هل يجرؤ حكام الجزائر رفع رؤوسهم أمام فرنسا التي استقبل رئيسها اليوم « الحركية » وطلب منهم الصفح ووشح صدور بعضهم بأوسمة ؟
هل يجرؤ حكام الجزائر رفع رؤوسهم أمام فرنسا التي استقبل رئيسها اليوم « الحركية » وطلب منهم الصفح ووشح صدور بعضهم بأوسمة ؟
محمد شركي
لقد حدث اليوم في قصر الإيليزي بفرنسا ما يعتبر مصدر حرج كبير لحكام الجزائر الذين دأبوا على إظهار عنتريتهم عندما يتعلق الأمر بالجار الشقيق المغرب الذي كان ولا يزال مادا يد الأخوة إلى الشعب الجزائري كما كان سندا له يوم كان وطنه تحت نير الاحتلال الفرنسي البغيض ، ذلك أن الرئيس الفرنسي استقبل في قصر الإيليزي عصابات » الحركية » والذين كانوا خونة متعاونين مع الاحتلال الفرنسي ضد مواطنيهم ، وقدم لهم الاعتذار على ما لحقهم من تهميش وتفريط وإهمال يليق بهم على خيانتهم لوطنهم طالبا منهم الصفح الذي لم يطلبه أحد من رؤساء فرنسا لحد الآن من الشعب الجزائري الذي قدم مليونا ونصف مليون شهيد ، ولا زالت جماجم الشهداء في متاحفها شاهدة على وحشية وهمجية الاحتلال الفرنسي البغيض لأرض الجزائر .
ومصدر حرج حكام الجزائر وهم جنرالات حركية أيضا أنهم لا يمكنهم الجرأة على محتل الأمس ، ومطالبته بالاعتذار على جرائمه ضد الشعب الجزائري ، كما طلبوا من المغرب الاعتذار عن مجرد فرض تأشيرات دخول على المواطنين الجزائريين بسبب تهديد الإرهاب في فترة معينة ، علما بأن ذلك الإجراء كان حكيما ولصالح البلدين والشعبين معا ، وهو نفس الإجراء الذي كانت فرنسا تفرضه دائما على الرعايا الجزائريين ، ولا زالت كذلك دون أن يعتبر ذلك سلوكا مرفوضا عند حكامهم. ،علما يأن العاهل المغربي مد يد الأخوة إلى الشعب الجزائري في خطاب العرش الأخير ومن قبله معبرا عن أسفه لحدث طواه الماضي، وهولا يتحمل مسؤوليته لا هو ولا بعض من حكموا الجزائر بعد وقوعه ، وفي هذا ما يغني عن الاعتذار وزيادة لحكام الجزائر لو كانوا يعقلون .
وإن ما حدث اليوم في قصر الإليزي من استقبال للحركية الخونة المتعاونين مع الاحتلال الفرنسي ، وتوشيح صدور بعضهم بأوسمة ، وطلب الصفح منهم يعتبر إهانة لحكام الجزائر الذين دأبوا على إظهار التنمر والعنترية عندما يتعلق الأمر بالمغرب ، في حين يتحولون إلى مجرد نعام يدس رأسه في الرمل عندما يتعلق الأمر بفرنسا ، في الوقت الذي كان عليهم أن يدينوا ما حدث اليوم في الإليزي ، وأن يطالبوا فرنسا بتسليم الحركية ومتابعتهم أمام العدالة ليحاكموا في الجزائر على خيانتهم لوطنهم ، وعلى جرائمهم المرتكبة في حق الشعب الجزائري . ولو حصل هذا لكان جنرالات فرنسا أول المحاكمين أمام الشعب الجزائري لأنهم حركية أيضا ، ولا زالوا يأتمرون بأوامر فرنسا ، ويتفننون في خيانة الشعب الجزائري .
وعلى هذا الشعب الشقيق والأبي ألا يغفر لحكامه المتسلطين على رقابه جبنهم وخنوعهم أمام دولة احتلال سابق ، وقد تعمد رئيسها الإمعان في الإساءة إليه من خلال النبش في آلامه وجراحه عن طريق استقبال الحركية الجلادين وطلب الصقح منهم عوض طلبه من الشعب الجزائري الذي كان ضحية احتلال بغيض .
Aucun commentaire