فلسطين وقف إسلامي لا يحق لأحد أن يحتكره
نقرأ بين الحين والآخر تعليقات على مواضيع تمس القضية الفلسطينية من زواية معينة تستنكر خوض غير الفلسطيني فيها ؛ بل قد لا تتردد بعض التعليقات في القول : ( أيها الغريب اتركنا وشأننا ؛ هذا شأن لا يعنيك ؛ عليك بطرق مواضيع بلدك أولا ؛ من أين دخل علينا هذا الغريب ؟….) وهلم جرا من التعليقات المتبرمة والمتبرئة ممن يكتب في القضية الفلسطينية خصوصا إذا كان ما يكتب نقدا أو انتقادا.
وينسى أصحاب هذه الأقوال أن أرض فلسطين عبارة عن وقف إسلامي ؛ من الواجب على كل مسلم وجوبا شرعيا الاهتمام به كل حسب طاقته عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا بالصلاة في بيت المقدس والإهداء له أو الإسراج كما جاء في الحديث الشريف.
والغريب أن يظهر في يوم من الأيام على الفضائيات العربية شيخ مقدسي يقارب المائة سنة ؛ وقد ساومه الصهاينة في بيته أوعقاره المتاخم لبيت المقدس بشيك على بياض بعد أن غالوا له الثمن حتى صار خياليا فكان جوابه : ( بدكم تاتوني بقصاصة ورق عليها توقيع مليار وثلث مليار مسلم وبعدين أبيعكم البيت أو العقار) رحم الله عز وجل هذا الشيخ حيا وميتا ؛ فقد عرف قدر الوقف الإسلامي خلاف فئة محسوبة على الثقافة والمعرفة ولكنها بجهل أو تجاهل ترى المسلمين غرباء عن القضية الفلسطينية ولا حق لهم حتى في مجرد الكلام عنها إلا أن يكون كلاما من سنخ كلامهم وحسب أهوائهم و ما هم عليه من اعتقاد حتى لو كان لبقية المسلمين رأي آخر مخالف لآرائهم خصوصا عندما يتعلق الأمر بالمصير الذي لابد أن يحسم بإحدى اثنتين الجهاد أو الاستسلام.
ولقد انتشرت عدوى انتقاد من يتناول أمور المسلمين في كل بلاد الإسلام من أبناء البلد موضوع القضية المطروحة للنقاش فلا يسمع المتناول للقضية إلا عبارة: ( اتركنا وحالنا؛ ما لك ولبلدنا ؟؟ ؛ هذا شأننا الذي لا يعنيك …) إلى غير ذلك من عبارات البراءة من الذمة الإسلامية خلافا لما هو عليه شرعنا من تنزيل الاهتمام بأمر المسلمين منزلة الواجب والفرض حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم يتبرأ ممن أصبح وأمر المسلمين لا يعنيه . ولا يصدر مثل هذا الموقف غير السليم شرعا إلا من جهة لها في ترك إثارة القضية للنقاش المنور للأمة الكاشف للحقيقة مصلحة غير خافية ؛ لهذا تعتمد تقنية الهجوم كأفضل وسيلة للدفاع ؛ ولا يوجد عند هؤلاء سوى هجوم التخوين والاتهام بالعمالة للعدو و الخيانة وقد يكون الاتهام عبارة عن داء ينسل منه ويرمى به الغير للتمويه والتضليل وذر الرماد في العيون؛ وصرفها عن الحقيقة.
1 Comment
إلا أن الواجب على غير الفليسطيني الذي يخوض في قضية فلسطينية محضة كالصراع بين حماس و فتح على السلطة أن يلزم الحياد لأن الإخوة -طال الامد أو قصر- يتغلبون على خلافاتهم ، فلماذا نجد الكثير من الأبواق الإعلامية و غيرها تنحاز لحماس مثلا ، ناسية انها هي الاخرى لها ضعفها المرتبط بحب الكرسي ؛ و كان الاولى ان تبقى حركة مقاومة كما تدعي…؟