في مناسبة كل رمضان يتبادل المسلمون العبارة المؤدبة المستخلصة من قاموس المجاملات:  « رمضان كريم » و « رمضان مبارك »…

فرمضان كريم لأن الله اختص جزاء الصائم فيه لنفسه، و هو جزاء  كرم كبير من رب كريم و عظيم.فكل عمل ابن آدم له و يحسب في كناش « المعاملات و العبادات » إلا الصيام الذي ميزه الله عن سائر العبادات.

و رمضان مبارك لأن فيه بركات التي لا تعد و لا تحصى:ليلة القدر و هو شهر نزول القران الكريم  هدى للناس.

الله كريم و يحب الكرماء ذلك ما تعلمناه من آبائنا  و معلمينا رحمة الله عليهم أجمعين.

و لكن أن يأتي الكرم من مسيحية بروتستانتية ألمانية فذلك ما لم تفكر فيه  حكومتنا الإسلامية و المسلمة، إنها هي (أنجليا ميركل) المرأة التي تحكم ألمانيا الموحدة بأيدي ناعمة،و الآتية من ألمانيا الشرقية (كانت دولة قائمة بذاتها ) قبل تدمير حائط برلين الذي يفصل الألمانيتين :ألمانيا الغربية الرأسمالية التابعة للنفوذ الأمريكي، و ألمانيا الشرقية الشيوعية الاشتراكية التابعة للنفوذ الشرقي السوفياتي.

 و بالمناسبة ألمانيا هي بلد الفلسفة النقدية و الفلسفة المثالية والفلسفة الماركسية المادية و بلد الجنس الآري المتفوق(حسب نظرية هتلر و المستشرقون الألمان)…و بلد السيمفونيات(بتهوفن و فاجنر)، و البلد  الذي ولدت  فيها الديانة البروتستانتية، على يد الأستاذ مارتن لوثر(1483- 1546) الراهب و القسيس و أستاذ اللاهوت في ألمانيا. الذي دعا إلى تحرير الإنسان المسيحي الكاثوليكي من سيطرة الكنيسة المحافظة،التي كانت تفرض على الذين يريدون أن يتطهروا من ذنوبهم  الدنيوية (جزئيا أو كليا) بعد أن يعترفوا بآثامهم  وخطاياهم و يعلنون  توبتهم، و يتم الصفح عنهم، بمنحهم وثيقة خطية تؤكد الغفران لهم من الكنيسة، مقابل مبلغ من المال.فهو عفو و إعفاء  من العقاب الدنيوي عن الذنوب و الأخطاء التي ارتكبها الشخص إلى حدود اعترافاته.

أنجيلا ميركل … البعض  كان يسميها بالنجاشي في العصر الحديث،رغم أن هذا اللقب لم يعجب بعض الناس. و يمكن قبول أن تسمى بالنجاشي في العصر الحديث ، عندما  نجيب عن السؤال :ماذا قدم الحكام العرب المترفون الأغنياء للنازحين من سوريا و العراق و اليمن و ليبيا  من مساعدات إنسانية؟؟؟-،

يراها بعض الناس أنها النجاشي في العصر الحديث ،عندما يرون  ما قدمته بلادها من مساعدات مادية ومالية ، و استقبال لنازحين و مهاجرين و هاربين من بلدان تمزقها الحروب و القتل المرعب و التدمير الهائل،وتدفع بالمواطنين الناجين إلى الهروب بحثا عن مكان آمن.فأعدت لهم السكن و فتحت لهم المدارس ،و أطعمتهم،و أرادت أن تسهل تكيفهم مع الوضع الجديد في المجتمع الألماني عن طريق تعليمهم اللغة و بعض القوانين التي يجب احترامها و بعض العادات التي قد تبدو غريبة للأجنبي المنغمس في الثقافة الشرقية المحافظة …الخ

ما ذا نقول عندما نقرأ هذا العنوان الكبير في الصحف العربية: » ألمانيا تعفي المطاعم الإسلامية من الضرائب في رمضان« .

ورد هذا الخبر  في صحيفة الرياض يوم السبت 04يونيو2016

و هذا العنوان: » ميركل تعفي الأسواق الإسلامية من الضرائب في رمضان« .

ورد هذا الخبر في صحيفة الوطن الكويتية يوم الأحد 05يونيو2016.

.فقد كتبت صحيفة(الرياض) السعودية و (الخبر) الكويتية  نقلا عن وسائل إعلام ألمانية »أن المستشارة  الألمانية أنجيلا ميركل وقعت هذا القرار في مسعى لدفع المطاعم إلى تخفيض أسعار المواد الغذائية للمسلمين في شهر رمضان..

نتابع الخبر: »كانت ميركل قد شاركت في مأدبة إفطار بمناسبة شهر رمضان عام 2015 و قالت : »إن الاسلام بات جزءا من ألمانيا » .

أقرأ  هذا الخبر في جريدة المساء المغربية:

« إن عددا من الفواكه اختفت من الأسواق،فيما عرفت أخرى ارتفاعا صاروخيا في الأسعار مع حلول شهر رمضان (…) وأقر عادل حكمي نائب رئيس جمعية سوق الجملة للخضر و الفواكه بالدار البيضاء(…) مفسرا ارتفاع الأسعار الذي يطال  الفواكه في شهر رمضان بارتفاع الواجبات الضريبية.وهو الأمر الذي يجبر الباعة على الزيادة في الأسعار التي يتحمل عبأها المستهلك.مضيفا أن إدارة سوق الجملة بالبيضاء ستشرع في العمل بنظام جديد للأثمنة،الأمر الذي يرجح ارتفاع أثمنة عدد مهم من الفواكه و الخضر… »

 وفي جريدة الأخبار المغربية،و إن كان هذا الخبر لا علاقة له بما سبق إلا أنه يبين كيف  تتحفنا حكومة المغاربة  الإسلامية  من أخبار عن تصرفاتها مع المواطنين في الشهر المبارك، مقارنة بما تفعله أنجيلا ميركل المسيحية مع المسلمين  في بلدها والذين ليسوا ألمان ( إنها أنجيلا الكافرة الفاجرة  الفاسقة و الزنديقة ؟أليست هذه  وغيرها من الألقاب الرنانة في قاموس و مراجع  من فهم الإسلام على هواه من المتعصبين):

 » إن حكومة بنكيران بدأت في تنفيذ مخطط للتخلص من الوظيفة العمومية من خلال تقليص عدد من مناصب الشغل عبر العمل بنظام التوظيف بالتعاقد،كما أعلن عن ذلك محمد مبديع وزير الوظيفة العمومية و تحديث الإدارة الذي أحال مرسوما وزاريا بهذا الخصوص على الأمانة العامة للحكومة في أفق عرضه على المجلس الحكومي للمصادقة عليه« .

ألم يكن على حق و بينة ، أولئك السلف الصالح من المواطنين، الذين  فضلوا الحاكم الكافر  العادل على الحاكم المسلم الظالم المستبد؟؟.

و كل رمضان كريم و مبارك على جميع المسلمين المسالمين،

 و رمضان كريم خاص لك يا  أنجيلا ميركل،

 وكل رمضان و أنتم بألف خير…

صايم نورالدين