Home»Enseignement»قلوبنا و سيوفنا معكم

قلوبنا و سيوفنا معكم

0
Shares
PinterestGoogle+

وزعت المؤسسات الثانوية التأهيلية على تلاميذ السنة الثانية ثانوي تأهيلي، استدعاءات المشاركة في اختبارات امتحان الدورة العادية لنيل شهادة الباكلوريا ،التي ستجرى أيام 21و22 و23 يونيو 2011، وهو إجراء عادي في السنوات العادية، لكن هذه السنة، ستكتسي هذه الاختبارات نكهة خاصة، بسبب التأثير الكبير للأوضاع الداخلية والخارجية التي عاشها التلاميذ،فالكل يعلم بأننا نعيش السنة ما قبل الأخيرة من عمر المخطط الإستعجالي الذي تم تمريره بالقوة، ودون استشارة أحد، حيث وعدنا المسؤولون بأنه الوصفة السحرية الوحيدة الكفيلة بعلاج منظومتنا التربوية من جميع عللها، إلا أن المخطط استهلك أغلفة زمنية ومالية تقشعر لعدد أصفارها الأبدان، ولم يحقق شيئا يذكر، واستمر مسلسل تدمير المدرسة العمومية تمهيدا لبيعها كخردة لسماسرة المرفق العمومي، واستمرت مظاهر الأزمة المتمثلة في  برامج و مقررات تعليمية غير محفزة ،لا تتفاعل مع الواقع المعيش للتلاميذ، و لا ترتبط بحياتهم الاجتماعية، و لا تؤهلهم مهنيا للحياة العملية، وبالتالي لا يعرفون منها إلا العناوين،ومناهج يستعصى تطبيقها  لعدم توفر الظروف الملائمة و الوسائل الديداكتيكية الناجعة، وعدم القيام بالتجارب المخبرية في أغلب المؤسسات التأهيلية خصوصا في مادتي الفيزياء و الكيمياء و علوم الحياة والأرض، وضعف وهزالة الدورات التدريبية للتأقلم مع البرامج الجديدة والتمكن من المناهج التعليمية الموصى بها ضمن التشريعات
والتوجيهات الرسمية، فغالبا ما يدخل الأستاذ الدورة مملوءا، ويخرج منها خاويا مشوش الأفكار،لا هو احتفظ بمعلوماته الخاصة، ولا هو تعلم مشية الحمامة…

إن الأوضاع التي يعيشها المغرب سياسيا واقتصاديا، واجتماعيا، كفيلة بأن تخلق لدى التلميذ نوعا من الضغوطات النفسية التي تحد من ثقته بنفسه، وتجعله في حالة فزع واكتئاب وقلق مستمر، لقد عانى تلامذتنا من  هذر مدرسي غير مسبوق، واستعملوا كرهائن في النزاعات الاجتماعية بين الدولة و الفرقاء الاجتماعيين، ووسيلة  لتمرير رسائل مشفرة ،أبطالها معروفين ومجهولين، هدفهم تعفين الأوضاع لخدمة مصالحهم الخاصة، والتهرب من المساءلة، وتضرر أبناؤنا من كثرة الإضرابات العشوائية والتكتيكية ،فأينما ولوا وجوههم إلا وجدوا إضرابا أو اعتصاما ، فضاعت مصالحهم، ومصالح أوليائهم، لقد حضرت لجنة لتخويل منح التعليم الإعدادي، ففوجئت ببقاء 120 منحة بدون صاحب، لأن الآباء والأولياء لم يتمكنوا من تعبئة الملفات في ظل احتجاجات شغيلة الجماعات المحلية وضيق اليد،وضعف الحرص والإعلام النيابي ،كما أن هناك مدارس لم ترسل أي ملف، كما ساهم الحراك الشبابي  المبارك ،الذي انطلق في 20 فبراير، والربيع العربي المبكر وتداعياته على نفسية التلاميذ واستقرارهم  الدراسي، وزاد تناسل مهرجانات الغناء و هز البطن، وتبذير المال العام في إرباكهم ووجدوا أنفسهم أمام عالمين، عالم متخم يغني ويرقص حتى الصباح في إطار من « الواد ألهيه كاع راشق ليه »، وعالم فقير يئن تحت وطأة الجفاف و الفقر وارتفاع الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية وضعف الخدمات الاجتماعية… أرغمتنا مفصلية المرحلة  على الخروج من اعتكافنا الصحفي، والتخلي على تحفظاتنا ،ونسيان مشاكلنا الصحية والتواجد في الصفوف الأولى للدفاع على ما تبقى من المدرسة العمومية، لأن أيام امتحان نيل شهادة الباكلوريا أيام فارقة في العمر الدراسي للتلميذ، ومن أصعب الفترات وأدقها، تتطلب حكمة في التعامل مع ضغوطها لئلا يصاب التلميذ بأعراض القلق والتوتر اللذان، يمكن في حالة زيادتهما عن المعدل الطبيعي، أن يهدرا مجهود السنة الدراسية بكاملها، لهذا انتقدنا كما انتقدت العديد من المنظمات الشعبية وحركات التغيير، منظمي المهرجانات الغنائية الذي تنظم بالموازاة مع استعدادات الطلبة والتلاميذ للامتحانات،وللعلم فإن تكلفة مغني أجنبي لساعة من الزمن ضمن فعالية  مهرجان موازين تساوي مجموع رواتب موظف في السلم 11 طيلة 30 سنة، وقلنا للوزارة الوصية  أن شوطها الإضافي وضربات ترجيحها، لم تأت أكلها ، وأسبوع واحد لم يكن كافيا لتعويض ما ضاع من زمن خلال عام دراسي كامل، وخلف نوعا من الإرباك والتخوف لدى المقبلين على الامتحان، استغلته  » الشبيحة التربوية » استغلالا بشعا، عن طريق  تكوين مجموعات مغلقة للدروس الخصوصية المؤدى عنها بأثمان باهظة حلبت جيوب الآباء … و مصائب قوم عند قوم فوائد، بينما تطوعت ثلة من الأساتذة الأفاضل لإعطاء دروس مجانية، ولجميع التلاميذ ،داخل المؤسسات وخارجها.  إننا نثمن غاليا عملهم التطوعي، ونحيي وطنيتهم الصادقة، ونرجو من الله عز وجل أن يتقبل منهم.

 

اعلموا ،بناتي وأبنائي الأعزاء،  أن الامتحان أزمة نفسية، سواء كان الممتحَن طفلا أو كبيرا، وأنه من الطبيعي تعرض التلاميذ إلى نوع من القلق، إذ لا تخلو حياتهم الدراسية من المواقف المولدة للقلق، التي تعد دافعا إيجابيا ،بفضله يحافظ الطّالب على اليقظة وحالة الوعي ،ويستطيع تحمل المسؤولية، إنه قلق الرغبة في النجاح والحصول على أعلى الدرجات، واعلموا كذلك، أن توتركم حالة صحية وإيجابية  تنم عن إحساس بالمسؤولية، فثقوا في أنفسكم، واستعانوا بالله ،وتوكلوا عليه وادعوه التوفيق لكم و لإخوانكم و زملائكم ، فالدعاء بظهر الغيب مستجاب،و تفاءلوا بالنجاح واحذروا من التفكير السلبي والسقوط فريسة للمخاوف من الفشل، فذلك يؤدي إلى اهتزاز الثقة بالنفس.  نغتنم هذه المناسبة لنطالب السادة الأفاضل رؤساء مراكز الامتحانات ، بتوفير الظروف الملائمة ، من مقاعد صحيحة لاتخدش لحوم أبناءنا ، وتمزق ثيابهم، وتوفير الماء البارد الصالح الشرب بالكميات الكافية، وتفادي استفزاز الممتحنين، وإبعاد كل عناصر التشويش،وكل ما من شأنه أن يؤثر على السير العادي للامتحانات، دون المساس بتكافؤ الفرص، وقدسية ومصداقية العملية، حتى يجتاز أبناؤنا امتحاناتهم في ظروف مقبولة، واعلموا ، أيها الأعزاء أن قلوبنا وسيوفنا معكم… اللهم إني استودعك ما قرأ أبناؤنا وما حفظوه، ورده لهم عند حاجتهم إليه. ربي اشرح صدورهم ويسر أمورهم، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا يا ارحم الراحمين.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. Elmehdi
    14/06/2011 at 09:25

    Merci chère professeur ;)

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *