انتقل الى جوار ربه السيد البيض العامل بالمصالح المالية بنيابة تاوريرت ,يوم الجمعة 2 ابريل 2010 ,بعد أن اشتغل يوم الخميس 1 ابريل الى ما بعد الوقت الرسمي نظرا للمهام المنوطة به والتي تتطلب منه مجهودات اضافية ودون أن يحس غيره بألمه ومعاناته,حيث قيل لي أنه في الأيام الأخيرة كان يصعد الدرج بصعوبة .

رجل بشوش مبتسم ابتسامة الصدق والمحبة ,حتى أنه لا يعادي أحدا ولا يتحدث عن أحد بل دوما ملتزم بمكتبه منهمك مع أوراقه التي لا تنتهي.
وقد كنت أحيانا أقسو عليه عند كل تأخر في الصرف والراجع بالأساس الى اجراءات مسطرية تتطلب منه سحب شيك وصرفه كاملا وتبريره قبل سحب شيك موالي,وكان دوما يجيبني بابتسامته المعهودة وأناقته المنشودة ولطافته المحبوبة,حتى أصبحت أستحيي منه كما كان يستحيي مني ويجيبني دائما بالايجاب رغم أنه أحيانا كان يواجه اكراهات, الا أن لطفه وحلاوته وصدقه وأخلاقياته كانت تحتم عليه القبول بكل المشاكسين والاجابة بالقبول دون تردد,بل وكان يعيد أحيانا اعداد وثائق الصرف مرات ومرات دون ملل ولا كلل , آخرها ما حصل له مع السيد النائب الاقليمي يوم الخميس قبل وفاته بيوم واحد عندما كلفه باعداد ملف تعويضات المفتشين بكل وثائقه مرة أخرى,فكان أن استقبل السيد النائب الاقليمي بابتسامته اللطيفة البريئة » والله انني كنت أرى في وحهه البراءة والصدق والاخلاص حتى اصبحت لا استطيع تكليفه ما لا يطيق وكنت أحبه كثيرا »ملتزما باعداد هذه الوثائق ليوم الاثنين 5 أبريل ولكن قضاء الله وقدره كان فوق قضاء البشر ,وشاءت ارادة الله الا أن يلقى ربه يوم الجمعة 2 ابريل 2010 بعد أن حاولت زوجته ايقاظه لصلاة الفجر الا أنه أجابها كونه متعب قليلا ,في وقت كان يصارع الموت ,لتجده زوجته عند السابعة صباحا جثة هامدة.
رجل متخلق متزن,حتى أنه وحسب بعض أصدقائه كان ينوي أداء مناسك الحج مباشرة بعد توصله بتعويضات خارج السلم,لكن المنادي ناداه قبل تحقق الأمنية.

وقد حضرت صبيحة الاثنين مع موظفي النيابة قراءة الفاتحة والدعوة له بالغفران والقبول الحسن لما كان يتصف به من حسن ,والأجر العظيم لما كان يسديه من خدمات دون ضجر أو احساس بالعياء رغم أنه كان فعلا يتألم داخليا ويبتسم خارجيا.بكى كثيرون الى درجة لا يمكن وصفها ولاحظت حزن الجميع على رجل عمل في الخفاء واختفى الى دار البقاء.
انا لله وانا اليه راجعون.