بين مؤيد و معارض التمارين المنزلية هل من مكانة تربوية لها ؟
بين مؤيد و معارض التمارين المنزلية هل من مكانة تربوية لها ؟
و أنا أتصفح موقع إحدى الجرائد المحلية مستحضرا العقل الباطني إذ بصاحبي الجالس بجانبي في إحدى المقاهي يتدخل بسؤاله كالتالي :
ذ/هل أنت من المؤيدين لربط دروس الفصل بتمارين منزلية للتلميذ ؟
كان فعلا سؤال في مهنة التربية قبل التعليم ، أغلقت الصفحة الرقمية و فتحت نقاشا ممتعا معه أتقاسم مع القراء الرقميين ما جاء فيه:
يا أخي قبل أن نغوص في هذا الموضوع لنعرف أولا التمارين المنزلية للتلميذ :
حسب رأيي هو عمل ينجزه التلميذ بتكليف أو أمر من المدرس خارج الحصة الدراسية الغرض منه ربط التلميذ بدروسه منزليا .فعلا هناك من يؤيد و هناك من يعارض ، و لكن سؤالك جاء في محله لابد من الخروج بصيغة توافقية بيننا ، يستفيد منها قراء هذه الجريدة التي أغلقت صفحتها الآن أو غيرها من الجرائد الرقمية، ففي رأيي :
التمارين المنزلية يجب أن تكون اختيارية يتبعها تحفيز من طرف المدرس بعد الإنجاز لأنه تعلمه:
– التركيز و بدل المجهود بإشراك من يتواجد معه بالمنزل .
– الممارسة الذاتية يتعلمها أيضا .
– تنظيم الوقت .
– تحمل المسؤولية و الظفر بتحفيز المدرس.
كل هذه المميزات تدفع -عماد المستقبل – التلميذ إلى الإبداع في إنجازه المنزلي الاختياري المحفز ، بعد تلقي التحفيز يصبح مشجعا من طرف و لي أمره للإهتمام بتحضير الحصص الدراسية قبليا و كسب عتاد معرفي تجعله عنصرا نشيطا و حركيا في الفصل الدراسي ،و هذا الاهتمام سيجعله يكتشف ثغرات مكتسباته المعرفية و تقييم عمله المنزلي .التمارين المنزلية أيضا وسيلة حسب رأيي لإدماج اولياء الامور في تعليم ابنائهم و هي قناة تواصلية بين الفصل الدراسي و الاسرة،دون أن ننسى انها تساهم في الراحة النفسية للإباء و الاطمئنان على مستوى ابنائهم من الناحية المعرفية.
هذا رأيي ، أما رد صاحبي كان مخالفا و رأيه يحترم ،أقرب القراء لبعض من مقتطفاته :
– التمارين المنزلية تضع الآباء في موقف صعب للتعاون مع أبنائهم خاصة الأسر ذات مستوى ثقافي قصير في هذا الباب .
– هي أيضا تمدد الزمن المدرسي خارج المؤسسة التعليمية ، بل يجب تركه لأنشطة أخرى كالانخراط في نوادي رياضية أو ثقافية أو ممارسة هواية خاصة فالحد الأقصى حسب معرفتي المتواضعة هو ثمان ساعات بعدها يصبح التعلم متعب جسديا و فكريا .
– الواجبات المنزلية تشحن الجو الأسري بيني و بين الأبناء بسبب إصرارهم على حلها من طرفي حيث يصبحون كتاب ينقلونها على ورق بدون تأطير الذي يأتي من المدرس الفعلي و بدونه المكتسبات المقدمة على أنه عمل التلميذ المنزلي يفقد الجدوى من هذا النوع من التمارين الكتابية.
– كثرة التمارين خارج الفصل تصبح عقابا حسب رأيي للتلميذ نظرا لعددها .
– و بما أن المدرسة مكانا للجهد الفكري و فضاء للمتعة الدراسية و البناء المعرفي المشترك بين الزملاء يجب إنجاز التمارين داخل الفصل الدراسي و تحت تأطير المدرس لأننا نتعلم كلما و جدنا المتعة جماعيا عن طريق منافسة المتمدرسيين محليا و عفويا في القسم الدراسي أو أثناء مزاولة أنشطة هادفة مندمجة في المناهج .
– أما عن التواصل مع الأسرة فعلى التلميذ أن يبرز لها ما حصل عليه من تحفيز في القسم من طرف مدرسيه مثال ذلك :’ أحسنت…’.
ليختتم اللقاء في هذه الدردشة المسائية بسؤال يبقى للقارئ الرقمي مفتوحا : بين مؤيد و معارض للتمارين المنزلية هل فعلا هناك حاجة لجل التلاميذ لانجاز التمارين المنزلية اختياريا و برغبة ناتجة عن إحساس لها ؟
Aucun commentaire