قريتنا مستفركي واجب علينا أن نرد لك الجميل
ما تبقى من ساكنتها أناس بسطاء، أهلها كرماء، مناظرها خلابة، فيها ترعرعنا بطفولة ذهبية أحيانا، ومتمردة أحيانا أخرى، فيها تتلمذنا على يد معلمين أجلاء ، منهم من مازال على قيد الحياة أطال الله عمره، ومنهم من قضى نحبه تغمده الله بواسع رحمته، صرنا دكاترة، أطباء، ممرضين، اطر عليا، مثقفين، سياسيين، أغنياء ، و……و…….وتركناها ينهشها الفقر و الأمية وانعدام الأمن والأمان، تركناها لوحدها تصارع التهميش والإقصاء تنتظر الفرج الذي طال أمده.
* الجماعة تعاقب عليها مجالس يسوقون لصراع مفتعل منذ القدم، العصبية القبلية التي تعتبر من التقاليد المتحكمة في عملية اختيار ممثلي الجماعة، على أساس عصبي وعرقي لا على أساس الكفاءة والنزاهة والفعالية، ما يفرز مجالس بفئة لا يفقهون في التدبير الجماعي شيئا، وفئة تريد تسيير الجماعة حسب هواها ووفق مصالحها الخاصة.
* الجمعيات ارتبطت بنشأة غير سليمة ، إما بتداخل البعد السياسي بالتدبيري،أو بمكاتب لا يتوفرون على كفاءات في شأن التدبير الجمعوي، أو تلك التي أنشئت لظرفية معينة، مما أدى إلى إفلاس العديد منها.
* الكثافة السكانية الهائلة معظمهم غادروا إلى المدن المجاورة، لغياب المشاريع التنموية التي لم يفكر أي مجلس في جلبها للجماعة، بل أكثر من ذلك يقف في وجه بعض المحاولات التي لا تتناغم مع أهواءهم السياسية.
* مشاعر الشباب محبطة، لغياب أوراش مشاريع تريحهم عناء السفر للمدن المجاورة بحثا عن العمل.
* دواوير تشهد العزلة ، ذلك أن القليل من التساقطات المطرية يجعل مسالكها غير المعبدة غير صالحة للاستعمال.
* شبكة من الوديان ولا قنطرة واحدة، ماعدا بعض المنشئات الفنية التي تزيد الطين بلة عند سقوط الأمطار.
*وضعية كارثية تعيش على إيقاعها الطريق الإقليمية رقم6013 الرابطة بين بلدة النعيمة و الجماعة القروية لمستفركي على امتداد 15 كلم، طريق ضيقة لا تتسع لوسيلتي نقل في حالة التقابل، تآكل من الجانبين يشكل صعوبة كبيرة في الانحراف جانبا على الطريق تفاديا للوقوع في الحفر، تشققات واقتلاع أجزاء كبيرة من الزفت، حفر احتلت ما تبقى من الشريط تسبب في متاعب كثيرة للسائقين والركاب.مما أدى إلى حرمان تجمع سكاني مهم( دواوير الرصمة ، الخراركة ،القساقسة ، متليلي ، اميطر) من وسائل النقل فهم ينتظرون لساعات قدوم وسيلة نقل لقضاء حاجياتهم.
*مركز صحي متواضع وبعيد عن الدواوير ولا يتوفر سوى على بعض الأدوية البسيطة.
*نقص في التزود بالماء الصالح للشرب، إما لبعد النقط المائية أو لانقطاعه لساعات بالشبكة المائية الجماعية.
* دواوير لم تصلها شبكة التيار الكهربائي، فلم تنعم بعد بميزات هذه المادة الحيوية، فما زالت تستضيء بالشموع وفي أحسن الأحوال طاقة شمسية متواضعة.
* غياب إعدادية أو ملحقة بالجماعة تبق قاعدة التمدرس في انخفاض مهول خاصة في وسط الفتيات.
* أباء يتبادلون الأدوار مع أبنائهم ليلا، لحراسة بعض الماشية و الدواب، لانعدام الأمن والأمان ،ففي السنوات الأخيرة تحولت إلى مسرح للسرقات، وجرائم الضرب و الجرح والاعتداء، وتخريب و إتلاف ممتلكات الساكنة من طرف اللصوص و المدمنين على المخدرات، دون خوف لا من الدرك الملكي ولا من أصحاب الأملاك المسروقة والمتلفة.
* أي مواطن باشر إصلاح منزله المتهالك أو بنا اصطبل لماشيته ودوابه، إلا و يفاجىء بأعوان السلطة يأمرونه بتحضير رخصة البناء وهو غالب على أمره.
*المواطن يقطع مسافات لتسويق الماشية ،و بعض منتجاته الموسمية كاللوز والتين و الزيتون والسوق الأسبوعي بجوار منزله مهجور.
* ممتلكات الجماعة السياحية والطبيعية، تعرف تسيبا وفوضى بسبب ما تتعرض له الغابة من إبادة على يد الحطابين لصناعة الفحم الطبيعي وأعداء البيئة في واضحة النهار، دون تدخل المجلس الجماعي ومعه الجهة المسؤولة عن الملك الغابوي.
* دار الشباب التي أنجزت في إطار برنامج محاربة الفقر والعوز والضعف والتهميش بالوسط القروي، و المندرجة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، ضلت لحدود الساعة فارغة و صامتة كالمقبرة ، لا ندري متى سيتم فتحها في وجه جمعيات المجتمع المدني التي تمارس داخل قاعة الضيافة بعض الأنشطة وتمنع من الأخرى حسب أهواء المجلس الجماعي، ومتى ستفتح في وجه شباب الجماعة الذين يتخذون مربط الحمير بالسوق الأسبوعي إدارة لهم وملعبا لتنظيم بعض الدوريات الرياضية؟؟؟
لقد سئمنا جمود القرية مدى الحياة، نريد عهدا جديدا لقريتنا التي طواها النسيان وقتلها الإهمال،علينا جميعا أن نتحمل مسؤوليتنا إزاءها، فهي أمانة بين أيدينا، نريد من مثقفينا النبش في ذاكرة القرية وتمثيلنا في المحافل الوطنية والدولية، ومن وأطرنا التي تشغل مناصب سامية بالدولة جلب مشاريع تنموية للقبيلة، نريد ممن لهم دراية وخبرة في تسيير المجتمع المدني تقديم يد المساعدة للجمعيات، من خلال التحسيس و التاطير والتوعية وجلب المشاريع المدرة للدخل، ونهج ثقافة جديدة في مجال التسيير مبنية على التخطيط، وملائمة البرامج مع الحاجات الملحة للساكنة, في إطار توافقي واتفاقي يكرس إلزامية النتائج واضعة حدا للطرق التقليدية المعتمدة، نريد من سياسيينا فرز نخب تقطع مع الماضي البئيس لتفسح المجال أمام من يستطيع ترجمة طموحات الساكنة إلى واقع ملموس،ينهض بالجماعة نهضة حقيقية،لا نهضة العصبية القبلية، ويحقق المشاريع التنموية الحقيقية ،عوض الغوص في متاهات لاتخدم مصالح الساكنة، نريد من أغنيائنا الاعتناء بفقرائنا، نريد من أغنيائنا داخل الوطن وفي ديار المهجر الاستثمار في القرية لوقف الزحف المتواصل للغرباء وإلا ستطمس هويتنا يوما ما.
2 Comments
ALLAHOMA HADA MONKAR ANSAW ALBADYA W TAB3O ADAWDYA RA3AKI ALLH YA ZEKARA
لست أدري بأي منطق يكتب هذا:
– منطق الاستخفاف بعقول الناس..فإن تهافت كلامه واضح لأي أحد ،ثم إننا أبناء هذه المنطقة نعرف ما كان لها ومافيها وما ينبغي لها..
– منطق تبخيس الناس أشياءهم وأعمالهم وأفعالهم وأقوالهم.. ، وهي كثيرة ومتنوعة ومتعددة ..ولو شئت لسردت كثيرا منه : في العمل الجماعي ،وفي العمل الخيري، وفي العمل الجمعوي…لكن الكثير منها مما لا يريد أصحابها الظهور والإعلان بها.. وكان حريا به أن يذكر بعضا منها – إن كان له علم بها- حتى يكون منسجما مع نفسه متساوقا مع ما التزم به من خلال العنوان ، ومن التزم بشيء لزمه.
– منطق التسلق وقطع المراحل عبر طرق المناداة بعدم الرضى على ما قام به، وما يقوم به الغير.وهو طريق غير سالك ولا يوصل إلى الهدف، لكنه يقيم الحجة البالغة..والزمن طويل ..
– منطق تكريس قيم باطلة غير نافعة،وذلك من خلال مجابهة العصبية بالعصبية وإثارة النعرات بالنعرات..وهو منطق متهافت متهاو لا يليق بمن يريد الإصلاح والتغيير..
– منطق الإصلاح بالقول في موضع الفعل،وهو منطق مقلوب يضر ولا ينفع، ويدفع ولا يجلب..
– منطق من لامنطق له ،وهو ظاهر من التعميم في الكلام دون أخذ الحذر و الاحتياط ، وهو من أوليات ما يتعلمه المتعلم قبل الخطاب أصلا..