انتهت العطلة الصيفية , وانطلقت السنة الدراسية بين الترقب والخوف . في ظل غياب استراتيجية واضحة المعالم. ولعل أبرزها بعض المذكرات التي نزلت كالبرد والثلج والظلام الغامس , في ظل عدم التشاور وغياب النظرة الواقعية.لكن ادارات مؤسساتنا التعليمية استقبلت السنة الدراسية بأمل ومسؤولية لتحقيق دخول مدرسي مقبول .

   ولعل ما يشغل الكثير من المتتبعين بعض السلوكات التي تحدث من هذا الطرف أو ذاك وتعكر صفو الدخول المدرسي . لذا حاولت أن أتوجه بنداء الى كل المعنيين بالدخول المدرسي علنا نجد صيغا تبعدنا عن احتكاك نحن في غنى عنه.

   1- الى آباء وأولياء التلاميذ:

أصبح الدخول المدرسي بالنسبة لأولياء التلاميذ عبءا ثقيلا ووزنا وفيرا , من تكاليف مالية ومادية مقابل سراب في النتائج وغياب الحوافز. مما حدا بالكثير من الآباء الى التفكير في نقل ابنائهم من هاته المؤسسة الى تلك , محاولة منهم لايجاد ظروف  تمدرس مناسبة . إلا أنهم يصطدمون خاصة في كبريات المدن برد سلبي ,مما يدفع بالبعض منهم الى التعامل بأسلوب متشدد يصل أحيانا الى السب والشتم. ناسين أنهم يربون ابناءهم الذين عادة ما يرافقونهم على كره ادارات المؤسسات التعليمية والنقمة عليها ,وللأسف في كثير من الأحيان ظلما وعدوانا.صحيح أن الكثير من المؤسسات التعليمية تعيش اكتضاضا في ظل قلة المؤسسات الاعدادية والتأهيلية في هذه المقاطعة أو تلك ,مما يجعل الادارات التربوية لتلك المؤسسات التعليمية تعطي الألوية للقادمين من خارج المدينة وتؤجل النظر في الانتقالات داخل المدينة الى ما بعد استتباب الدخول المدرسي. الأمر الذي لا يستحسنه الآباء الذين يفضلون الجواب الآني للاطمئنان على تمدرس ابنائهم…….

  اقول لهؤلاء الآباء. حقيقة أحيانا يتعامل معكم بعض الاداريون بلهجة قاسية,إلا أن مردها الى اكراهات الدخول المدرسي .بل أفضل الترفع عن كل هذا وأقول لكم,أيها الاباء ,أتعتقدون فعلا أن تمدرس أبناءكم في هذه المؤسسة دون تلك هوالذي سيحقق لهم فرص النجاح أكثر. ألا تعتبرون بالتلميذ الذي تحصل على أعلى معدل وطني مع أنه كان يدرس بالبادية ودون ساعات اضافية ومن أسرة غير متعلمة؟؟؟؟؟ على العكس قد يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر,وكلما كان القسم مكتضا كلما كانت ظروف التمدرس صعبة.من تجربتي الشخصية تمدرس كل أبنائي بثانوية وادي الذهب بوجدة وتحصلوا على معدلات هامة, ولله الحمد مرت الأمور في أحسن الأحوال , كل الأساتذة كنت أكن لهم كل التقدير والاحترام دون أن أزورهم ولو مرة واحدة حفاظا على تكافؤ الفرص وعلى دوام الاحترام بيننا .إن اختيار مؤسسة دون أخرى ليس بالضرورة من بين فرص التمدرس الجيدة . بل التربية الحسنة والتبع المستمر هو الذي يساعد الأبناء على التحصيل.

   2- الى مديري المؤسسات التعليمية:

صحيح أن الدخول المدرسي يحمل اكراهات وصعوبات جمة في ظل نقص الموارد البشرية واكتضاض الأقسام وقلة الموارد المالية والمادية …. لكن هذا ليس مبررا لبعض السلوكات التي تجعل بعض أولياء التلاميذ ينقمون على مؤسساتنا التعليمية وينفرون منها. لزاما علينا التروي والصبر والثبات.كلما اتسمت تصرفاتنا بالرزانة ,كلما أمكننا التحكم في الأوضاع وتقليل الاوجاع, بالحكمة والموعظة الحسنة. فكم من كلمة طيبة لا تكلفنا شيئا, لكنها قد تكون كافية لاقناع الأباء أو تأجيل الرد النافي القاطع . علينا أن نقدر ظروف الآباء الذين يئسوا من النتائج السيئة لتمدرس أبنائهم , والذين لا يتحملون وحدهم وزر ذلك . مما يدفع بهم أحيانا الى البحث عن حلول ترقيعية ولو بتغيير المؤسسة.فكلما كنا هادئين,كلما تحكما في السلوكات ,أمكننا تقديم ردود وافية كافية مقنعة.

  كما أدعو السادة مديري المؤسسات التعليمية الى تكليف السادة الحراس العامين كل حسب الأقسام التي اسندت اليه, لاستقبال آباء وأولياء التلاميذ والبث في طلباتهم وفق ما تم الاتفاق عليه داخل مجالس المؤسسة من تربوية وتدبيرية والتي يجب أن تكون فاعلة في هذا المجال.الهم هم الجميع,ولا أحد مسؤول وحده رغم تحديد الاختصاصات,تبقى الاستشارة ضرورية والشفافية لازمة لتحقيق دخول مدرسي مستقر بعيد عن احتكاكات الكل في غنى عنها.