ومن أجل دولارات زيادة …أين المشكل؟
كل شباب الأمس الذين يدخلون الآن مرحلة الشيخوخة يتذكرون الممثل الأمريكي (كلنت إست وود)عندما مثل دور البطولة في فلم يحمل عنوان et pour quelques dollars de plusأنتج سنة 1965 من طرف المخرج المشهور Sergio Leone.
مناسبة الكلام عن الدولارات الأمريكية هو الدفاع المستميت من طرف السيدة وزيرة البيئة والموظفين الكبار للوزارة ، الذين يتكلمون في القنوات الوطنية و الأجنبية ، و هم يدافعون عن صفقة استقبال نفايات ايطاليا و التي وصلت إلينا الدفعة الأولى منها (من يدري قد تكون دفعات سابقة لها من النفايات التي تمتد في ايطاليا على مساحة 30هكتار وتضم ملايين الأطنان) دفاعا مستميتا كأنهم يدافعون عن حرمة الوطن. ويستغرب المواطن أمام هذا الدفاع المستميت من طرف الوزيرة و من طرف الموظفين العاملين معها و التي تناقض مع كل التصريحات الغربية التي تؤكد بالخبرة إن ايطاليا عجزت عن تصريف هذه النفايات وهي الدولة الصناعية الكبرى، فماذا يقول المغاربة وهم ينتمون إلى دولة متخلفة لا تملك من الخبرة في تصريف نفاياتها البسيطة ،فماذا تفعل أمام نفايات مركبة وسامة وتحمل إشعاعات نووية؟.
و يستغرب المواطن المغربي أمام هذا التكتم الشديد للمسئولين عن صفقات من هذا النوع، لولا الحديث الذي أثارته وسائل الإعلام الغربية في هذا الشأن، و التي كلها تؤكد حتى من داخل ايطاليا نفسها عن الخطورة التي تشكلها هذه النفايات على الفرشة المائية الباطنية و على الحيوانات البرية و البحرية و على الهواء و على الخضر وسائر النباتات و الإنسان طبعا سواء أحرقت أو دفنت،هل هذا انتحار أخلاقي؟ وما هو الثمن الذي دفع لهم أمام هذه الروح القتالية في الدفاع عن سموم تهدد الكائنات الحية بما فيها الإنسان و المحيط البيئي الذي يعيش فيه
و معه ؟.
و يؤكد الخبراء أن الخطورة فيما أقدمت عليه الحكومة يزداد مع كل مناسبة ينزل فيها المطر، أو تهب فيها الرياح لتدفعها إلى مناطق أخرى…ونعلم أن رئيس الجهة بالدار البيضاء السيد مصطفى الباكوري الكاتب العام السابق لوزارة البيئة الذي صرح قائلا (نحن لا نرضى لأنفسنا هذا الأمر…هاد الشي ما خاصوش يوقع) رغم شكوكنا أن تكون هذه التصريحات تصريحات انتخابية استباقية .
طبعا قد نجد التفسير الذي يجعل كل مسئول من وزارة البيئة يدافع عن الصفقة بشراسة و كأنه يملك من الخبرة الذي يكذب بها المختبرات العلمية الغربية التي رفضت استقبال هذه النفايات بما تملكه من قدرات تكنولوجية وعلمية و مخابر وأطر علمية متخصصة ذات مستوى رفيع.
التفسير الذي أعلنت عنه الصحافة الايطالية و المسئولون هناك ،أن المسئولين المغاربة استلموا نصف مليار أورو(500مليون أورو)، مقابل استقبال نفايات ايطاليا.فمن حقهم و واجبهم – من هذا المنطلق -الدفاع المستميت عن الصفقة ماداموا مستفيدين ماديا و ماليا.ألا تجعل 500 مليون أورو العيون حولاء وعوراء بل حتى عمياء،والآذان صماء و الألسن خرساء؟ الله يكون في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.فأين المشكل؟
فماداموا لا يشربون من المياه الباطنية من الأرض المغربية، بل من مياه مستوردة من أوروبا،و بعيدين عن هواء المصانع الإسمنتية،و لا يأكلون لحما مغربيا بعد الآن من الغنم آو البقر أو الطير، و لا سمكا من المياه المغربية لأنها ستكون تحمل مواد سامة و إشعاعات…فأين المشكل و الصفقة تقدر بالملايين من الأورو(العملة الصعبة) و ليس بالدراهم المغربية؟أين المشكل ألا يجلبوا حتى الموت بأصنافه و أنواعه وطرقه إلى المغاربة؟ ليس هناك أي مشكل.
فهل تثق أنت كمواطن ، في التفسير المغربي الذي يتناقض كلية مع التفسير الفرنسي و الايطالي و الأوروبي الذي انطلق من تجارب مخابر علمية وعلماء وخبراء في الميدان بصفة عامة، (بما فيها الخبرة النرويجية كذلك)…؟أين المشكل(إنها صفقة العمر :أزبال ايطاليا بنصف مليار من الأورو؟.فأهلا بأزبال ايطاليا وفرنسا و ألمانيا و السويد و اسبانيا و روسيا و الصين و اليابان و الولايات المتحدة الأمريكية و سويسرا و سائر الأقطار المتقدمة و المتخلفة و حتى التي تعيش في العصور الحجرية… و القارات الست بما فيها أطلنتيس التي غمرتها المياه… نحن على استعداد أن نستقبل حتى أزبال الغلاف الجوي وأزبال الكواكب الفضائية المكتشفة حاليا و التي سيكتشفها الغرب مستقبلا…أين المشكل يا أصدقاء؟؟؟المغاربة شعب صبار(مثل نبات الصبار).
أتذكر و الذكرى تنفع المؤمنين عندما سأل المدر س تلاميذه: ماذا يعطينا نبات الصبار؟
أجاب أحد التلاميذ: نبات الصبار يعطينا كرموس النصارى
وأجاب آخر: و الهندي و الموس معندي.
قال الأستاذ للمجيبين :حسن جدا يا غلام…أحسنت….ممتاز يا بلال …
ضحك الجميع بما فيهم الأستاذ)…انتهت الحصة…جاء وقت الاستراحة. رن الجرس… وخرج التلاميذ من الحجرة….
أين المشكل أن يضحك الأستاذ مع التلاميذ في البيداغوجيا المعاصرة ؟
أخيرا بما أن وزراء الحكومة الموقرة رضي الله عنهم، يتفقون على أهمية الصفقة أن لها دورا في التنمية البشرية، وإدخال العملة الصعبة إلى البلاد، و ترتيب الدولة في مصاف الدول الأكثر تطورا ،و تساهم في التقدم الاقتصادي و العلمي…و بما أن هذه التصريحات الآتية من الغرب كلها كاذبة وصادرة من أناس حاقدين حاسدين لا يحبون الخير لنا جميعا، و ليس لهم (مستوى علمي يضاهي المستوى العلمي هنا بالمغرب، فعلينا تكذيبهم بالبصمة ،وعلينا الثقة بما يقوله الخبراء في وزارة البيئة المغربية و ما يقوله المقاولات الإسمنتية عندنا.فالقول الحق ما قالته جهينة أم الملايين؟
ولكن نصرح بشرفنا أنه عندما تتناقض و تتعارض تصريحات المغاربة المسئولين مع تصريحات الأوروبيين العارفين بالخبايا من الأمور…و بما أننا نعرف من يقول الحقيقة….فإننا لا نثق في لغة الخشب لأن بها غش عظيم أولا، وهي محلية الصنع.وقد مللنا من هذه اللغة الخشبية التي هي صناعة وطنية بامتياز والتي شعارها (كل شيء على أحسن ما يرام و كلنا أمل أن نكون عند حسن الظن )
و نقترح على المسئولين المغاربة بوزارة البيئة اختيار شخص من المحققين الدوليين المعروفين، لعله هو من يأتيهم بالخبر اليقين و النبأ العظيم الذي هم فيه مزيفون و مزورون:
1- المحقق والمفتش الطاهر من الجزائر…
2-المحقق الملازم أول كولومبو، وحرمه مدام كولومبو…
3-المحقق دون كيشوت صاحب الطواحين الهوائية…
4-المحقق »شيرلوك هولمز الانجليزي…
5-بدون نسيان المحقق العظيم و المشهور(كونان)الياباني صاحب اكتشاف أسرار الجرائم المعقدة و الملغمة.
6- وأخيرا المحقق المشهور الانجليزي (ألفريد جوزيف هتشكوك 1889-1980)
أين المشكل أن يكذب المسئولون عندنا بالواضح و المرموز(بالعلالي وطاي طاي وهاي هاي يا مكتوبي)، بما فيهم من يحمل لحية ثقيلة تنزل بضعة مسافات؟هل سيتغير أي شيء؟ هل سترحل الأزبال من حيث أتت إلى مواطنها الأصلية من حيث أتت؟ هل سيكون تبادل تجاري للأزبال بيننا و بينهم :هم يمنحونا أزبالهم ونحن نمنحهم أزبالنا؟أم هل سيكون لنا أزبالنا و لهم أزبالهم؟أم ستكون أزبال قومهم عند قومنا فوائد و موائد؟
تذكروا و لا تنسوا الصفقة نصف مليار يا إخوان من الأورو، أورو ينطح أورو؟
أين المشكل في كل هذا؟
فكر وخمن وحلل وناقش وانطح رأسك مع الحيطان عندما كانت للحيطان آذان؟………..
من أكمل التفكير و التخمين و التحليل و المناقشة بشكل صحيح ، سيفوز بهدية رائعة و ثمينة وعجيبة و لم يسبق لأحد أن نالها، وأنا متيقن أنها ستعجب الكثير…إنها…. شاحنة أزبال بحمولة 2500 طن أاااااااااخرى؟… صفقوا على الفائز…مبروك عليك سفينة الأزبال.
ص.نورالدين
ا
Aucun commentaire