عشرون سنة من حكم الملك محمد السادس : نجاحات باهرة لمشاريع ضخمة ، و المسيرة متواصلة في بناء المغرب الحديث
يعيش المغرب اليوم على وقع ثورة حقيقية محركها الرئيسي السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي يباشرها الملك محمد السادس نصره الله ، الذي ومنذ اعتلائه عرش أسلافه ، لم يدخر أدنى جهد لتمكين المملكة من التموقع بقوة كنموذج وبلد رائد ضمن كوكبة الدول الصاعدة، لقد بادر جلالته نصره الله، إلى إطلاق مسيرة تنموية قوامها الاستغلال الأمثل للإمكانات المتاحة والاستفادة من الموقع الجغرافي للمملكة لجعلها نقطة جاذبة للاستثمار ، وفي صلب اهتمامات كبار الفاعلين الاقتصاديين على المستوى الدولي.
وتتجلى المقاربة متعددة الأبعاد التي يتبناها المغرب في مجال البنيات التحتية المرتبطة بالنقل، أيضا، بتأهيل وتطوير الشبكة الطرقية وشبكة الطرق السيارة، وكذا عبر النهوض بالنقل الجوي. من خلال تقوية وتحديث السكك الحديدية،نجاحات باهرة لمشاريع ضخمة اخرها إنجاز مشاريع مهيكلة كبرى، تتحدث عن نفسها ، وذلك من قبيل المركب المينائي طنجة المتوسط، والقطار فائق السرعة “البراق”، وبرنامج التسريع الصناعي واستراتيجية الطاقات المتجددة، والاستثمارات الضخمة التي تشهدها مناطق الصحراء المغربية…
و في هدا الاطار يشكل القطار فائق السرعة “البراق”، الذي دشنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بتاريخ 15 نونبر 2018، والذي يندرج في إطار الجهود الرامية إلى إنعاش وتطوير قطاع النقل السككي الوطني، المبذولة منذ اعتلاء جلالة الملك عرش أسلافه الميامين، أول مرحلة ضمن المخطط المديري الرامي إلى تطوير شبكة خطوط القطار فائق السرعة بالمغرب، والذي يعد مخططا على المستويين المتوسط والبعيد، غايته الاستجابة للتطور الحاصل على مستوى الحركية بالمملكة.
هدا ومكن طنجة المتوسط، الذي يربط المملكة بـ 77 بلدا و186 ميناء، من وضع المغرب على الخارطة البحرية الدولية، وبالتالي الارتقاء به من الرتبة 83 إلى الرتبة الـ 17 ضمن تصنيف مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، وهو النجاح الذي يعزى إلى الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بشأن هذا المشروع الاستراتيجي والخيار الصائب لجلالته بإقامته عند المضيق بملتقى الطرق البحرية، هدا و استطاع مركب طنجة المتوسط، الذي يعد بوابة حقيقية لولوج المغرب، وارتفعت طاقته مؤخرا إلى ثلاثة أضعاف وصولا إلى أزيد من 9 ملايين حاوية (إي. في. بي)، عقب إطلاق عمليات استغلال المحطات الجديدة لطنجة المتوسط 2، و عزز بدلك تموقعه باعتباره قطبا مينائيا مرجعيا، في إفريقيا والعالم، وذلك بالنسبة للتدفقات اللوجستية والتجارة العالمية.
كما أن الاستثمارات الضخمة الدي رصدها المغرب (قرابة 17 مليار دولار) لتنمية الصحراء المغربية على مدى السنوات العشر القادمة، خلال زيارة العــاهل المغربي الملك محمد السادس للمنطقة، عبر اطلاق أكبر مشروعين في العالم أولهما يتعلق بإنتاج الفوسفات والثاني يتعلق بإنتاج الطاقة الشمسية، تعكس الاستراتيجية التي تتبعها الدولة من أجل تحديث البنية التحتية لمنطقة الصحراء لتتكيف مع الجهود الرامية نحو مناطق متناغمة تستجيب إلى نمط الاستدامة.
وعلى الصعيد الاجتماعي ، فقد واصل المغرب تطوير المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقها جلالة الملك منذ عشر سنوات لمحاربة الفقر وتعزيز الأوراش التنموية الهادفة إلى تقليص الفوارق الاجتماعية وتوفير المشاريع المدرة للدخل لفائدة الفئات المعوزة، من جهة اخرى تميز عهد جلالة الملك بنهج سياسة القرب من المواطنين والاهتمام بالمشاكل ذات الطابع المحلي والجهوي، كما حرص صاحب الجلالة الملك محمد السادس على التتبع الشخصي للملفات والقيام بزيارات ميدانية لجميع مناطق المملكة بصفة مستمرة، كما رسخ دوما في خطبه الموجهة إلى الأمة بعد اعتلائه عرش أسلافه الميامين مفهوما جديدا للسلطة كما دعا إلى الرقي بعمل الإدارة لتكون في خدمة المواطن.
و اكيد ان أهم الاصلاحات المتخذة من قبل المملكة خلال العقدين الأخيرين في مختلف المجالات القانونية والسياسية والمؤسساتية تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله ، من شأنها تكريس دولة الحق والقانون، وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتحقيق العدالة الاجتماعية، والتضامن الوطني، والحداثة، والمحافظة على التقاليد، وارساء الجهوية المتقدمة كخيار استراتيجي .
ويرى مراقبون ان قوة المغرب تتمثل في الميثاق التاريخي الذي يربط بين العرش والشعب، وأن خصوصية المملكة تتجلى في توفرها على ملكية تشهد تطورا مستمرا، ساهمت دوما في ارساء مناخ للاستقرار والسلم الاجتماعي وشجعت على اندماج المواطنين في الحياة المهنية والاجتماعية.
عبدالقادر البدوي
Aucun commentaire