Home»Enseignement»من ذكريات ماضي اعدادية علال بن عبد الله وتلامذتها نتذكر المرحومة فاطمة بلفضل تكريما لروحها الطاهرة.

من ذكريات ماضي اعدادية علال بن عبد الله وتلامذتها نتذكر المرحومة فاطمة بلفضل تكريما لروحها الطاهرة.

0
Shares
PinterestGoogle+

يقدم المقال التالي نبذة عن مسيرتها الدراسية وحياتها الاجتماعية بطلب من اخيها صديق الطفولة ورفيق الدراسة الاخ بلفضل رابح الذي احيبه واشكره علي ثقته اياي.

ولدت السيدة فاطمة بلفضل رحمها الله سنة 1946 بالحي الجديد بتاوريرت حيث نشات وبدات دراستها سنة 1954 بالمدرسة المسماة انذاك ب l’Ecole Musulmane de filles de Taourirt) ( المدرسة الإسلامية للبنات بتاوريرت، اعدادية المغرب العربي حاليا) والتي ستتجاوز بها امتحان الشهادة الابتدائية CEPM والشهادة للولوج الي السنة الأولى اعدادي ( l’examen d’entree en 6ème) سنة 1959 وقبلها تمرنت علي قرائة وحفظ ما تيسر من القران الكريم وكتابته علي اللوحة الخشبية بكتاب قراني ( الجامع او لمسيد) علي يد المرحوم الفقيه اسي المختار الكركري مع الاطفال الذكور، ثم انتقلت اسرتها إلى حي الحرية حيث تمكن ابوها من بناء بيت لاسرته. كانت اول تلميذة والوحيدة التي ستشق دراستها الثانوية مع ثلة من التلاميذ الذكور ، حيث استدعي المدير Mr Lutz François z (السيد لوتز فرونسوا) اباها رحمه الله في بداية السنة الدراسية يخبره بان ابنته سوف تنتقل الي مدينة وجدة لتتابع دراستها بثانوية جون فيي ( Lycée de Jeunes Filles) وتكون داخلية هناك و ليعطي امره بذلك، لكن الاب بابتسامته المعتادة وطلاقة لسانه في اللغة الفرنسية قايلا : y a t il un problème si ma fille etudie ici avec les garçons ? s … (* للتذكير كان اخوه عبد القادر رحمه الله حامل كتاب الله و من أوائل من تمدرسوا ودرسوا اللغة العربية بعض سنين بنفس المؤسسة عند نشاتها تحت اسم( l’ Ecole Musulmane de Garçons deTaourirt سنة 1938) ، سال المدير بعفوية إن كان بالامكان ان تدرس ابنته مع التلاميذ الذكور بمؤسسة علال بن عبد الله فاستغرب المدير من ذلك الطلب حيث كان مجتمعنا انذاك يرفض الاختلاط بين الفتيان والفتيات كما كان الشان بين الرجال والنساء، فاجاب المدير انه لا يجد اي مانع لذلك. كانت رغبة الاب ان يترك ابنته تتابع دراستها قرب اسرتها لتفادي غربتها في مدينة اخري، الشئ الذي كان سيخلق حيرة لوالدها وستبعد عنه ابنته وسوف يتطلب منه مصاريف اخري كمصاريف التنقل بداية واخر العطل وتنقله هو الاخر بين الفينة والاخري لزيارتها والاطمئنان عليها … كانت تشق طريقها من بيت اسرتها بحي الحرية الي الموسسة، ذهابا وايابا، اربع مرات في اليوم، وحيدة لكن مصحوبة بوقارها و بمحفظتها، بهدوء واستقامة. كان ابوها اول من كسر حاجز الاختلاط في مدينة تاوريرت مشجعا ابنته علي متابعة دراستها ومع الذكور حيث كان الآباء انذاك بالمدينة همهم الوحيد هو ان يهيوون بناتهم للزواج في سن الرشد لا لمتابعة الدراسة ما بعد اجتياز الشهادة الابتدايية او قبله بقليل. فكم من تلميذة راحت ضحية الانقطاع عن الدراسة بتاوريرت وبالمناطق الاخري النائية والسبب في ذلك هو الفقر المادي والتخلف الفكري، وهو ما يودي الي ما نسميه بالجهل وكذا مرة كتبت قائلا ان الجهل لا ينفع احدا ابدا. L’ignorance n’a jamais servi personne ما قبل الستينات كانت الاسر الراقية بالمدن الكبرى فقط هي التي تسمح لبناتهن بمتابعة دراستهن. ارجع الي موضوعي هذا لاضيف لتلك الذاكرة التي كانت ظاهرة تحرر الفتاة ( l’emancipation de la fille) مشيدها المرحوم محمد بن عبد الكريم الملقب عند أصدقائه ب « سكادرا  » والذي اخد في ما بعد اسم بالفضل. فتابعت المرحومة دراستها مع ثلة من الفتيان باعدادية علال بن عبد الله اذكر منهم المهندس والدكتور مزيان احميدا، و م. و د. محمد بوناب و م. املحاي ميمون، والصحافي المقتدر محمد عبد الرحيم ، وذ. بوديح محمد، وذ. بايا رحال وذ. احمد خادري والسياسي ذ. جباري عبد الرحمان و المرحوم احمد كريش تقني بالفلاحة واخرون… كنت انذاك صحبة اخيها الصديق المفضل رابح بلفضل بقسم المتوسط الثاني CM, 2 بنفس الموسسة سنة 1962 والذي احييه بالمناسبة. اجتازت اذن المرحومة فاطمة بلفضل امتحان الشهادة الثانوية CESM التي كانت تقام بثانوية عبد المومن بوجدة و امتحان المرور الي السنة الرابعة ثانوي، الجدع المشترك حاليا، لتتابع بشعبة الرياضيات رفقة المرحوم ذ. ماتين محمد بثانوبة عمر ابن عبد العزيز سنة 1962/63، لكن فضلت ان تشتغل لمساعدة افراد عائلتها و خاصة مساعدة اخوتها ليتابعوا دراستهم في احسن الظروف. اجتازت اذن مبارة بوزارة البريد والمواصلات واشتغلت كموظفة بمركز البريد بتاوريرت حيث تزوجت سنة 1976 بالسيد جلول الديب من مدينة وجدة اطال الله عمره اذ كان يسير صيدلية بالمدينة والذي انجبت منه طفلين تابعا دراستهما العليا * بالولايات المتحدة الأمريكية، مراد وكمال، الاول مهندس كهربايي والثاني مهندس ميكانبكي، كلاهما يمارسان ويعيشان حاليا *هناك. للاشارة: كان المرحوم ابوها ذو القامة القصيرة واللحية البيضاء والبشاشة الدائمة والهندام الرسمي تارة ازرق وتارة بني مفتوح حسب الفصول، موظفا بسيطا مكلفا بايصال المراسلات داخل المؤسسة وخارجها بمكتب الاشغال العمومية بالمدينة ابان فترة الاستعمار وغداة الاستقلال الي منتصف الستينات. كان يتكلم الاسبانية والإنجليزية والريفية. بادر في تعلم اللغة العربية ضمن مشروع محاربة الامية غداة الاستقلال من اجل حفظ القران الكريم. توفي رحمه الله سنة 1976عن سن يناهز السبعين سنة. فارقت الحياة البنت الخجولة و الراقية والذكية والهادية والانيقة والام المكافحة بعد مرض عضال في فاتح فبراير سنة 1990 عن سن يناهز الاربعة والاربعين سنة.
رحم الله الفقيدة ودامت قدوة لفتيات وامهات الاجيال الصاعدة و رحم من توفي من قدامى تلاميذ موسسة ع. ب. ع. الله وتحياتي لمن زالوا علي قيد الحياة. *.
محمد بوعصابة، فاعل جمعوي وكاتب / الرباط
صورة لاختنا المرحومة فاطمة بلفضل، تم التقاطها سنة 1971 .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *