تأملات في مدى تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية والتكوينية
تأملات في مدى تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية والتكوينية
بقلم : نهاري امبارك، مفتش في التوجيه التربوي، مكناس.
تقديم:
تنهض فلسفة منظومتنا التربوية والتكوينية على مجموعة من المبادئ والحقوق المصرح بها للطفل والإنسان بوجه عام، كما تنص على ذلك المعاهدات والاتفاقيات والمواثيق الدولية. ومن جملة هذه الحقوق، يعمل نظام التربية والتكوين على تحقيق مبدإ المساواة بين المواطنين وتكافؤ الفرص أمامهم, إناثا وذكورا, سواء في البوادي أو الحواضر, طبقا لما يكفله دستور المملكة.( أنظر البندين: 11 و12 من الميثاق الوطني للتربية والتكوين).
I- إن تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص أمام التلاميذ والطلبة يوفر لهم تربية سليمة ويتسمون بالمواصفات التالية:
v
التمسك بالثوابت والمقدسات الدينية والدستورية؛
v
حب الوطن والإخلاص للبلاد والمجتمع والأمة؛
v
القيام على أحسن وجه بالواجبات اتجاه الوطن والأمة؛
v
المشارك الإيجابية في التنمية البشرية والاجتماعية؛
v
تقوية الثقة بالنفس والقدرات الشخصية؛
v
تقوية الثقة في المؤسسة التعليمية والمظومة التربوية والتكوينية؛
v
تقوية الرغبة في بلورة المشاريع الشخصية والعمل على تحقيقها؛
v
التشبث بمسايرة الدراسة والعزم على بلوغ أعلى المستويات الدراسية والتكوينية؛
v
المثابرة ومضاعفة الجهود لتحقيق أفضل النتائج المدرسية؛
v
الشعور بالارتياح والطمأنينة والاندماج في مجموعة الفصل والانخراط في العمل والإنتاج؛
v وغير ذلك من المواصفات المرتبطة بالمواطنة والمواطن الصالح.
II- وعلى العكس من ذلك، فإن عدم سيادة مبادئ المساواة والعدل والإنصاف، وخصوصا مبدأ تكافؤ الفرص أمام جميع التلاميذ والطلبة على حد سواء، يؤدي بهم إلى:
§ الشعور بالظلم والإحباط والإقصاء والتهميش؛
§ النفور من العملية التربوية والتكوينية؛
§ الشعور بالتمايز والتفاضل؛
§ احتقار الذات والقدرات الشخصية؛
§ الحقد على الفاعلين التربويين والمنظومة التربوية والتكوينية؛
§ انتهاج سلوكات عدوانية ومقاومة مختلف العمليات التصحيحية؛
§ الانحراف والانحلال الخلقي؛
§ وغير ذلك من الصفات السيئة.
III- ولنتأمل، في الفقرة الموالية، مدى تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية والتكوينية، من خلال معاشرة ومصاحبة التلاميذ والطلبة، ضمن المنظومة التربوية والتكوينية:
1
. ولوج المؤسسات العليا لتكوين الأطر:
· تمركز أغلب مؤسسات تكوين الأطر، عموما، بمدينتي الرباط والدار البيضاء؛
· كثرة شروط الترشيح وتنوعها، منها الميزة والمعدلات المرتفعة؛
· كثرة الوثائق المشكلة لملفات الترشيح، حيث تتطلب تنقلات ومصاريف كثيرة؛
· كيفية الولوج والإجراءات المطلوبة، بشكل عام: الانتقاء الأولي، الاختبار الكتابي، الروائز، المقابلة الشفوية،…
· قصر المدة الزمنية بين الإعلان عن نتائج الاختبار الكتابي والشفوي وغيره؛
· مشاكل الإيواء والأكل بالمدن الكبيرة؛
· عدم إيفاء المنحة بمتطلبات العيش لدى الطالب؛
· إلى غير ذلك….
2
. ولوج مؤسسات التكوين المهني:
· تمركز مؤسسات التكوين المهني، مستوى التقني والتقني المتخصص، في بعض المدن على صعيد الجهة؛
· انتهاج أسلوب جد انتقائي؛
· توفر بعض الشعب ببعض المؤسسات مقارنة مع مؤسسات أخرى؛
· عدم توفر أغلب المؤسسات المهنية على جناح داخلي؛
3
. الحصول على شهادة البكالوريا:
· وضع أسئلة اختبارية مختلفة في المراقبة المستمرة من مستوى دراسي إلى آخر ومن مؤسسة إلى أخرى ؛
· اقتراح مواضيع مختلفة في الامتحانات الموحدة الجهوية من جهة إلى أخرى؛
· اختلاف النتائج والمعدلات ونسب النجاح من جهة إلى أخرى؛
4
. المدارس الخصوصية:
· ارتفاع نتائج المراقبة المستمرة، بشكل عام؛
· ارتفاع نسب النجاح مقارنة مع مؤسسات التعليم العمومي؛
· احتلال الصفوف الأولى في الانتقاءات الأولية المعتمدة على النقط الخام؛
· الاستحواذ على المقاعد المتوفرة بمؤسسات تكوين الأطر المعتمدة في الانتقاء الأولي على النقط الخام؛
5
. الأقسام المرجعية وأقسام التمييز:
§ استحواذ تلاميذ التعليم الخصوصي على المقاعد المتوفرة؛
§ إقصاء تلاميذ مستحقين؛
§ إحداث تمايز وتفاضل وتفرقة بين التلاميذ؛
6
. الحصول على دبلوم الدراسات الإعدادية:
· وضع أسئلة اختبارية في المراقبة المستمرة مختلفة على صعيد نفس المؤسسة ونفس المستوى الدراسي؛
· اقتراح مواضيع الامتحانات الموحدة المحلية مختلفة، من مؤسسة إلى أخرى، بالسنة الثالثة ثانوي إعدادي؛
· اختلاف مواضيع الامتحانات الموحدة الجهوية، من جهة إلى أخرى، بالسنة الثالثة ثانوي إعدادي؛
· اختلاف عتبات الانتقال، بالسنتين الأولى والثانية إعدادي، من مؤسسة إلى أخرى؛
· اختلاف عتبات التوجيه والانتقال إلى سلك التعليم الثانوي التأهيلي، من مؤسسة إلى أخرى، بنفس النيابة؛
7
. المدرسة الإعدادية بالوسط القروي:
· بعد المؤسسة الإعدادية بالوسط القروي عن أغلب القرى والدواوير، وقطع التلاميذ يوميا مسافات طويلة؛
· يسلك التلاميذ يوميا مسالك وعرة وطرقا غير معبدة، في الغبار صيفا والأوحال شتاء؛
· عدم توفر المؤسسات الإعدادية بالوسط القروي على داخلية تأوي التلاميذ القاطنين بعيدا عن المؤسسة؛
· قلة التجهيزات والوسائل التعليمية؛
8
. المدرسة الابتدائية بالوسط القروي:
· بعد المؤسسة الابتدائية بالوسط القروي عن سكنى أغلب التلاميذ؛
· قطع المدرسين مسافات طويلة على الأرجل، يوميا، في مسالك وعرة وطرق غير معبدة، يغمرها الغبار صيفا والوديان والأوحال شتاء؛
· افتقار المداشر والقرى للجرائد والصحف والمكتبات؛
9
. اكتظاظ الأقسام ببعض المؤسسات التعليمية:
· أقسام مكتظة في بعض الأحياء الهامشية ذات الكثافة السكانية المرتفعة؛
10
.رياض الأطفال والكتاتيب القرآنية:
· عدم وجود رياض الأطفال في عدة أحياء هامشية؛
· أغلب الأطفال بالأحياء الهامشية والوسط القروي لا يرتادون رياض الأطفال والكتاتيب القرآنية؛
2 Comments
ابارك لك يا صاحب في واضحة النها ان منظومتنا التربوية تضمن تكافؤ الفرص في ميدان واحد و وحيد هو في الرداءة و التعسف. وعليك ان تدع جانبا التعاريف المعمول بها في سائر الانظمة التربوية التي تتبنى المقاربات التربوية لأن منظومتنا لا تتوفر على ادنى شروط لأدنى منظومة تربوية « وهذا ليس احتقارا لوطني لكن غيرة عليه ». ولقد صدمت عندما اكتشقت في دراسات ميدانية بغض العجائب و الغرائب:
1-ينجح بغض التلاميذ بالابتدائي بمعدل يقل عن 10/01 (واحد على عشرة)
2-يوجه تلاميذ الى الجدوع المشتركة بمعدل يقل عن 20/07 بينما يفصل اصدقاء لهم بنفس النيابة بمعدل 20/09 .
3-يحصل بغض تلاميذ السادسة ابتدائي على شهادة الابتدائي باقل من 10/04
4-بعض الاساتذة لا يتوفرون على وثائق لتقويم تلامذتهم فالبالعشوائية يتم التنقيط
5-الساعات الاضافية تفرض حتى على تلاميذ الاولى ابتدائي
و……و…….
فعلى اي تكاقؤ فرص يمكن الحديث ؟
فالامل معقود على الوكالة الوطنية للتقويم لتحرك المنظومة عن طريق تقويمها و اصلاح أليات التقويم التي تعتمدها لتدارك الكارثة التي تلوح في الافق و هي انهيار شامل للمنظومة التربوية.
لا تكن متشائما يا استاذ كن واقعيا