لنا الثروة و الغباء و لهم العلم و الذكاء
امة ذكية متعلمة و متقدمة،عرفت أسرار التقدم،وأمسكت بناصية العلم و المعرفة.و نشرت التربية العلمية في أوساط مواطنيها.فلم يعد مواطن واحد فيها، من لا يحسن القراءة و الكتابة.بل إن معرفة القراءة و الكتابة أصبحت في نظرهم من مخلفات القرن الماضي .أما الشعار اليوم فهو نقل أي مواطن لمسايرة التطور العلمي و التكنولوجيا في جميع الميادين.إن إنسان تلك الأمم يعيش القرن 21في تفكيره و سلوكه و معاملاته.
و امة غبية ،تثقلها سلاسل الجهل و الأمية.و تعيش في عالم الغيبيات و الشعوذة.امة غبية عرفت في النوم حلاوة و في الأحلام طراوة.و تنتظر من السماء أن تمطر ذهبا و فضة.و لو عاش الخليفة الثاني عمر بن الخطاب معنا اليوم لأعاد قولته المشهورة » إن السماء لا تمطر ذهبا و لا فضة.امة غبية لا زالت تبحث عن الطلاسم المحكي عنها في قصص الماضي لعلها تعثر على الكنوز في باطن الأرض عن طريق ذبح احد الأطفال الذي يحمل علامة خاصة في يده؟ أو تجد مصباح علاء الدين ليمكنها من الثروة و الجاه؟
امة طلقت العلم و البحث والعلمي الطلاق الثلاث منذ قرون و وجدت في النوم العسل كل السعادة و الرفاهية .و اكتفت بما تجود بها الأرض التي وجدوا فوقها من معادن نفيسة تعرض في الأسواق العالمية للبيع بأثمان بخسة لتصنع منها أدوات تباع لهم بأغلى الأثمان، و هم فرحون بما كسبوا كأطفال صغار يفرحون باللعب الجديدة.
العربي في المخيل الشعبي للإنسان الغربي، و في إعلامهم كائن من كوكب آخر.كائن مريض نفسيا متعطش إلى الدماء و النساء ،يحلم بما ملكت أيمانه من الجواري و الإماء.يبعثر المال على نزواته ذات اليمين و ذات الشمال.
العربي كما يصورونه في أفلامهم مقامر و سكير و أناني و متوحش.لا يشعر بأي ندم أن يخسر كل ثروته في القمار و السكر و النساء.لا يحب العمل و لا يريد أن يعمل،و لا أن يتعلم و لا أن يقرأ، و لا علم له بمتابعة الأحداث.كل هدفه أن يحكم و يتسلط على الآخرين و يقطع الرقاب و الأرزاق لأتفه الأسباب.
تنقل لنا كتب التاريخ أن خليفة المسلمين من الدولة الأموية أو العباسية أو الأندلسية مستعد أن يعطي الشاعر ألف دينار إذا أحسن إلى مدحه و أطربه ما يسمع من أمداح تماثله بالنجوم و الكواكب و الشمس و القمر( كأنك شمس و الملوك كواكب).و إذا أغضبه تصرف من هذا القائل أو ذاك،أو قاطعه أو جادله أو عارضه أو خالفه إنسان آخر، أمر بقطع رأسه.
الأمة العربية تنام على كنوز من المعادن من كل صنف.و الأمة الغربية لها رأسمالها البشري و العقول المدبرة و المفكرة و الباحثة،و تسعى دائما إلى توسيع ثقافة البحث العلمي حتى في المدارس الابتدائية.و تسعى إلى تطوير الذكاء البشري لمواطنيها عن طريق تحرير العقل من السلطة و أشكالها مختلفة(المادية و التربوية) ،و فتح الأبواب الواسعة للإبداع و تشجيعه و الاعتراف به.الذكاء و الفطنة و سرعة البديهة لابد ان يتلازما مع العلم،ليكون له قيمة. و الذكاء وحده بدون علم و معرفة غير كاف للوصول إلى شيء ذا فائدة عامة.
الصهاينة يقولون في كتبهم(1)أنهم يتكاملون مع العرب »لهم الثروات و لنا العقول و العلم ».
ونحن نقول :لنا الثروة و الجهل و لهم العقول و العلم.فمن هو الغني إذن؟
ما يعرفه الإنسان العربي العادي و البسيط المقولة المشهورة « اتفق العرب أن لا يتفقوا ».أليس هذا دليلا واضحا على الغباء ؟
و إذا اتفق العرب فإنهم يعالجون أمورهم و مشاكلهم بالمدح و النفاق و الهروب من الواقع أو بالحروب.و الحكام المنتخبون يزورون النتائج في الانتخابات،لتقترب من الخيال(0 معارض 100 %مناصرون و موالون).أليس هذا دليلا آخر على الغباء و التلاعب بأصوات المواطنين بالتزوير ومحاولة خداع الرأي العام العالمي؟.
و في اجتماعاتهم يسب بعضهم بعضا،و يهجو بعضهم بعض(2)ا،ثم ينهضون ليلتفوا حول عدسات الكاميرات أنهم متفقون،و يأخذون صورا حول مائدة مأدبة العشاء،يقدمها هذا الحاكم أو ذاك .هكذا تعالج المشاكل و لا تناقش.و هكذا يفترقون .و إلى قمة أخرى…
يكيد العرب لبعضهم بعضا المؤامرات و الدسائس و الحروب المكشوفة:ما يحدث غي سوريا و العراق و لبنان و السودان و ليبيا و تونس ،ما هي إلا مؤامرات من تيارات دينية متصارعة(اخوانية سلفية و وهابية سلفية تكفيرية و شيعية إيرانية)،أو دول تتصارع على النفوذ(المملكة السعودية من جهة و قطر و تركيا من جهة ثانية و إيران من جهة ثالثة و لكن بتحرش صهيوني _أوروبي(فرنسي انجليزي)_أمريكي.و العرب هل بذكاء يحاربون بعضهم بعضا تلبية لنداء المستعمر الذي فرقهم؟ ام ببلادة وراثية؟ الحكم لأولي الألباب…
التضامن العربي غير موجود عكس الأمم الغربية.ووحدة القرار لا وجود لها عندهم ،كما هو الحال عند الغربيين.قد تتآمر دول عربية على أخرى.أليس هذا دليلا واضحا آخر على الغباء؟
الأمم الغربية صنعت الوحدة،و الأمم العربية تعيش التفرقة و التمزق،رغم وحدة المصير و الدين واللغة و التاريخ و الثقافة و العادات و التكامل الاقتصادي الخ.. فمن هو الغبي إذن:من يسعى إلى الوحدة أو من يسعى إلى التفرقة؟
الإنسان الغربي ينال وظيفته و مركزه الاجتماعي و العلمي من دراسته و ثقافته،و بعبارة أوضح « وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب ».الإنسان العربي يخضع لمنطق الرشوة و المحسوبية و الزبونية و الانتماء العائلي و القبلي و الحزبي الخ.إنها المعايير في إسناد المناصب العليا.فمن هو الغبي إذن؟
نسبة الأمية الأبجدية في العالم العربي مرتفعة باستثناء بعض الدول.وهذا يعني أن لا مكان للعلم و المعرفة.بل تشجيع على الغباء و البلادة و الجهل. فلا قيمة لعلم كيف ما كان عندهم.مادام الغربيون متعلمون و يمدوننا بانتاجاتهم التكنولوجية و الطبية و العلمية،فلم نرهق عقولنا في البحث و الدراسة؟
الم يقل الشاعر:من أراد العلا سهر الليالي…..
فلم السهر و التعب؟يحيا الجهل و الكسل؟فما فاز إلا النوم؟
نعيد طرح السؤال :هل ورثنا هذا الكم من الغباء من الرضاعة؟أم أن التكوين الجيني الخاص بنا نحن هو المسئول؟
فيا أمة ضحكت من غبائها الأمم
الحكم السليم دائما لأولي الألباب….
الهوامش:
1 ) كتاب من الفكر الصهيوني المعاصر.سلسلة كتب فلسطينية.مركز الابحاث.منظمة التحرير الفلسطينية.بيروت لبنان العدد:11
2) مؤتمر القمة العربي بالدوحة 2009:مشادة كلامية بين الرئيس معمر القذافي و الملك عبد الله ملك السعودية.
– تهجم الرئيس معمر القذافي على الملك الاردني عبد الله
– في قمة دمشق 2008 يسمي العقيد القذافي نفسه:عميد الحكام العرب و ملك ملوك افريقيا و امام المسلمين.
انجاز: صايم نورالدين
2 Comments
شكرا يا استادى الكريم على المقال الجميل جميل الثروات عند العرب. والشعوب.تموت فى الحروب والفقر
العرب ادا قرؤا. ﻵ يفهمون حشومة والله
oumat I9RAE nasyat wajibaha f doulat wa houzmat bi GHABAIHA merci bcp MONSIEURRRRRRRRRRRRRR