فاصبر لدائك ان اهنت طبيبه واصبر لجهلك ان جفوت معلما
يعتبر ميدان التعليم ركيزة أساسية لكل رقي منشود,لذلك تضعه الامم في اولويات اهتمامها,لاتصاله الوثيق بالعنصر البشري,الذي يعتبر قوام اي ازدهار وتقدم.
والمغرب من البلدان التي تضع التعليم في ارقى المراتب,ايمانا من حكومته انه السبيل الامثل لتكوين شخصية المواطن على الصلاح والقيم الوطنية المثلى,ولم يخل اي خطاب موجه للشعب من طرف ملك البلاد نصره الله من دعوة الساهرين على الشأن التربوي الى تكثيف الجهود من اجل الرقي بمنظومة التعليم نحو المراتب العلا.
كما ان الحيز الاكبر في خطاب الملك الاخير كان للتعليم وما يجابهه من معيقات وعراقيل تقف حجرة عثرة امام الرقي المنشود .واكد جلالته على تجاوز كل ما من شأنه الوقوف امام نجاح منظومة التربية والتكوين في البلاد.
واذا كانت مهنة التعليم رسالة شريفة فانها شرف لصاحبها تستمد اخلاقيتها من عقيدة وقيم واخلاقيات ومبادئ المجتمع السامية,مما يستوجب على المنتمين اليها اداء حق الانتماء اليها,غير ان من اهم المعيقات التي تجابه التعليم في البلاد هو تواجد مجموعة من الاشخاص لا يعطون حق الانتماء لمهنتهم.فيتجردون من الاخلاص فيها ,همهم الوحيد هو الاجرة ولا يهمهم نجاح او فشل مهمتهم داخل المنظومة لانهم اصلا ولجوا مراكز التكوين لاجل الوظيفة التي تدر عليهم المال للعيش ليس الا.
واذا كانت هذه النظرة لمهنة التعليم من هؤلاء,فلن ننتظر من ورائهم نجاحا,رغم ما تصرفه الدولة من اموال طائلة,لان فاقد الشيئ لا يعطيه,
واعتقد جازما ان تواجد امثال هؤلاء سد منيع امام كل اصلاح منشود,لان مهنة التعليم تحتم على القائم بها الاتصاف بالصفات الحميدة وانماط السلوك الحميدة في اداء الواجب والرسالة السامية,وكل خروج عن اعراف وتقاليد شرف المهنة ترسيخ للدور السلبي لمنظومة التربية والتكوين.
ومن انماط هؤلاء اولئك الذين يحولون المدرسة الى مركز للتعنيف بكل اشكاله,ويعاملون الاطفال بالقسوة الزائدة,ويسهمون في تنفير الاطفال والاسر من المؤسسة,وانماط اخرى تعمل على شحن المتعلمين بالمعارف وتغيب الدور التربوي على القيم الوطنية المثلى.
كما ان بعض الاسر تسهم بشكل كبير في تخلف التعليم,من خلال نظرتها السلبية له,بل ينظر البعض الى التعليم بنظرة الاستصغار,وان تعليم ابنائهم امر ثانوي لا جدوى منه,ويتجلى ذلك في عدم الاهتمام بمسار ابنائهم داخل المؤسسة التعليمية,وعدم تتبع نتائجهم,بل اهمال ابنائهم بالمرة الشيئ الذي يؤدي الى خرق منظومة الاخلاق لدى اطفالهم.
وبناء على ذلك لابد للساهرين على الشان التربوي محاربة من يفسدون منظومة التعليم بتقاعسهم,وزجر كل سلوك يسيئ للمتعلمين بصفة خاصة وللمهنة بصفة عامة,وفي ان الوقت لا بد لمكونات المجتمع ان تقوم بدورها في افهام الاسر بضرورة التعليم والتربية في بناء رجل الغد,وتغيير النظرة السلبية تجاهه,باعتباره ركيزة من ركائز التقدم والازدهار
قال الامام الشافعي رحمه الله:
ان المعلم والطبيب كلاهما+لا ينصحان اذا هما لم يكرما
فاصبر لدائك ان أهنت طبيبه+واصبر لجهلك ان جفوت معلما
Aucun commentaire