليه أن يكون ديبلوماسيا لبقا في كل ما يقول وكل ما يفعل، لأن ذلك يعكس صورة بلده وصرة الطبقة الحاكمة بها..
سياق هذا الكلام، هو أثاره موقف وتصرف ممثل الخارجية للجارة الشرقية المدعو لعمامرة وما هو في الحقيقة إلا « حمامرة »، في اجتماع لوزراء الخارجية العرب بالعاصمة عمان بالمملكة الهاشمية الأردنية، حيث تقدم الحاضرين وبدون أي خجل أو استحياء وطالب بإلحاح بإدراج اسم رئيسه عبد المجيد تبون في نص البيان الختامي للاجتماع، والإشادة بدوره في حماية القدس والدفاع عن القضية الفلسطينية إلى جانب اسم جلالة الملك محمد السادس بصفته رئيسا للجنة القدس، التي كان المغرب هو أول أنشأها وترأسها في شخص المرحوم الحسن الثاني.. وقد كان الوفد الجزائري قبل أيام قليلة فقط، أن عرقل إصدار بيان تنديدي من طرف المجموعة العربية بالأمم المتحدة لا لشيء إلا لأن البيان المقترح جاء على ذكر اسم جلال الملك محمد السادس كرئيس للجنة القدس، واشاد بجهوده من خلال هذه اللجنة، وطالب الممثل الدائم الجزائري بسحب اسم جلالة الملك مما أثار موجهة من الاستياء و الاستنكار الشديد في صفوف المجتمعين الذين قرروا تعليق صدور البيان ..!! إلا أن الوزراء العرب بعمان، تصرفوا عكس نظرائهم بنيويورك، وأصدروا البيان التنديدي بالممارسات القمعية والوحشية للكيان الصهيوني بالقدس، وأصروا على إدراج فقرة خاصة تشيد بالدور المغربي في حماية ودعم سكان القدس من خلال لجنة القدس برئاسة جلالة الملك محمد السادس. أصدروا البيان في غياب ممثل الجزائر المدعو رمطان لعامرة، الذي تذرع بحجة الوعكة الصحية المفاجئة، وفي الحقيقة ما دفعه لمقاطعة الجلسة الختامية إلا رفض طلبه السخيف و عدم إعطائه إي اعتبار، وإصرار المجتمعين على إدراج اسم جلالة الملك محمد السادس باليان والإشادة به ضدا على رغبة حكام الجزائر من العسكر وعبيدهم من الساسة، الذين لا يفقهون في أبجديات السياسة و لا في الديبلوماسية شيئا..!!
هذه التصرفات الصبيانية التي ما فتأ ممثلوا الجارة الشرقية يقومون بها خلال المحافل الدولية الإقليمية و العربية، إنما تنم عن حقد دفين اتجاه كل ما هو مغربي استحكم في نفوس هؤلاء الساسة من جهة، وينم على درجة الغباء و السذاجة و التردي السياسي الذي وصل إليه هؤلاء، مما زاد وسيزيد من عزلة الجزائر في كل المحافل، الشيء الذي سيؤدي إلى التوجه بالسرعة القصوى نحو التخبط و الفشل و الإفلاس، وقد يؤدي لا قدر الله إلى حرب أهلية طاحنة كما حدث في العشرية السوداء التي راح ضحيتها أكثر من 200 ألف جزائري بين قتيل و مختفي، وهذا لن يكون له تأثير على الجزائر بمفردها، بل سيطال ذلك كل المنطقة المغاربية و الساحل، لأن الجارة الشرقية حينها ستتحول إلى بؤرة تستجلب تجار الحروب من عصابات مرتزقة ومنظمات إرهابية متطرفة وغيرها..
محمد المهدي ـ تاوريرت
23 أبريل 2022

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *