قهوة بلون السياسة
قهوة سوداء خفيفة
قهوة سريعة
قهوة موسخة
قهوة سريعة بالحليب
تلك هي طلبات الزبناء المدخنين عندما يرتادون المقاهي.فهي ضرورية لإشعال سيجارة.القهوة السوداء و السيجارة تمثل لبعض الناس الخبز الممرق.
القهوة لونها أسود فاقع.و لكن إذا اختلطت بعالم السياسة ،ذهب لونها و أصبحت بلا لون.فهي لا ترى كالسراب.فالكذب ذهب بكل ألوانها.
السياسة في البلاد البعيدة كانت ألوانها كثيرة :لون الصدق و الصراحة و المكاشفة(الشفافية) و العدل و النزاهة وخدمة الآخر و مساعدته،و الاستماع إليه، وحل مشاكله، والتواضع له و احترام القوانين و الخضوع لها و المساواة في الحقوق و الواجبات و العدالة في الأحكام…فلا أشخاص فوق القانون و لا أشخاص يدوس على كرامتهم القانون …لا مكان في السياسة عندهم للجهل و المرض و الفقر و التشرد …و لا مكان لحيوانات بلا أوراق الهوية …السياسة عندهم تنظيم و نظام محكم يجازى المحسنون و يعاقب المجرمون و السارقون…لا مجال فيه لبيع الأصوات من اجل القوت و لا مجال لبيع الأجساد من اجل تسديد فاتورة الكراء و الأكل… هذه هي ألوان السياسة كما علمها لنا أسياد السياسة.
هنا السياسة ليس لون ،فهي كالسراب.أن تكون سياسيا يعني أن تكون كاذبا بل كذابا آو كذوبا – مع احترامي لقواعد اللغة العربية، والواقع أني كنت ابحث عن أوسخ صيغ المبالغة للكذب – الكذب في السياسة مندوب بل مستحب ،و يصنف من المستحبات كان يقول لنا السياسي انه ليس راغب في وسخ الدنيا(المال و المكاسب و الامتيازات…) و انه مستعد في الحين أن يقدم استقالته،أو أن يصرح الوزير أن ليس بالمغرب فقراء يموتون جوعا، وان سيكان البادية بخير و على خير(و هي عبارات كانت ترد في مراسلات العمال بالمهجر إلى ذويهم و يتبعونها بعبارة :لا يخصنا إلا النظر في وجهكم العزيز).بل ان سكان البادية بعد ان يفرغوا من تناول العشاء ،يتفرغون غالى البندير (فيبندرون و يصفقون و يرقصون ، وكؤوس الشاي تدور (كالعروسة كتدور…السياسة مرهونة …ها هي مرهونة…فدار أباها مرعونة…ها هي مجنونة) فرحين مستبشرين بالليلة السعيدة.المغاربة سعداء ، ومطمئنون على حياتهم و صحتهم وأرزاقهم و أكلهم وسكناهم و مستقبل تعليم أطفالهم… إنها لغة الخشب بلون السياسة…
المغرب و الحمد لله ليس فيه بطالة و لا فقر و لا جوع و لا مجاعة و لا دعارة و لا سرقة و لا نشل و لا شهادة الزور و لا مشردين و لا مشرملين و لا ..و لا …المجتمع هنا طاهر مطهر من طهارة الحدث و طهارة الخبث و بالماء و التراب و الخشب و الملح و…أليست هذه هي لغة الطهارة عند السياسيين …؟فلنتطهر من خبث السياسة و السياسيين بالماء البارد و الثلج و السلسبيل….؟
وهل تعلم ؟أن ما خفي كان أعظم عندما يكذب من يتبنون الدين لباسا و أكلا وشرابا وغطاءا و ركوبا في الذهاب و الإياب، وفي النهار و الليل، و عند الفجر وطلوع الشمس ، وعند غروبها… وقولا كذبا متلبسا و مصحوبا بسبحة تحتوي على 99 حبة تعلق على اليد اليمنى…وما أدراك باليد اليمنى،إن هي إلا اليد اليمنى و ما قبضت و استحوذت؟؟؟
و هل تعلم ما قاله الحكماء في بلاد العم قمقوم » الشيطان تبول على خالتي السياسة، ومن ثمة كل السياسيين في العالم العربي الذين كانت لهم علاقة غير شرعية بخالتي السياسة عليهم نجاسة الشيطان »
« السياسة كما نعتقد و العلم لله أنها في العالم العربي هي أم الخبائث، ما ظهر منها و ما بطن »
و كل عام و انتم في ضيافة السياسيين من الآن إلى 07اكتوبر 2016 ،بألف خير… و ألف خير أخرى :هل ستكون بنفس كلمات الرسائل التي يبعث بها العمال المغاربة بديار الغربة من الجيل الأول إلى ذويهم : « نحن بخير و على خير و ما يخصنا إلا النظر في وجهكم العزيز « ؟
أم ستكون من فصيلة تراتيل السياسيين : (« سنعمل و سنقوم و سنبني و سنشغل و سنكهرب و سنسقي و سنقرر و سننفذ و سنعالج الأمر…و سنكذب عليكم اطمئنوا…فعلينا بالكذب و عليكم بالتصديق و الثقة و خاصة (النية)، وكل شيء بالنية يا رسول الله… وحاجتكم مقضية… بإذن الله… و مول النية يغلب …أ مولا ي عبد السلام »)
انتاج :صايم نورالدين
2 Comments
أرى أن الصيام لم يأثر عليك أخي نور الدين صايم ، بل زاد من مهاراتك في الكتابة و نقل الواقع إلى القارء اللبيب بكل واقعية . مع الأسف الشديد هذا هو واقعنا ، فمتى ينبلج الصبح المشرق المنير و المضيء بلون غير لون » قهوة السياسة » ؟ رمضان مبارك كريم .
كان يقال لنا ونحن صغارا لا تدخل البحر سباحة و بطنك على شبع فانه يجرك إلى الأعماق فتغرق. وكان يقال لنا أيضا لا تمارس الرياضة وأنت في حالة شبع لأنك ستكون ثقيلا في حركاتك و جريك.و بعض الناس في رمضان ينامون نهارا و يستيقظون ليلا.و لكن عقل الإنسان كما يبدو كجسمه لا يكون نشيطا يقظا إلا في حالة الجوع(الإمساك عن الأكل).كان الناس يقاتلون و يحاربون في شهر رمضان لم لا تكون الكتابة أيضا في شهر رمضان.و المتقاعد ليس وراءه أو أمامه شيء يضغط على فكره كما كان عندما كان يعمل. كما ان افعال السياسيين عندنا تبعث على الضيق و تكون الكتابة و القراءة نوعا من تفريغ شحنة الضيق و وسيلة من الخروج من الهم و الغبن عبر التسلية بالكتابة لا أقل و لا أكثر في انتظار الرحيل المحتوم.و رمضان كريم.أتمنى أن تكون إجابة رمضانية …