لا مكان في المغرب لمن يمنع الصلاة والحجاب
لقد أصبح من المألوف عندنا في المغرب ما يمكن تسميته بزوبعة الفنجان ؛ ذلك أنه بين الحين والآخر تثار قضايا دينية هي من قبيل المسلمات التي لا تقبل نقاشا ؛ وتطرح من جديد وكأن الشمس تشرق لأول مرة على من يريد طرحها ؛ أو كأن الدنيا كانت تنتظر ميلاده ليحدد لها المفاهيم ويضع لها الضوابط ؛ ويقرر مصيرها ويعيد التعاريف وترتيب الأوراق من خلال ثقب ابرته.
من جديد طرحت قضية الصلاة والحجاب في المرافق العامة ؛ وجاء الطرح هذه المرة من شركة الطيران المعروفة باسم الخطوط الملكية الجوية ؛ ويتلخص الطرح في منع الصلاة في مقرات الشركة ومنع ارتداء الحجاب على الموظفات العاملات فيها خصوصا من كن في الواجهات منهن.
إن القضية كما أسلفت مجرد زوبعة في فنجان لها دوافع سياسة بحتة إذ يحاول التيار العلماني استثارة التيار الإسلامي لكسب مواطىء أقدام قبل الاستحقاقات الانتخابية من خلال تقديم مشروع المجتمع الحداثي بالمعنى العلماني الذي يهدده مشروع المجتمع المتدين . والقضية لا بد أن تطرح الطرح الموضوعي المحايد ؛ فقد يتبادر إلى أذهان هذه الجهة أوتلك أن صاحب المقال يدين بالولاء لهذه الجهة أو تلك ؛ فمن البداية أقدم بين يدي مقالي تصريحا بالشرف كما يقال فأنا مسلم ككل المغاربة وككل المسلمين بلا زيادة ولا نقصان ولا تميز وولائي لله عز وجل ولرسوله لا أخاف في الله لومة لائم فمن وجد خيرا في كلامي فليحمد الله ؛ ومن وجد غير ذلك فلا يتخذ من كلامي شماعة ولا يركبه ذريعة لمواصلة حملته الانتخابية قبل الأوان.
المغاربة اختاروا الإسلام دينا منذ الخلافة الراشدة وتشبثوا به اقتناعا ولم يجبروا عليه كما أجبر غيرهم حتى صار التطبع طبعا بل كان طبعهم التدين دائما ؛ واختاروا منذ زمن بعيد المذهب السني وهو مذهب أهل السنة والجماعة واختاروا الفقه المالكي انطلاقا من العقيدة الأشعرية فكانوا أهل الوسطية ولم يعرفوا ما عرفت باقي الأقطار الإسلامية من طائفية ؛ وتشبثوا بإمارة المؤمنين ولا يولد مغربي إلا وفي عنقه بيعة مخافة الموت ميتة جاهلية ؛ ولا يوجد حكم على وجه الأرض له مشروعية دينية كالحكم في المغرب بشهادة أهل العلم الذين يعتد بآرائهم حيث اعتمد المغاربة صيغة الشورى بداية في اختيار أمير المؤمنين لتدبير شؤونهم على أساس الدين ثم اعتمدوا بعد ذلك صيغة الاختيار إذ يوكل لمن اختاروا اختيار من يخلفه على الامارة كما سن ذلك أبوبكر الصديق مع عمر الفاروق ؛ واستمرت صيغة الاختيار إلى يومنا هذا والأساس دائما هو مسئولية تدبير الشؤون على أساس الدين.
ومن دلالة إمارة المؤمنين حماية حمى الملة والدين ؛ وبموجب هذا فالدين عبارة عن تعاقد بين إمارة المؤمنين وبين الرعية إذ تلتزم الرعية بعهد البيعة والسمع والطاعة ؛ وتلتزم الإمارة بعهد حماية الملة
و الدين. وبهذا يكون موضوع الدين محسوما حسما مبرما لا يحتاج إلى من يطرحه على برلمان أوعلى جهة مهما كانت. ومن قضايا الدين الصلاة وهي الكتاب الموقوت الذي تولى الله تحديد مواقيتها التي تؤدى فيها وهي من الطاعات التي لا يطاع في تركها مخلوق مهما كان بموجب قاعدة (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) ؛ وحجاب المرأة المسلمة ليس مجرد لباس وهندام بل هو التزام مفروض بالكتاب والسنة و لا يعتد بما يثار حوله من جدل بيزنطي يتمحل ويخرج التخريجات الفارغة التي تتحطم أمام محكم آيات الحجاب لمن يعرف حكم المحكم من القرآن.
فإذا ما عمدت جهة من الجهات إلى تعطيل الصلاة والحجاب فعليها أن تجد لها مكانا آخر غير المغرب لأن المغاربة قد حسموا أمرهم واختاروا حياة التدين منذ قرون وهو سر بقائهم وهو ما يحدد هويتهم. فلا يحق لإدارة ولا لمؤسسة ولا لشركة أن تمنع الصلاة وارتداء الحجاب مهما كانت الشماعة والذريعة.
فلا زلت أقتبس مقولة الفيلسوف المغربي ابن رشد يوم منع حكام زمانه الفلسفة عن الناس لأن بعض الناس أساءوا استعمالها فمرقوا من الدين فقال ساخرا منهم : ( مثل من منع الفلسفة عن الناس كمثل من منع الماء عنهم لأن قوما شربوا الماء فشرقوا فماتوا ) إن شأن من أراد منع الصلاة والحجاب في المطارات المغربية أو في غيرها من المؤسسات والمرافق كشأن مانع الماء عن الناس لأن من لا يعرف الشرب شرق فمات. إن أحداث 16 مايو يجب ألا تصبح شماعة وذريعة لتعطيل الدين لأن الذين اقترفوا الجريمة يحسبون على الدين أو لأن موظفة محجبة تعمل في المطار قدمت الدعم لمن يتبنى العنف استراتيجية للانخراط في تدبير الشأن عوض الطرق المشروعة ؛ فديننا شعاره : ( لا تزر وازرة وزر أخرى ) وليس فينا ولا منا من يأخذ المرء بجريرة غيره لأن ذلك ظلم حرمه الله على نفسه وجعله محرما بين عباده.
إن الذرائع التي قدمت لمنع الصلاة في المطارات غير مقبولة شرعا ذلك أن العبد ساعة تحين الصلاة تسقط طاعته للعبد مثله أمام طاعة الخالق إلا إذا وجد المبرر الشرعي الذي تترتب عنه مفسدة ؛ والدين عندنا يدفع المفاسد قبل جلب المصالح؛ كما أن الذرائع التي قدمت لمنع الحجاب غير مقبولة لأن الحجاب من سنخ الصلاة لا يطاع في تركه مخلوق من جهة ؛ ومن جهة أخرى في تركه استغلال لجسد الموظفة التي توضع في الواجهات فتروج الشركة لرحلاتها عن طريق استغلال جسدها إذ يقف الزبون فاغرا فاه في مفاتنها تنال عينه ما يشتهي قلبه ؛ وربما أغرته ابتساماتها المفروضة عليها بطبيعة عملها إلى الوقوع في سيء الظن بها ؛ وربما تحرش بها بطريقة أو بأخرى لتربح الشركة على حساب جسد الموظفة ؛وهو ما يتنافى مع حقوق المرأة عندنا بموجب ديننا.ونظر المسافر إلى مفاتن المضيفات مشهور على متن طائراتنا فلا تكاد تمر المضيفة حتى تلتهمها العيون من قنة رأسها إلى أخمص قدمها لا تغادر ساقا ولا نهدا ولا وجنة ولا شعرا ولا شفتين وتزيد ابتساماتها الموزعة بسخاء طمع الطامعين فتغمز أحينا وتهمز وتلمز وقد تنحني بعض الرؤوس إذا ما انحنت المضيفة لخدمة زبون عسى أن تظفر بنظرة في مواطن العفة والمضيفة في غفلة أو عالمة بذلك ولكنها لا تملك غبر السكوت لأن الشركة لا تستغل كفاءاتها فقط وإنما تستغل جسدها أيضا.
إن الحداثة على الطريقة الغربية العلمانية لا مكان لها في مغرب الإسلام الذي حسم المغاربة أمرهم فيه منذ قرون خلت ؛ فلا مبرر لزوبعة الفنجان ؛ فمن أراد منع الصلاة فعليه بالخمارات فلا صلاة فيها ؛ ومن أراد منع الحجاب فعليه بالماخورات فلا حجاب فيها أما بيوت المغاربة وإداراتهم ومؤسساتهم ففيها المساجد وفيها الحجاب .
لقد ولدت المغربية المحجبة بجلبابها وخمارها الرجال الذين رفعوا رأس المغرب عاليا عبر التاريخ فهي لا تحتاج التجرد من لباسها وإظهار مفاتنها لكل من هب ودب في المطارات وغير المطارات لتكون مغربية حداثية ترضى عنها المجتمعات الغربية التي لا تتعدى دلالة الجسد عندها المستوى الشهواني الذي يستغل أبشع استغلال إذ لا تروج سلعة من السلع إلا على حساب جسد أنثوي وهو إهانة وسبة للمرأة المغربية تقدمها شاشاتنا صباح مساء دون خجل أووجل وقد تسند الأدوار الاشهارية للمرأة وهي ادوار يستنكف عن لعبها أصحاب الشركات ويعتبرونها إهانة لأمهاتهم وزوجاتهم وبناتهم ؛ وتستغل فيها بنات الأحياء الهامشية من اللواتي لا يملك آباؤهن شاشة كما قال مهرج على شاشتنا وهو يسخر من اللقطات الاشهارية المخزية للمرأة.
لقد أصبحنا نعيش مظاهر لا تمت لديننا بصلة وظن الظانون أن سكوت المغاربة تعبير عن رضاهم انه السخط الذي قد يصير بركانا إذا ما بلغ السيل الزبى والعاصفة تكون دائما مسبوقة بهدوء.
فللذين نصبوا أنفسهم أوصياء على الشعب المغربي المسلم في أمر الدين نقول إن الشعب راشد لا يحتاج إلى وصاية سواء تعلق الأمر بمعطل الدين أم بالمرتزق به ؛ ونقول للمصلين في المطارات وغير المطارات:( ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون )؛ ونقول للواتي تركن الحجاب: ويل للكاسيات العاريات المائلات المميلات. ونقول للساكتين : ويل للشياطين الخرس . ونقول لمن يريد مغربا بلا إسلام ارحل من غير مطرود كما يقول إخواننا المشارقة والا لن يعجبك حال كما يقول المغاربة .
Aucun commentaire
سلمت يمينك يا أستاذ وكثر الله من أمثالك…لقد سبقتنا لهذا الموضوع الذي لا يتصدى له إلا من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد تبيا ورسولا…إن السيد بنهيمة يستفز كل المغاربة بهذا التصرف اللا مسؤول وإنه يفتح باب الفتنة ويتعدى على حق من حقوق الإنسان…
(لا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) وليس هناك ظلم أكبر من ظلم مانعي الجاب والصلاة أراءية الذي ينهى عبدا إذا صلى؟ ألايعلم هؤلاء أنهم يحاربون الله وهو الذي مكنهم في الأرض .فبدلا من شكره كفروا النعمة من أجل إرضاء الآخر ومن أجل الترويج لبضاعة كاسدة .إن اسم الشركة المعروفة به هو الخطوط الملكية والملك هو أمير المؤمنين وهو حامي الملة والدين فكيف بالشركة تستغل اسم اميرالمؤمنين ثم تطعنه في الظهر بتحريم الصلاة وهي عماد الدين والركن الأساسي في الإسلام ؟يبدوا أن الشركة ومن وراءها يبيتون لأمر لا يحمد عقباه .لا وفقهم الله وشكرا لصاحب المقال على جرءته وغيرته التي اعهدها فيه وجزاه الله خيرا
« فمن البداية أقدم بين يدي مقالي تصريحا بالشرف كما يقال فأنا مسلم ككل المغاربة وككل المسلمين بلا زيادة ولا نقصان ولا تميز وولائي لله عز وجل ولرسوله لا أخاف في الله لومة لائم فمن وجد خيرا في كلامي فليحمد الله ؛ ومن وجد غير ذلك فلا يتخذ من كلامي شماعة ولا يركبه ذريعة لمواصلة حملته الانتخابية قبل الأوان. » الجميع قطع وعده بالشرف بأن يكون محايدا جدا جدا . وما يحركه سوى الوازع الديني فقط لا غير . هذا هو الحياد وهذه هى الحرية المنتظرة يوم تصدر فيه مدونة السلوك ومدونة الرغبات ومدونة الإبداع إلخ ، أنت المسلم جدا ترى ما لايراه غيرك ، وتستشهد بابن رشد الذي عانى الأمرين من الفقهاء والعامة ولعل في مقاله فصل المقال دليل على معاناة العقل الناطق بالعربية . ومع ذلك لم تفلح الفلسفة في تحرير العقل من وثوقيته المدمرة ؛ ستبقى أحداث ماي حاظرة في أدهاننا وسيبقى التطرف معششا بينا احضاننا ما دام هناك خطاب يهول ويجعل من بعض السلوكات المهنية شكل من أشكال العلمنة ، وما دام هناك من بيننا من يروج للخطاب الوهابي ، المغربة راشدون لا يقبلون الوصاية منأي نوع سواء كانت وصاية دينية أو غيرها ولقد أدرك المغاربة اللعبة الإنتخابية التي تتخذ من الوجدان عنصرا محركا لتغليط المغاربة . أول العبادة هي إحترام القانون والإلتزام بالضوابط المنظمة للعمل وللحياة وما ترك فصول الدراسة تحت دريعة الصلاة خيانة للأمانة ،وما إحتلال الشوارع أيام الجمعة سوى خرق للنظام وضرب لحقوق الأغلبية في المرور دون عرقلة ،وما إطلاق مكبرات الصوت ساعات طوال في الصابح الباكر سوى ضرب لحقوق الإنسان وعدم إحترام المريض والطفل والأم المرضع والعامل الذي قضى الليل بالكامل في العمل … لا تتخذ من الصلاة والحجاب شماعة تبرر بها خطابك ،ولا تجعل نفسك الناطق باسم المغاربة . وتهديدك لن يفيد في شيء سوى أن العقل الوثوقي يرفض كل شيء حتى الوجود و لا يؤمن بالإختلاف والتنوع . فكيف يؤمن بحقوق الإنسان .
يا من سميت نفسك أمينا وما أنت بأمين وهل فوضك لك أنت المغاربة أن تتكلم باسمهم أنت الذي يزعجك الآذان ارحل الى حيث لا بوجد آذان ارحل مع بنهيمتك الى خاله وخالك شيراك حيث لا توجد مساجد تقلق راحتكم
ان التي ولدت طارق بن زياد ويوسف بن تاشفين ومحمد بن يوسف كانت تلبس جلبابا ولم تكن كاشفة عن صدرها وساقيها كما يريد بنهيمة للمغربيات الحرائر
لقد ولى زمن الطابور الخامس وعاف حتى المستعمر خيانته وعليه يصدق القول الحكيم اذا لم تستحي فقل ما شئت فلو عرفت قدرك لجلست دونه وغيرت اسمك ليناسب مقامك
الى لجنة الرقابة تحية أخوية وتمنياتي الخالصة لكم
أرجو أن لا تصادروا ردي على السيد شركي وشكرا
أين تعليقي على السيد شركي ، الم يكن من الواجب نشره مادام صاحب النص يدعونا الى الرحيل …. الى أخوالنا ….
الأخ أمين ان القواعد التي ننادي بها دائما المتدخلين على هذا المنبر هو الأحترام المتبادل ، احترام شخص الآخر ، واحترام ارائه ، واحترام مبادئه ، واحترام قناعاته ، واننا في منبرنا هذا نرفض نشر كل التدخلات الأستفزازية ، وكل التدخلات التي لا تحترم الآخرين ، كما نرفض رفضا قاطعا المس بالمقدسات بما فيها المقدسات الدينية ، ونحن نعرف على القطع ان الآذان هو مقدس من مقدساتنا فلا نقبل ابدا ان يتم الآستهزاء بآذان الفجر ، ولا نقبل ان يكون منبرنا هذا اثما علينا يوم القيامة …فلقد لا حظنا مرارا ان تدخلاتك الأخ أمين هي تدخلات تهدف بالأساس من ورائها الى استفزاز الآخرين ومع ذلك كنا نقوم بنشرها بناء على مبدأ الحياد والموضوعية …لكن ان يتم تجاوز حدود اللياقة مع المقدسات الدينية فذلك ما لايمكن ان نقبله في منبرنا ….. وتقبل الأخ أمين اسمى عبارات التقدير والأحترام
الى القائمين على هذه الجريدة المحترمون لقد كتبت رد على موضوع لا مكان في المغرب لمن يمنع الصلاة و الحجاب فلم ينشر رغم انني لم اسيء الى احد تكلمت بصيغة الجمع فهل تفضلتم اخواني بتفسير لي سبب هذا الاقصاء