المنازلة الكبرى و أم المعارك
أم المعارك هو المصطلح السياسي الحربي الذي أطلقه الرئيس الراحل صدام حسين إبان غزو الولايات الأمريكية و أذيالها من المعمورة لأرض العراق،بعد سنين عجاف من الحصار و التجويع .و انتظر الناس ام المعارك التي لم و لن تأتي إلى يومنا هذا لا أم المعارك و لا أخواتها ولا بناتها.
المنازلة الكبرى و أم المعارك هي ما تتداوله أقلام وسائل الإعلام الالكترونية من ألسن بعض الوزراء و النواب و المستشارين الذين يعلنون اصطفافهم ودفاعهم المستميت عن تقاعد الوزراء و البرلمانيين بعد تصريحات كاتبة الدولة في الماء (2 فرنك).و يرونه حقا مشروعا بالقانون و الدستور أن يلعقوا من عسل كل المغاربة ومن مال الشعب السائب(المال السائب يعلم السرقة). وهم الذين لم يعملوا- في نظر الشعب- إلا بضعة سنين من النوم على كراسي دافئة في الشتاء و باردة في الصيف و غرف مكيفة.بضعة سنين تحسب على أصابع اليد الواحدة تعطيه كل الحق في التقاعد المريح،بخلاف الموظف الذي يعمل ما يقرب من 40 سنة عمل فعلية أو أقل من ذلك بقليل،أو أكثر من ذلك… ليتقاضى 2 % عوض 2.5 % كما كان معمولا بها في السابق ،و الموظف العمومي لن يحصل على تقاعده النسبي إلا بعد 30 سنة عمل فعلية و ليس 21 سنة كما يقنن ذلك التشريع المدرسي و قانون الوظيفة العمومية .و الآن يحضر لمشروع للتمدد و التمديد في سنين العمل إلى 65 سنة،وهو مشروع يراد له أن لا يتمتع الموظف بأية سنة بعد التقاعد، لأنه بكل بساطة إن مد الله في عمره إلى نهاية الخدمة، سيودع الدنيا بما فيها إلى دار البقاء بعد أيام معدودات.و لن يقبض منحة التقاعد…أتكلم هنا عن أطباء القطاع العام بسبب خطورة المهنة ، و ورجال التعليم المخلصين بسبب ضغوط العمل و الإجهاد النفسي و الفكري وظروف العمل في الوقت الحاضر…
ومن الوزراء من تفوح رائحة تراميهم على المال العمومي نهارا جهرا بالشوكلاطة النوع الرفيع التي يدفعها المواطن من جيبه ليوزعها سعادته على المدعوين بمناسبة ولادة مولود لديه،أو بفضيحة مدوية لبساط الملعب الذي تحول إلى مسبح فاضح للغش، أو بمنحة سمينة كجزاء مغادرة المنصب..,وأظن أن اللائحة طويلة بالخروقات من هذا النوع…و التي جعلت المواطن يفقد أية ثقة ومصداقية وصدق في عمل هؤلاء للمصلحة العامة و لمصلحة الوطن و المواطنين…
الوزراء و نواب الأمة يتضامنون الآن مع بعضهم البعض في تصريحاتهم و ينعتون كل مطالب من أفراد الشعب بإلغاء تقاعدهم بشتى النعوت المحقرة، و كأن هؤلاء القوم يصنفون أنفسهم من الأفاضل و يصنفون فئات من الشعب المتنورة من الأراذل. وأفراد الشعب المتنورون ينظرون إلى عدد السنين التي يعملها الوزير و النائب البرلماني (5 أو 6سنوات) أنها سنوات عجاف لم تكن يوما لفائدة الشعب وأبنائه…
إن الفئات المتنورة من الشعب ترى أيضا، أن مناصب هؤلاء هي مناصب سياسية و ليست مناصب وظيفية، ،و هي لا تمنح لصاحبها الحق في الاستيلاء على أموال الشعب بدون وجه حق(تحت عنوان التقاعد ). لسبب بسيط أن كل الوزراء لا ينحدرون من فئات اجتماعية هشة أو تحت سلم الفقر أو من الفقراء أو من البطاليين و لا حتى من الأسر المتوسطة، بل من فئات ميسورة جدا.و رغم ذلك يعلنون أنهم ليسوا مستعدين بعد العز و الأبهة و الفرعنة و الحليب الذي لعقوه، أن يفطموا منه.فالفطام مؤلم جدا في هذه المرحلة بالذات كما يعلن ذلك أطباء علم النفس… المثير للاستغراب أن رئيسهم في بداية استوزاره – وهو الذي يملك مجموعات مدارس في سلا و الرباط كما يعلن ذلك الكثير من الذين يعرفون البعض من أسرار ممتلكاته- أنه من العار أن يتحول الوزير بعد سنين من العز، إلى حارس ليلي للسيارات…في إشارة إلى حالة الوزير إذا ما تم انقطاع التقاعد عنه.
أم المعارك بدأت الآن و المنازلة الكبرى سيكون توقيتها في شهر شتنبر عندما يبدأ هؤلاء حملاتهم الانتخابية جاعلين من المواطن ورقة انتخابية لا غير توصلهم إلى المناصب و المكاسب و الغنائم…
سيعرف المتنورون من الشعب أن هؤلاء لا يدافعون إلا عن مصالحهم و مصالح أبنائهم،أما فئات الشعب فهي في نظرهم ليست إلا قطيعا من البقر و الغنم و بقرون طويلة و رؤوس كبيرة و فارغة و ينعدم فيها التفكير المنطقي السليم…..
و كل عام وأمتنا الإسلامية بألف خير في عيد المولد النبوي الشريف عساها تجعل من رسالته منارات تهتدي بها في ليلها المظلم …
انتاج :صايم نورالدين
2 Comments
مقال الاستاذ صايم نور الدين جامع مانع وكل مقالاتك جد ممتازةوالتي تنشر عبر هذا المنبر المتنور شكرا لك ولمساهماتك الابداعية في كل مجالات الفكر لك منا الف تحية ومزيدا من العطاءاننا في انتظار المزيد لك الف تحية
اختار رئيس حكومتنا الموقرة اقتران مناسبتين هجرية(عيد المولد النبوي الشريف) وعجمية (راس السنة الميلادية) ليزف لنا هدية ثمينة في اخر ولايته وهو اكتشافه لدواء مريشفي من كل العلل والامراض التي يعاني منها موظفوا الدولة (ضغط دموي ،سكر، كوليستيرول ،اعصاب…) ومكونات هذا الدواء تطلبت منه ما يقارب خمس سنوات من البحث في المخابر الوطنية وحتى الدولية ويتعلق الامر بدواء التقاعد ومكوناته الكيميائية هي الزيادة في سن التقاعد من 60 سنة الى 63 سنة أي 3 سنوات من المضادات الحيوية عوض 5سنوات لان طبيب الشعب المغربي يرى انه 3 سنوات كافية لشفاء مريضه (الطبيب يقدر ايداوي لمريض بلا دوى او سكانير…) اما المكون الثاني الزيادة في المساهمة للصندوق لان التخفيف من جيب المواطن هي حمية له من السمنة ، اما المكون الثالث فهو مفاجئة سارة جدا لانه لا يحمل زيادة كالمعتاد بل نقصان في راتب التقاعد لان طبيب الشعب يرى ان هذا الراتب كاف لابناء المتقاعد لشراء كفن لدفنه. شكرا