كثيرة هي الأموال التي تصرف على التعليم,وكثيرة هي القرارات التي تصدر خارج التنظيم. أموال تصرف ونتائج لا تعرف.الأمثلة كثيرة والدلائل وفيرة .من ذلك مشروع المؤسسة وما رافقته من قرارات ولقاءات ,كلها ذهبت أدراج الرياح.
اعتمدت من طرف وزارة التربية الوطنية ,بعد أن قيل أن صيغته القديمة لسنة 1993 لم تكن ملائمة ,مما أدى الى إقباره حينها,وإقبار المشاريع التي صيغت وقتها. خرجوا بمشروع جديد انطلق من عمل أعدته لجان كانت تعمل في
إطار » مشروع ألف »لكن حرف الألف توقف عند أوله . ذهب أصحابه وانطفأ نوره.

إننا فعلا نثبت للمنظمات الأجنبية عدم صدقنا. فان كانت تحمل أهدافا قد لا نعلمها, فإننا على الأقل يجب أن نكون مصداقيين صادقين واضحين.لا أن نكون انتهازيين استغلاليين ,نجلب الأجانب نتمعش معهم بلغة العامية ثم نرمي بالعظم للبحث عن غنيمة جديدة.
فعلا تم إعداد دليل لمشروع المؤسسة,بل وعقدت اجتماعات واجتماعات مركزيا وجهويا ومحليا. خلاصة القول أنني كنت دائما متحفظا ومتخوفا من عدم الاستمرارية,حتى أنني رفضت في السنة الماضية تتبع مشاريع المؤسسات التعليمية في إطار لجان محلية مشكلة من بعض المفتشين ورؤساء المؤسسات التعليمية.وكنت على يقين بأن وزارتنا غير جادة ولا تحمل برنامجا دقيقا,بل كل عملياتها مرحلية ,تتوقف وسط الطريق للبحث عن طريق ثانوي جديد….وهكذا….
صراحة تعبت من أقوال لا تتبعها أفعال ,من قرارات غير نافدة ,ومن سياسات غير ماجدة.
وفي مجال ثاني منحت لكل مؤسسات التعليم منحة تصل الى حوالي 5 مليون سنتيم,وكنت أتمنى أن تمنح على أساس اختيار المؤسسات التي تقدم مشروعا متكاملا,لكن رأيي ذهب أدراج الرياح. وقيل حينها بأن المنحة ستعاد هذه السنة,ثم بدأت تتبخر بزعمهم أنها ستمنح لمن صرف منحة السنة الماضية. بعضهم صرفها وبعضهم لا زال محافظا عليها ,ولا أحد توصل ولن يتوصل أحد بمنحة جديدة , لأن إداراتنا دوما ستظل تقول ما لا تفعل.بدليل أن السنة على وشك الانتهاء.
فمتى ستمنح هذه المنح ؟
وهل هناك مراسلة الى المؤسسات التعليمية في الموضوع؟
وهل هناك تتبع لصرف هذه المنح من طرف نيابات التعليم؟
إننا ندبر يومنا بيوم,ونحاول تمرير السنة بسنة. كثر الوافدون من الوزارة ,لكنهم لا يقدمون حلولا ولن يقدموا حلولا ,لأنهم لا يملكون ما يقدمون. انها مجرد زيارات مؤجرة ومعوضة من أكل مفخم ومبيت مضخم وكلام منعم….

ومن ذلك التدريس بالكفايات والذي ما كاد يظهر وما كاد يطلع عليه من كان محظوظا وحضر لقاء تكوينيا , حتى ظهرت مقاربة جديدة هي بيداغوجية الإدماج ,وأخرى في طريقها هي البيداغوجية الفارقية وبيداغوجية الملاءمة,واللائحة طويلة والنتائج على الحصيرة.تراجع في المستوى وتقلص في المحتوى.
يقال أن النتائج الدراسية كانت مرضية , والحقيقة أن الامتحان وأصحابه من مروجي دعاية الوزارة حاولوا تبسيطه لتزكية نتائج البرنامج الاستعجالي وإظهاره بحلة ايجابية.
– كيف لك إذا علمت أن المغرب في مجال جودة النظام التربوي تراجع الى الرتبة 112 من أصل 133 دولة,مقابل الرتبة 100 سنة 2008؟وعربيا في الرتبة 12 من أصل 14 بلد عربي( قطاع غزة الذي يعيش تحت هلع الغطرسة الإسرائيلية ,يأتي قبلنا).
المؤاخذات لا تعد ولا تحصى.و هذا لا يمنع من وجود مبادرات فردية أو محلية أو إقليمية هنا وهناك ,تخفف عنا بعض الألم والإحباط عندما نلحظ مؤسسة نموذجية مظهرا ومنظرا وجمالا,وأساتذة يقدمون كل ما في وسعهم هنا وهناك من دعم ومحاولة انقاد ما يمكن انقاده,وإداريين يعملون في ظروف صعبة ,إلا أنهم لم يحملوا الراية البيضاء, بل يثابرون ويبدعون لحل كل الصعوبات بأبسط الإمكانيات.