لم يعش مجلس التنسيق الجهوي سنة بيضاء كهاته. ربما كان مضربا , فأراد أن يجعل السنة سنة السبات.وربما فاته القطار,وفضل انتظار القطار القادم…وربما فضل مسايرة جو الارتجال والمسايرة لعمليات مجزأة ومنفردة….وربما يعيش في عالم المثل ,وكأن الأمور تسير سيرا عاديا,أو يريد أن يجعلها عادية .

إن أكاديمية الجهة الشرقية من الأكاديميات التي بادرت الى تفعيل دور هذا المجلس وقيامه بعمليات متنوعة على مر السنوات الماضية , من تتبع للدخول المدرسي, وإعداد برنامج عمل يهدف الى وضع أسس الحياة المدرسية والتكوين المستمر وفق نظرة مستقبلية ,لتصحيح الأوضاع والوقوف على منابع الخلل بمختلف النيابات والمؤسسات لوضع لبنة لتدبير جيد ووفق خطة عمل مدروسة وإجراءات محروسة….وفعلا أعد ت الخطة ,إلا أن السيد مدير الأكاديمية السابق أقبرها عن طريق التسويف والتماطل.

تجدد اللقاء مع السيد المدير الجديد, وفعلا قدم منسق المجلس خطة العمل التربوي ,حاول إظهارها في حلة إيجابية رغم اختلافي مع الكثير من خطوطها,حيث قدمت حينها وجهة نظري بحضور السيد المدير والسادة نواب وكل منسقي التفتيش….وقتها اعتبرني البعض من المزايدين ومن المنتقدين بشدة,دون أن يرد أحدهم أو يساند واحد منهم.

بل أصبحت موضع تهميش حتى من بعض أصدقائي الذين أصبحوا يرون العمل معي يسبب  لهم الحرج ….بعدها التقيت مع السيد مدير الأكاديمية بنصيحة من بعض الأعزاء وتطرقنا الى كل القضايا بكل وضوح…وقتها عبر السيد المدير عن ترحابه بكل الملاحظات التي تخدم المنظومة….مرت الأيام والشهور,حيث قررت التفرج على مال المجلس ومآل المنظومة بكل تروي وتمعن.

نحن الآن أواخر السنة الدراسية ,ولم أستدع للكثير من العمليات بالأكاديمية  والتي تدخل في صميم اختصاصي….قلت مع نفسي , لا يهم…

أطرح التساؤلات التالية :

– ماذا قدم المجلس هذه السنة؟ فليعدد لي نشاطا واحدا؟

– هل يحق لبعض أعضاء المجلس الإنابة عن غيرهم دون استشارتهم؟

– هل يملك السيد منسق المجلس والذي انتهت مدته منذ شهور, الحديث باسم المجلس؟

– أين المجلس من التكوين المستمر ؟

– أين دور المجلس من المراقبة المستمرة؟

– أين دور المجلس من ملفات المنظومة التربوية التي تركت للأكاديمية تدبيرها دون إشراكهم كلية؟

– أين دور المجلس في تفعيل على الأقل المجالس الإقليمية؟

– أين المجلس من الساعات الإضافية ؟

– أين المجلس من التعليم الخصوصي؟

– أين المجلس من امتحانات لا تتوافق مع حقيقة المستويات؟

إنني لا أنتقد أصدقائي المنسقين ,لأن ما يقومون به من مهام متنوعة لا تعد ولا تحصى.ولا أنتقد كفاءتهم,لأنني بصدق أرى فيهم نماذج من المفتشين المجدين الغيورين. ولكنني أنتقد مجلسا فضل السكوت والصمت , دون خطة عمل أو برنامج يمكن تنفيذه خلال مدة معينة ,وتتبعه من خلال لجان مشكلة من كافة فصائل المجلس.

إن  ما يتحمله المجلس من مسئوليات وصلاحيات تجعل منه منبرا قادرا على تصحيح الكثير من الخلل , بدل التفرج والتوقف وسط الطريق.إن الكثير من المنسقين يملكون كفاءات عالية ,وقدرات على التخطيط والتنفيذ . لكنهم يفضلون انتظار المبادرة من غيرهم. مبادرة لن تأتي إن لم نطالب ونبادر بها.