الشيطان يطل على الإنسان في التفاصيل،في المعاهدات و الاتفاقات في السلم و الحرب.لا ننسى أن الشيطان كانت له حصانة إذ كان في صحبة الملائكة في الجنة.و لكنه عصى الأمر الإلهي بالسجود لأدم .و من ثم اقسم أن لا يترك الإنسان العدو الأزلي في حاله.

الميسر و الخمر و أشكال القمار و   المواخير و الأعمال من كذب و نفاق و غش و نصب و احتيال و إخلال بالعهد و ظلم و أكل أموال الناس بالباطل كلها أعمال يحث عليها  الشيطان. و في المدارس الابتدائية تكتب العبارة التالية  » النظافة من الإيمان و الأوساخ من الشيطان ».

 الشيطان يمثل الشر بكل صوره، و القبح و الظلام و الظلم و كل الرذائل التي اخترعها الإنسان بمساعدة الشيطان،  يقال أنها من إلهامه هو و قبيلته.

اقسم الشيطان أن لا يترك بني ادم في سلام،كما اقسم أن لا يدخل الجحيم و السعير إلا بصحبة اكبر عدد ممكن من  أعدائه. و لهذا فهو يأتي الإنسان من أمامه و خلفه و عن شماله و يمينه ،يوسوس له ( يقترح عليه مشروعات و برامج عمل شيطانية).

 الشياطين تدخل بيوت الفقراء و الأمراء و الوزراء،و الأثرياء و الشحاذين و المتسكعين و الأميين و المتعلمين ،ومن جميع الأعمار و من جميع الأجناس ومن الذكور و الإناث .و تشترك مع  البشر السكن، في القصور و الكهوف و في المدن و القرى و الدواوير و المداشر  و غيرها…

كتبت و سائل الإعلام المكتوبة عن وزير الطاقة و المعادن و كشفت المستور و ما في مكتبه من خفايا الأمور.و لعلها بصبصت من فتحة المفتاح إلى مكتب السيد الوزير فلمحت أن بالداخل حمام و سرير نوم لشخصين و ربما أشياء أخرى.و العلم عند العليم الخبير..

السيد الوزير قدم الفاتورة-طبعا لم تكن الفاتورة من بطن جيبه  بل من بطون مال الشعب-لا يهم مبلغ المال الذي صرف في تأثيث مكتب معاليه.فمن واجب الشعب بذل الكرم لمعاليه و معالي الآخرين…و جاء الرد(ليس كرد القصيدة الطربية التي غناها المرحوم عبد الحليم حافظ « فاتت جنبنا »  و التي لحنها الموسيقار العبقري محمد عبد الوهاب…و جاني الرد …و لقيتها تستناني..و قالت لي أنا من الأول بضحك لك يا اسمراني…أنا. أنا.. مش هو)

برر …انه يضطر إلى عدم الالتحاق ببيته  إلا في الساعة 9او 10في بعض الأحيان،لكثرة الملفات و القضايا التي ينبغي أن يبث فيها معاليه.و لهذا يحتاج إلى قيلولة صغيرة ،و إلى اخذ حمام ساخن  يسخن عظامه  …فلينم سعادته نوم العوافي،و ليستحم  لوحده أو مع  من شاء رفقة من يشاء..(هنا تدخل الشيطان)،و دفع بعضهم إلى التساؤلات التي لا إجابة عنها: معاليه يهجر البيت من 9صباحا إلى العاشرة ليلا  منكبا على الملفات المعقدة ،في المكتب أو على السرير أو في الحمام(إنها حرية شخصية و لكل حريته الشخصية )؟

 و السرير عند أهل التحليل النفسي مكان لإخراج الأسرار،أو تبادلها ،انه حديث الوسادة الخالية؟

من السرير اكتشفت مدرسة التحليل النفسي برائدها « سيجموند  فرويد » المنهاج السريري.باستعماله يستخرج الطبيب من المريض نفسيا الأسرار و المكبوتات من الصدور المغلقة،كما تستخرج المعادن من باطن الأرض. و تقتلع الأفكار من العقل الباطن كما تقتلع الأضراس التي تنخرها السوسة من الفم.

الشيطان اللعين قد يدفع بعض الناس المهووسين بالأسئلة إلى سؤال الحكومة في برلمان الشعب الحقيقي :هل لكل معاليه حق التصرف كما يريد في مال الشعب؟

 هل تترك الحرية المطلقة لكل من أراد من معاليهم، آن يقتني سريرا أو حماما أو شكولاطة من النوع الرفيع التي لا نراها إلا في الأفلام الارستقراطية، أو سيارة رباعية الدفع أو تغيير ملابس فاخرة من دور العرض العالمية، أو أثاث من المستودعات الاوروبية، أو سيولة نقدية يسيل لها لعاب كل الموظفين العموميين قاطبة من الشرق و الغرب و من الشمال إلى الجنوب؟؟   أو أي شيء آخر ثمين لا تدركه الأبصار، أن يلجأ إلى المال العام و خزينة الشعب، يأخذ منها ما يريد كيف يريد؟

الم يقل بعض المغاربة الحكماء  » المال السايب يعلم السرقة »؟

و يبقى الشيطان هو من كشف المستور.ألم يتبرأ الشيطان الحقيقي من الإنسان الشيطان المزيف؟…انه الصراع الابدي بينهما…فلمن تكون الغلبة؟هل للانسان الذي قد يفوق في شيطنته الشيطان الحقيقي؟أم لهذ الاخير الذي قد يتوسل للانسان الشيطان ان يبتعد عنه؟… 

انجاز :صايم نورالدين