أين نحن من التنظيم التربوي السليم …..داخل مؤسساتنا التعليمية؟؟؟؟؟؟
التقيت بحارس عام ,من الحراس الشباب الذين يحتاجون الى دعم وفتح المجال للتعبير عن كافة قدراتهم التدبيرية.تجاذبنا أطراف الحديث عن الدخول المدرسي وما شابه من خلل ,تمثل في تعثرات وسلوكيات تربوية لم تكن تربوية مائة في المائة ببعض مؤسساتنا التعليمية,مما أحدث نوعا من الارتباك والخيبة أحيانا.بعد هذا الملخص من الحديث الذي راج بيننا.ارتأيت أن أتناول التنظيم التربوي داخل مؤسساتنا بنوع من الموضوعية والمصارحة ,بعيدا عن الانتقاد غير البناء,أو الانحياز غير المجدي.في سلسلة من المواضيع سأتناول بعد المحاور,ومنها محور التلاميذ الوافدين,التعامل مع الغياب,فضاء المؤسسة,التواصل,التعامل مع المذكرات,العنف,ومحاور أخرى قد يقترحها القارئ الكريم.
في هذا المقال سأتطرق الى كيفية التعامل مع التلاميذ الوافدين. ظاهرة تطرح الكثير من التساؤلات داخل مؤسساتنا التعليمية,ومنها:
– لماذا يقبل التلاميذ على مؤسسات دون أخرى؟
– لماذا تكتظ بعض المؤسسات دون الأخرى؟
– هل يحق للتلميذ الانتقال الى أية مؤسسة دون قيد أو شرط؟
– هل يحق لبعض الإدارات اشتراطات معينة لقبول التلاميذ الوافدين؟
– هل يحق لبعض الإدارات إرجاع بعض المفصولين مقابل عدم السماح لهم بالتسجيل بالمؤسسة؟
– من له صلاحية استقبال التلاميذ الوافدين على مؤسسة ما؟
– هل لنا أن نميز بين فئات الوافدين حسب وضعهم الاجتماعي؟أم حسب نفوذهم القطاعي؟
ان الأسئلة قد لا تنتهي.تجدني محتارا عندما يحل شهر شتنبر,وتتحول بعض المؤسسات الى سوق للاستقبال,صفوف تنتظر سيادة المدير,من آباء على مختلف مستوياتهم.بعضهم يجاب طلبه وبعضهم الآخر يرد أعقابه.مؤسسات تتحول الى سوق عكاظ من كثرة الزوار,وكثرة الضجيج,وكثرة القيل,وكثرة العويل من انتظار طويل…..الكلام قد لا ينتهي….
ان تميز مؤسسات على أخرى قد يرجع الى سمعتها من تدبير جسن, وأساتذة يتمتعون بسمعة طيبة ,من جدية ومثابرة,وأحيانا وتساهل في التنقيط,كما يرجع الى موقعها,والحي الذي تتواجد فيه,ونجاعة إدارتها وبنيتها التربوية.
كما يرجع نفور التلاميذ من بعض المؤسسات التعليمية الى موقعها,ونوع تلامذتها,وسمعتها,أو ما يشاع من تشدد أساتذتها في التنقيط,وترويج دعايات خاطئة عن سمعتها أحيانا,واكتظاظ بنيتها مقارنة مع غيرها أحيانا أخرى,وقلة أطرها,…
ان ما تعيشه بعض مؤسساتنا التعليمية في بداية كل سنة دراسية,من طوابير تنتظر فرصتها للانتقال,ومن تراكم القضايا على مكتب المدير ,كان بالإمكان تفاديها,لو منحت اختصاصات استقبال التلاميذ الى الحراس العامين باعتبارهم المسئول الأول عن حركات وسكنات التلاميذ,من تتبع لأوضاعهم التربوية والتعليمية وضبط ملفات التلاميذ وتتبعها وحسب ما ينص على ذلك صراحة النظام الأساسي لمؤسسات التربية والتعليم العمومي الصادر في 25 يوليوز 2002,للبث في الملفات وفق بنية المؤسسة وطاقة استيعابها,حتى يترك المجال لمدير المؤسسة كي يتكلف بقضايا أخرى من الإشراف على تهيئ المؤسسة للدخول المدرسي,وضمان سير الدراسة,واقتراح توفير وسائل العمل,وإعداد برنامج العمل السنوي ,والتنظيم التربوي ,وبعض الاصلااحات اللازمة والتي لم تتمكن إدارة المؤسسة من انجازها أواخر السنة,والإشراف على عملية تزويد المؤسسة بكل لوازم الدخول المالية والمادية والتربوية,بدل قضاء معظم الوقت في الكلام والاحتدام وأحيانا الاصطدام مع آباء بعضهم متفهم وبعضهم الآخر متهجم,بل وكلما ترفع المدير عن اختصاصات يمكن لأطراف أخرى القيام بها كلما ساهم في تدبير مشترك شفاف,وجنب نفسه عناء هو في غنى عنه. اللهم من يفضل التنعم بالمشاكل,أو من يعتقد أنه لا يثق في غير من الموظفين,وهو تفسير خاطئ يمكن تفاديه عن طريق تتبع كل العمليات بسلاسة وحنكة وتبصر.
1 Comment
نظري الخاصة عدم تفويت صلاحيات أو جزء من مهام المدير للحارس العام ليس بسبب عدم الثقة
او ما شابه ذلك بل لآن الحارس العام غير مؤهل ل لا ستقبال أولياء التلاميذ الوافدين حتى لو عرفنا جيدا أن الذي يضبط سلوك وتحركات التلاميذ هو الحارس العام وهو الشيء الذي لا ينطبق على أوليائهم .
لان شأن التدبير الإداري والتربوي من اختصاص المدير وليس الحارس العام الذي يمكن أن يرتكب اخطاءا فادحة بقصد آو بدون قصد ويستقبل عدد كبير من الوافدين يفوق الطاقة الاستيعابية للمؤسسة سواء من ناحية القاعات او المدرسين ويخلق بذلك مشاكل يستعصى حلها بشكل آو أخر وتحمل المسئولية للمدير ويشار إليه بعدم الكفاءة والضبط وعديم المسئولية الخ…