نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة..!
عام كامل
مر على المجزرة الصهيونية التي ارتكبت
بحق أبناء شعبنا في غزة العزة..غزة هاشم,
ولا يزال الجرح مفتوحا والذاكرة حية..كيف
لا فهم لا ينسون, فلماذا ننسى؟.
بعد مرور
عام على هذه المجازر التي لم يشهد لها التاريخ
المعاصر مثيلا, من حقنا أن نسأل:أين وصلت
قضيتنا وما هو مستقبلها؟, الانقسام بين
ما تبقى من شطري الوطن لا يزال قائما ولا
نرى في الأفق القريب حلا سحريا يعيد وحدة
الشطرين المنقسمين أصلا بفعل الاحتلال.
عام مر ولا تزال رائحة دماء الضحايا الأبرياء
تغزو سماء غزة, ولا يزال عويل النساء والأطفال
يبكي الحجر والشجر, ولكنه عجز عن التأثير
في قلوب الاخوة الأعداء, فالمصالح الحزبية
الفئوية الضيقة أعمت قلوبهم وأفقدتهم البصر
والبصيرة.
غزة تصرخ,
ولا مجيب, فقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا
حياة لمن تنادي..حصار قاتل طال الانسان
والأرض والشجر والحجر في ظل صمت رسمي عربي
واسلامي وفلسطيني أيضا..صمت مخزي قذر يعجز
اللسان عن وصفه, وفي المقابل شاهدنا ولا
نزال نشاهد حراكا دوليا لكسر هذا الحصار,
ويصر وزير خارجية مصر أبو الغيط على عدم
تمكين الهيئات الدولية التي تهب لمساعدة
اخواننا في غزة من تقديم مساعداتها, ولطالما
فسدت الأطنان من المواد التموينية والطبية
وهي تنتظر موافقة الجهات الرسمية المصرية
للدخول الى قطاع غزة..أليس هذا هو زمن العهر
والقحط والذل والهوان؟..أليس هذا هو زمن »ألرويبضة »؟.
من منا لم
يشاهد »ابن الأناضول » رئيس وزراء تركيا
أردوغان وهو ينسحب من مؤتمر وملتقى دافوس
الأخير واصفا الرئيس الصهيوني شمعون بيريس
بأنه رئيس شعب قاتل للأطفال, وفي المقابل
يصر أمين عام جامعة الدول العربية عمرو
موسى على الاستمرار في حضور جلسات المؤتمر,
علما بأن تركيا تسعى جاهدة للانضمام الى
السوق الأوروبية المشتركة, ولكن ضمير أردوغان
الحي منعه من الاستمرار بالجلوس الى جانب
بيريس وضمير عمرو موسى الميت جعله ينصاع
لبان كي مون عندما أمره بالجلوس, تماما
كما ينصاع طفل صغير السن لأمر والده.
الأمثلة
كثيرة على التخاذل العربي الرسمي ولا حصر
لها, ولكن أين دور ذوي القربى؟..أين دور
سلطة رام الله بل سلطة دايتون؟..رغم أن هذه
السلطة كانت تنتظر اعادة غزة اليها وعلى
طبق مليء بجماجم أطفالها ونسائها وكهولها,
الا أن العدو الصهيوني وبعد ثلاثة أسابيع
من حرب الابادة أعلن وقفها من جانب واحد،
جارا خلفه أذيال الهزيمة، بعد أن فشل في
تحقيق أهدافه من هذه الحرب، فلم يتمكن من
كسر شوكة المقاومة ولم يستطع اعادة غزة
إلى سلطة رام الله..سلطة كان رموزها على الجانب
المصري من معبر رفح ينتظرون أن يدخلوها
فاتحين, ولم تتمكن كذلك من ايقاف اطلاق
الصواريخ على الأراضي المحتلة، واستمرت
الحكومة الشرعية في أداء مهماتها، ولم
تقم بتحرير جنديها الأسير..باختصار شديد
بامكاننا القول ان هذه الحرب أثبتت أن الجيش
الذي لا يقهر، قد قهرته غزة..لله درك يا غزة.
بعد مرور
عام على المحرقة التي ارتكبها الصهاينة
بحق أطفال ونساء وشباب وشيوخ غزة وحصار
خانق مستمر
منذ ثلاثة أعوام، كنا نتوقع أن يقوم النظام
المصري بطلب المغفرة على ما اقترفته يداه,
ولكن هذا النظام يصر وعلى الدوام أن يخذل
توقعاتنا, فقد وصلت هديته لاخواننا في القطاع..فصمود
اخواننا الغزيين أصبح أشد خطورة على مصر
من الكيان الصهيوني وسلاحه النووي الفتاك,
نعم لقد أصبحت غزة عاملا خطيرا يهدد الأمن
القومي للنظام المصري, فقوة هذا الأمن أصبحت
بين ليلة وضحاها مربوطة بتشديد الحصار
على غزة..لكن غزة لا تخاف هدير البحر..غزة
شامخة تأبى الركوع.
نعم, لقد
وصلت هدية هذا النظام, فبدأ ببناء الجدار
الفولاذي..جدار العار, ولكنه نسي أن من صمدوا
أمام أبشع مجازر العصر سيتمكنوا من ايجاد
العديد من الطرق والوسائل للتغلب على هذا
السور..سور مصر العظيم.
انه لأمر
مؤلم حقا أن نشاهد جورج جالوي الأكثر عروبة
من أعراب النفاق والعهر والهوان يتقدم
ومن معه مسيرة شريان الحياة ويعرضون أنفسهم
للخطر والهلاك من أجل تقديم المساعدات
بأنواعها المختلفة لشعب قتله الدمار والحصار,
في وقت يصر فيه النظام المصري على منع هذه
المسيرة من الوصول الى غزة..وهنا تراودني
بعض التساؤلات:ألا يخجل هذا النظام من ترحيبه
بزيارة وزير خارجية الكيان الصهيوني ليبرمان
الذي هدد مرارا وطالب بقصف السد العالي؟..ألا
يخجل هذا النظام من علم كيان يرفرف في سماء
مصر..كيان يطمع بأن تكون حدوده من النيل
الى الفرات..علم يرفرف في سماء من كانت تسمى
فيوم من الأيام بمصر العروبة..مصر عبد الناصر؟.
قبل أيام
صادفت الذكرى الحادية والثلاثون لرحيل
الرئيس الجزائري هواري بومدين, ولا تزال
صورته »موستاش », أي صاحب الشنب معلقة
في كل بيت جزائري, بومدين الذي قال ذات يوم مقولته الشهيرة
التي هزت أركان الكيان الصهيوني وسجلها التاريخ بأحرف من ذهب »نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة »،
هذه الشهادة « الهوارية » الخالدة هي شعار كل الجزائريين الذين اكتووا بنار المستعمر الفرنسي، تمام
كما يكتوي أبناء
شعبنا الفلسطيني اليوم بنار المستعمر الصهيوني..رحل هواري بومدين, لكن الجزائريين لا يزالون يرددون إلى يومنا هذا
مقولته: »نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة »..فهل سيحفظ النظام المصري
الحالي هذه المقولة ويقوم بترديدها والعمل
بها تماما كما فعل بومدين وعبد الناصر؟.
أختتم بالقول,
ستبقى غزة أبية شامخة بمقاومتها..ستبقى
أسطورة حية تضيء كل بيت, تعلم العالم من
أقصاه الى أدناه كيف يكون التمسك بالأرض
والدفاع عنها..في الذكرى الأولى لحرب الابادة
الصهيونية الفاشلة..ذكرى الصمود والتصدي,
نقول:لن ننثني يا سنوات الجمر, واننا حتما
لمنتصرون..المجد والخلود للشهداء الأبرار
والخزي والعار للصهاينة ومن سار في فلكهم
من الأعراب الأغراب..وما بعد الليل الا
بزوغ الفجر
Aucun commentaire