شكرا سيدي وزير الداخلية : لا برلمانيات مدى الحياة ، و لا توريث معاش البرلمان
تسعى برلمانيات مغربيات إلى المطالبة بالبقاء في البرلمان محتفظات بالكراسي إلى أبد الآبدين والى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وحجتهن في ذلك أنهن اكتسبن مراسة ودراية وتجربة في الميدان البرلماني و من العبث التخلي عنهن .
لهذا طالبن مقابلة السيد وزير الداخلية من اجل تبليغه حرصهن و إرادتهن و طلبهن أن يبقي عليهن السيد وزير الداخلية في مراكزهن كبرلمانيات بدون المرور إلى الترشح مرة ثانية في الانتخابات المقبلة لشهر أكتوبر ،2016 و إذا فزن يمكن أن يكن ضمن البرلمانيات الفائزات(زويتة فوق الماء كما يقول المثل الدارج). يا لحيائهن و كأن لا يوجد في المغرب من المغربيات (القائدات و القادات) إلا هؤلاء النسوة.
ولكن، إنها حلاوة الكرسي يا إخوتي. الكرسي و ما يجر معه من مكاسب و رحلات و أسفار خارج وداخل الوطن و امتيازات ومطاعم وفنادق، وكله مدفوع أجره من عرق الشعب . فمن تريد منهن الفطام من حليب لذيذ و صافي ومركز ومن بقر سليم البنية.و الفطام كما تقول أمهاتنا الطيبات (الفطام في الكبر أصعب من النقش على الحجر).
فما أطيب العيش فوق كرسي البرلمان، و ما أصعب الفراق عنه…و ما أقسى العيش بدونه…حب الكرسي ملأ قلبهن ، و الآن سيصبح قلبهن أفرغ من فؤاد أم موسى التي رغم الحب الأم لطفلها حديث الولادة ،وضعت ابنها في اليم ، لا تدري ما المصير الذي ينتظره؟
أم موسى ودعت صغيرها يلاقي مصيرا مجهولا. وهن البرلمانيات سيودعن الكرسي المحبوب مكرهات لا بطلات.فشكرا السيد وزير الداخلية المحترم على إصرارك على رفض طلبهن البقاء متمسكات بالكرسي مدى الحياة.
قل لي من فضلك :هل نردد ما كنا ننشده ونحن تلاميذ بالمدرسة الابتدائية النشيد الانجليزي الذي ترجم إلى العربية؟ : نادى الرحيل بالفراق هل بعده لقاء
هذا يذكرنا بما قام به بعض البرلمانيين من الرجال في مناسبة سابقة بالمطالبة بتوريث المعاش البرلماني لأبنائهم أو لزجات جنابهم.
هذه المطالبات من الرجال و النساء في غرفة البرلمان ،على السواء تظهر مدى الغرام الذي يخلفه الكرسي في نفس الجالس عليه و كأننا تماما أمام رؤساء دول الجمهوريات الديكتاتورية الوراثية.هناك الديكتاتور يجلس على أنفاس الشعب مدى الحياة بانتخابات مزورة 100% ليحصل من وزارة داخليته على99.99% من الأصوات وذلك أمام المنتظم الدولي ليبرهن على شعبيته المزورة.و الواقع أنه يفضل النسبة المئوية الكاملة أي 100% ، لأن رؤساء الجمهوريات الملكية يعتقدون بجهالة أن 0.01 الباقية التي لم تصوت، قد تصنف من المعارضين للحكم الذين يجب البحث عنهم من أجل إدخالهم السجن وتنحيتهم من الوجود خوفا من انتشار العدوى.حدث هذا في الجمهوريات الديكتاتورية العربية المعروفة وفي بعض البلدان الأسيوية(كوريا الشمالية).الجمهوريات الملكية الجديدة عرفت نظاما جديدا هو الجمهوريات الوراثية وفيها يورث الحكم إلى أحد أبناء الزعيم(تونس /مصر:سوريا/اليمن/العراق).
لكن من المنطقي أن من يريد الدخول إلى البرلمان عليه أن لا يتخفى أو يتستر وراء نظام التصويت باللائحة التي تضم وكيل اللائحة مع وجود امرأة مرشحة هي كذلك. و هو نظام يجعلهما يستفيدان بدون إرهاق و لا تعب.لأنهما ينتعشان من شعبية الآخرين الموجودين معهم .و الحقيقة أننا نريد أن كل مرشحة أو مرشح للانتخابات البرلمانية أن لا يندس وراء الآخرين ويتزعم اللائحة، بل نريد من المرشحين و المرشحات أن يطرقوا أبواب المواطنين في الأحياء و الساحات العامة و في الطرقات ليعرفوا الشعب بأنفسهم ومؤهلاتهم و برنامجهم الاقتصادي و ما يقدرون على فعله و ما لا يقدرون أيضا. وبعبارة أوضح أن ينزلوا إلى الميدان الشعبي، منه يستقون ثقافتهم ، ومن الميدان ينصتون إلى الشباب من الرجال و النساء، ومن عامة الشعب، و يتعرفون على آلام الناس وعلى مشاكلهم. حتى إذا فازوا بالمناصب لا يستعملون لغة الخشب في مداخلاتهم و لا يحرصون على الظهور أمام التلفزيون من أجل الظهور فقط، أو من أجل أن يكونوا أضحوكة للشعب من تفاهة مداخلتهم أو تفاهة مضمون ما يتكلمون عنه أو يطالبون به.
الشعب لا يريد توريث المعاش للبرلماني و لا يريد بقاء البرلمانيات في البرلمان مدى الحياة . فليفتح المجال للدخول إلى غمار السياسة ،لكل امرأة ترى نفسها أنها مؤهلة نفسيا و معرفيا ، وقادرة أن تمنح للمغاربة شيئا من الاهتمام بحل مشاكلهم في التعليم و الصحة و العمل و السكن و الكرامة. كفى من لغة الخشب، مللنا من سماعها .فهي لا تطرب لا الأعمى و لا الكسيح و لا الأصم ولا الأبكم…
ص.نورالدين
Aucun commentaire