شهادة في حق من اختاره موقع وجدة سيتي شخصية هذه السنة السيد مدير أكاديمية جهة الشرق المحترم VIDEO
شهادة في حق من اختاره موقع وجدة سيتي شخصية هذه السنة السيد مدير أكاديمية جهة الشرق المحترم
محمد شركي
أحب الغيث إلى الناس ما جاء بعد قحط وجفاف وطول انتظار . وكما يصدق هذا الوصف على الطبيعة يصدق على البشر أيضا حيث يتناوب على المسؤوليات أشخاص يكون بعضهم محلا بينما يكون البعض الآخر خصبا فيه يغاث الناس و فيه يعصرون .
لقد مرت على أكاديمية جهة الشرق سنوات عجاف بسبب سوء تدبير مرده سوء فهم المسؤولية ومعرفة وخبرة بحدودها ، وقديما قيل تشبّه زياد بن أبيه بعمر بن الخطاب فجاوز الحدود ، وتشبّه الحجاج بن يوسف بزياد فأهلك الناس . ومع أن زياد والحجاج كانا يرومان حذو الفاروق في صرامته إلا أنهما لم يوفقا في بلوغها لأنها كانت صرامة عدل بينما كانت صرامتهما صرامة جور لم يحمدها الناس ولا التاريخ لهما ، فحسبت عليهما ولم تحسب لهما .
لا أريد أن أخوض في الحديث عن السنين العجاف لأكاديمية جهة الشرق لأنني قد خضت فيها على هذا الموقع خوضا مسهبا لمّا كنت أمارس مهمة المراقبة والتأطير ، ولم أكن أتردد في الكشف عن العثرات والزلات وأقبحها على الإطلاق المساس بكرامة المسؤول عن مصلحة الامتحانات يومئذ الذي ظلم شر ظلم وهو يقوم بواجبه أحسن قيام في عز فترة الامتحانات لمجرد دخوله مكتب المسؤول يومئذ تزامنا مع زيارة مدير تربوي ألح عليه بالدخول صحبته على المسؤول احتراما وتقديرا له لما رآه ينتظر الإذن وفي يده ملف نتائج الامتحانات ، فجاء رد فعل المسؤول غير متوقع وغير مقبول في أدبيات الإدارة والتدبير مستفزا رئيس مصلحة بكلام ناب لم يقبله منه بكاله الصاع صاعين ، ولم تقف إساءة المسؤول عند هذا الحد بل كاد له لدى الجهة المسؤولة في المصالح المركزية ، و التي لم توفد إلى جهة الشرق من يتحرى الحقيقة ويحقق الحق ، فأعفته من منصبه ظلما وعدوانا كشف عنه القضاء الإداري فيما بعد .
وشاءت إرادة الله عز وجل أن يحل محل المحل في هذه الأكاديمية الخصب الخصيب بتولى المدير الحالي السيد مسؤولية تدبيرها وتسيير شؤونها وقد شرفت به ، وهو شاب على درجة عالية من دماثة الخلق ،ببشاشة وجه لا تفارقه الابتسامة إلا لتعود إليه للتو ، ولا يبخل بها على أحد مهما كانت مكانته أو مهمته ،وبتواضع قلما يوجد في مسؤول ، فلا يحدث أحدا إلا وقد أطرق منصتا إليه حتى يبدو لمن يراه أنه هو الذي يقف بين يدي مسؤول وليس من يقصده لحاجته . ولقد وضع حدا لسنّة طول انتظار المسؤول عند باب مكتبه وهي أسوأ سنّة ، ذلك أنه لا يكاد يخبر بواقف عند بابه يستأذنه بالدخول عليه إلا سارع بالإذن له مرحبا به ، وقد اتخذ في مكتبه مكانا للاستقبال يجعل الزائر يحس فيه أنه قد نزل عليه ضيفا ذلك أنه كان يستنكف عن استقبال زواره خلف مكتبه كما يفعل غالبا المسؤولون . ولا يغادره ضيفه حتى ينال من كرمه فنجان قهوة أو كوب شاي ، ويخرج راضيا وهو يصحبه خارج مكتبه مودعا طلق المحيا باسما كشأنه مستقبلا.
ولقد استطاع السيد محمد ديب أن ينسج علاقات في منتهى الجودة بين كل أطر قطاع التربية الوطنية في الجهة بفضل دماثة خلقه . ومما زاده قدرا وقيمة أنه كان يصبر على من أساء إليه ، ويتجاوز عنه بصدر رحب ، وقد قطع الصلة مع الانفعال والغضب ، وكان غضبه إذا حصل لمصلحة عامة لا لمصلحة شخصية.
ولقد جمع بين سمو الخلق وعلو الكعب في خبرة التدبير والتسيير لأنه قضى وقتا مهما في مصاحبة التدبير والتسيير ، بهذه الأكاديمية مهندسا معماريا، وخبر حسن التدبير وسيّئه، فأخذ على نفسه عهدا بتنكب السيء ولزوم الحسن ، فأحسن وأجاد.
وهو مع هذا وذاك جسور صبور في مواجهة مصاعب ومتاعب المهام لا يتسرب إلى عزيمته وهن ، ولا يضعف ولا يلين، فإذا ما اشتدت صعوبة أمر واجهه بثبات وصبر ، وهو الذي لا تبلغ عنده المشاكل درجة المعضلات ، ولا يسمح لها بالتناسل والتكاثر بل يبادرها بأفضل ما يتوفر لديه من حلول .
ومما يحمد له أنه يتدخل لإصلاح ذات البين إذا ما دعا الأمر إلى ذلك ، وقد آتاه الله عز وجل موهبة في ذلك ، وأعانه عليها بفضل ما أودع فيه من حسن الخلق وجميل التواضع ، وكانا معا قيدين يقيدان من يتوسط بينهم لإصلاح ذات البين إذا فسد ودهم .
وهو أيضا لا يتخلى عمن زلت به قدمه في ممارسة مهمته غير عامد ولا مصر ولا متماد في ذلك بل كان يسعفه للقيام من عثرته ، ولا يعين عليه شيطانا ، ولا حاسدا متربصا به شامتا ، كما أنه كان يستر القبيح ما وسعه ستره ، ويغلّب الحسنه على القبيح ما لم يكن مساسا صارخا بالمصلحة العامة ، وهو مع ذلك لا يشمت بذوي العثرات حين تنزل بهم العقوبة .
هذه شهادة مصاحب له صاحبها لا يداهن ، ولا يجامل ، ولم يقف يوما ببابه لغرض شخصي ما عدا شفاعة واحدة رأيت أنها ليست في حد من الحدود كما يقول الفقهاء بل كانت بسبب تنكر لمدرس رفد المؤسسة التي كان يشتغل بها سنوات في تدريس مادة لم تكن مادة تخصصه ، وأبلى فيها البلاء الحسن ، ولكنه لقي جزاء سنمّار وهو على وشك المغادرة بسبب الإحالة على التقاعد حيث فرضت عليه العودة إلى تدريس مادة تخصصه، وقد طال عهده بها ،وطال التغيير طرق تدريسها ، وأنا شاهد على ذلك من موقع مراقب مؤطر يومئذ . ويشهد الله عز وجل أني حاولت ثنيه عن رفض ما عهد إليه به وهو عليه شاق وفي غير مصلحة المتعلمين ، فأبى لأنه كان يشعر بحيف وظلم ، وبالرد بالقبيح على جميل أسداه إلى متعلمين لسنوات طويلة كانت نتائجهم التي حصدوها بفضل حسن بلائه شاهدة على ذلك. وعملا بمبدأ نصرة المظلوم، وقفت إلى جانبه وقد أوقف مرتبه ، وأحيل على أنظار مجلس تأديبي . ولقد تفهم يومئذ السيد المدير ظروفه ،ومع ذلك لم يجد طوع يده ما يقدمه له من عون ، خصوصا وقد حررت ضده تقارير أرسلت رأسا إلى المصالح المركزية دون علمه كما أخبرني بذلك ، وكما أكد ذلك مسؤول في المصالح المركزية للمعني بالأمر حسب تصريحه .
وأختم شهادتي هذه منوها باختيار موقع وجدة سيتي للسيد محمد ديب شخصية العام ، وهو نعم الاختيار اعترافا بما قدمه لجهة الشرق من سعي مشكور وهو ابنها البار الذي رد الجميل بالجميل، ونتمنى له مزيدا من التوفيق في مهامه ، وطول عمر مع موفور الصحة والعافية .
1 Comment
بصراحة فان بروفايل السيد مدير الاكاديمية محمد الديب يتجاوب 100% مع متطلبات المرحلة من قدرة عالية على التدبير الناجع رغم الاكراهات. انسان شهم وخلوق ومحب لوطنه.