فشل الدورة الأولى لمعرض الكتاب المستعمل بوجدة وخيبة الزائرين من قلة العرض وتواضع العناوين
عبدالقادر كتـرة
احتضن فضاء حديقة لالة عائشة بوجدة، من 22 إلى 25 نونبر الماضي، الدورة الأولى لمعرض الكتاب المستعمل بمدينة وجدة والتي تعتبر التظاهرة الثقافية الأولى من نوعها في جهة الشرق، نظمتها جمعية رواد التغيير للتنمية والثقافة، تحت شعار « تبقى الثقافة هي الحل ».
هذه التظاهرة كانت تهدف، حسب المنظمين، إلى المساهمة في نشر ثقافة القراءة والمطالعة بالفضاءات العمومية، وأيضا خلق فضاء للتلاقي والنقاش والحوار بين جميع الفاعلين في المجال الثقافي ومنح الشباب فرصة لإبراز طاقاتهم وابداعاتهم.
ورغم أن مثل هذه المبادرة محمودة ويجب تشجيعها إلا أن الواقع يحتم علينا إبداء بعض الملاحظات حول الاختلالات التي ساهمت في فشله بنسبة كبيرة وأصابت الوافدين والزوار، على قلتهم، بخيبة أمل بالنظر إلى ما تحمله كلمة « معرض » من معنى.
وأول هذه الملاحظات، اختيار المكان الذي احتضن المعرض رغم أنه فضاء جميل وطبيعي وفاسح، لكنه مفتوح على الهواء الطلق في ظروف قاسية ومناخ الشتوي ، الأمر الذي لم يساعد على إنجاحه بسبب برودة الجو والزخات المطرية وبرك من الماء التي سجلتها المدينة في تلك الفترة، وكان على المنظمين، في هذا الوضع، البحث عن فضاء مغلق ومغطى، خاصة أن هناك رواق مخصص للأطفال.
ثانيا، لم يكن هناك عدد كبير ومتنوع من الأروقة والعارضين، كما يتطلبه مفهوم « المعرض »، حيث لم يكن عددهم يتعدى عدد الأصابع وكان العرض ضعيفا والكتب غير جذابة والعناوين غير ذي أهمية، الأمر الذي جعل أغلب الزوار يمرون مرور الكرام، ويغادرون الفضاء.
ثالثا، نبه أحد الزوار المنظمين إلى ضرورة التخلي عن ضوضاء الأبواق التي كانت تملأ الفضاء بصخب الأغاني والأحاديث وحوارات، مشيرا إلى أن المناسبة تتطلب الهدوء والتركيز والقراءة والتأمل، وليس مهرجانا للموسيقى والرقص..
رابعا، تساءل الوافدون عن أسباب عدم دعوة العارضين من بائعي الكتب القديمة بمدينة وجدة والجهة الشرقية والذين هم كثر بسوق مليلية ومحيطه والذين يتوفرون على مكتبات غنية تحتضن آلاف الكتب القيمة والعناوين الجذابة في حالة جيدة، يفوق مخزون مكتبة واحدة ما تم عرضه خلال هذا « المعرض » بكثير. ولم استفسرنا أحد هؤلاء البائعين بسوق مليلية حول عدم مشاركته أجاب » لم يستشرنا أحد ولم يدعُنا أحد للمشاركة وليس لنا علم بهذا المعرض… ».
وفي الأخير، لا بدّ من الإشارة إلى محمد زروقي، رئيس قسم الثقافة بجماعة وجدة، التي دعمت إقامة هذه التظاهرة الثقافية، بإقامتها، (ونشاركه الرأي) اعتبر في تصريح له لأحد المواقع الالكترونية أن التظاهرة « تروم ربط العلاقة بين الكتاب والقارئ وجعل الثقافة ضمن أولوية التنمية المحلية ».
وأضاف، لنفس الموقع، أنه يتمنى أن تصبح الساحات العمومية « فضاء للقراءة والتواصل لتكوين الذات، على اعتبار أن القراءة لا ترتبط بالمقررات المدرسية بل بالتكوين اليومي للقارئ »
Aucun commentaire