كَرانْ في البرلمان
كَرانْ » أكلة شعبية دأب على أكلها زوّار وجدة وأهلها. استطاع الحمص المطحون أن يغزو كل البطون في سنوات الخصاص والرصاص, حين كانت اللقمة عملة ناذرة وكان المحظوظ من وجد طعامه (قبل أن يجد الخبز طريقه إلى صناديق القمامة) . كان نصف درهم كافيا لسد رمق التلاميذ أثناء الاستراحة. وكان شعار الباعة آنذاك هو عربة كران لكل مؤسسة تعليمية في إطار تقريب الأكل من الطفل.
كان أصحاب العربات يأخذون أماكنهم أمام أبواب المدارس, في تفاهم ضمني دون تنافس, مستعدين لتوزيع الشبع على بطون تشكو الخواء مقابل القطع النقذية الصفراء. ورغم مرور السنين فقد بقيت الأكلة في متناول الأغنياء ومن بهم خصاصة ولن يتأثر أحد حتى وإن حذف صندوق المقاصة.
دقيق الحمص هذا علاج فعّال لم تنتبه إليه المنظمة العالمية للتغذية و الزراعة لحل مشكل الجوع القاتل الذي يفتك بمناطق من آسيا والساحل.لو أخذ الموضوع مكانته في المحافل الدولية لأصبح صاحب الفرن المشهور بظهر المحلّة مستشارا دوليا للتغذية.هذا الرجل الذي أخذ على عاتقه مهمة إطعام قسم كبير من سكان وجدة. وما على المشككين في الدور الهام الذي يقوم به هذا « الشيف » سوى معاينة الزحام كلما جنّ الظلام وكيف يضيق بالأكَلَة كل ليلة فرنه الواسع وعدد و أنواع السيارات المتوقفة في الشارع.هو ليس الوحيد بالتأكيد فالأفران والعربات المختصة منتشرة في كل مكان.
كيف لمسحوق الحمص أن يأخذ كل هذه الأهمية في حياة الوجديين؟ فرغم انتشار محلات الوجبات السريعة المغمورة منها والمشهورة, بقي الوجديون في معظمهم نباتيين.فليس في الحمص حلال أو حرام كما في محلات الماركات العالمية التي تريد أن تكسب ود المستهلك بالتأكيد على أن منتوجها حلال. والكل سمع عن فضيحة لحم الخيول. فإذا افترضنا أن ما قيل صحيح , فأين توجد كل هذه الأحصنة التي تُقتل والكل يعرف ثمنها الباهظ؟ فلا نريد أن نسيء الظن بالعباد لنتخيل ولو لهنيهة أن الأمر لم يكن يتعلق بلحم الجياد بل بالبغال والحمير (مع استثناء الحميرالزُّرِْق التي خضعت للتدريب لتشارك في التهريب في ضواحي »زوج بغال »).
لم تجد هذه الأكلة البسيطة القطنية موقعا لها في خريطة برامج الطبخ الوطنية . قد لا يليق ببلد عريق أن يسوق صورته للسياح الفرنسيين والألمان بخلطة » كران » . لكن أليس من الصواب أن يظهر بجانب الطاجين و الكسكس , »صْني كران » في مطويات وزارة السياحة ؟ فقد يكون إضافة نوعية للسياحة الطبية لأن مع حمص مطحون وماء وملح وزيت وكمون ,لا خوف من كولسترول ولا حاجة لحمية أو لشفط دهون. بالإضافة إلى كون المكونات الخمس ثمنها بخس.وهي أكلة الفصول الأربعة كذلك وربما لهذا السبب تحمل هذا الاسم كل ّ محلات بيع كران في مدينة وهران .
من أين جاء هذا الاسم وما أصله اللغوي وهل له ذكر في بطون الكتب؟ يقال أن أصل الأكلة تركي. وإذا صحّ هذا الأمر فنحن نشترك مع الأتراك في الأكلة وفي العدالة عنوان الحزبين الأولين في البلدين. فهل يمكن أن يدعو رئيس الحكومة بنكيران يوما ,من باب العدالة الاجتماعية, أعضاء الحكومة والبرلمان الشعبيين والشعبويين, الذين يتقنون اللوم والسباب والذين يحسنون النوم و يدمنون الغياب والذين يلمّون بمآسي الفقراء بقدر ما يهتمون بالكراسي الحمراء والخضراء, إلى مأدبة كران ليتمتعوا ,كمنتخبيهم, بملء البطون بالحمص المطحون .
فربما فكر نواب الأمة , إذا شبعوا تحت القبّة, في إحداث موسم لملكة جمال كران أو خصّه بمهرجان على غرار مهرجان كناوة بمزاكان . وهكذا يصبح لوجدة مهرجانان واحد للرّاي والآخر لكران وبه تصح مقولة « منين تشبع الكرش تقول للرأس غنّي ».
عبد الحفيظ كورجيت
6 Comments
Bravo Si Korjit,
avril est le mois que la terre a pris l’habitude de se voir enszmmencer des graines du…7ommas….
Encore une fois, bravo pour tes lumières…
Merci Oujda City de laisser « transparaître »
مقال جميل بطعم كران، و أضن أن السيد عبد الحفيظ تغنن في صياغة هذا المقال بطريقة فنية فريدة بعد أن أصيب بثخمة كرانية .
Merci Si Alem,
Les lumières ,se sont vos voix qui nous éclairent la voie.
Merci karaniteur,
Le karanitophile que je suis est né à deux pas de « f’rran Abderrahman » à Lazaret.A voir la bedaine que je traine j’ai comme l’impression que le chef de la boîte(Abderrahman »y est pour quelque chose.Si Benkirane est chef de gou vernement,Abderrahman est « chef » du goût tout court.
formidable merci oujda city
جزاك الله خيرا سيد عبد الحفيظ كورجيت بالفعل لقد جعلتنا نتذكر ايام « كران » التي لا يمكن ان تمحى لنا من الذاكرة
سوف يكون يوما ماتريد.. بين مطويات وزارة السياحة.ysn