إمام مسجد عمر بن الخطاب بحي البام  سابقا  المرحوم عبد العزيز فارسي في ذمة الله عز وجل

محمد شركي

لبى نداء ربه الغفور الرحيم المرحوم ، والمشمول بعفو مولاه الكريم عبد العزيز فارسي إمام مسجد عمر بن الخطاب بحي بام بسيدي يحيى صباح هذا اليوم ، وقد أقيمت صلاة جنازته بهذا المسجد ظهر اليوم  الأربعاء ، وشيع إلى مثواه الأخير بمقبرة سيدي يحيى في جنازة مهيبة حضرها جمع غفير من رواد المسجد ، ومن محبيه وأصدقائه . ولقد كان رحمة الله عليه إماما مرابطا في هذا المسجد لعقود يؤم المصلين ، ويتلو كتاب الله عز وجل  بالليل والنهار . ويشهد له الجميع بالاستقامة، ودماثة الخلق ،  وحسن المعاشرة ، وطيبوبة  القلب ، وحلاوة اللسان . وكان رحمه الله رجلا بسيطا ، و لكن في بساطته علو شأن  ومهابة ، بفضل بركة  ، ونعمة القرآن الكريم التي أنعم بها الله عز وجل عليه ، وكان يداوم على تلاوته ولا يفتر . ولم يغادر رابطه بالمسجد إلا بعدما أقعده المرض ، وظل في فراشه صابرا على علته، ومحتسبا يؤنسه ذكر الله عز وجل، وتلاوة كتابه . ولم يغفل عن تلاوة كتاب الله حتى في أشد لحظات مرضه .

  تغمد الله هذا الإمام الفاضل بواسع رحمته ، وقابله بجميل عفوه إكراما لكتابه الكريم الذي أودعه صدره ، وطيب به لسانه ، ونسأله سبحانه وتعالى أن يجعل القرآن الكريم نورا له في قبره ، وشفيعا له يوم القيامة ، وأن يجعل مقامه عند آخر آية يرتلها بين يدي ربه الكريم ، وأن يسكنه الفردوس الأعلى بجوار شفيع الأمة ، ويسقيه من يده الطاهرة شربة من حوضه الشريف لا يظمأ بعدها أبدا . ونسأل العلي القدير أن يتجاوز عنه كل تقصير ، ونحسبه من الصالحين، ولا نزكيه على رب العالمين ، فاللهم إن كان عند من المحسنين فزده إحسانا ، وإن كان غير ذلك ، فتجاوز عنه بشفاعة القرآن الكريم ، وشفاعة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ، اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله يا أرحم الراحمين ويا رب العالمين .وبهذه المناسبة الأليمة نتوجه بالعزاء والمواساة لأهله وذويه وعلى رأسهم ولده الأستاذ الفاضل السيد عبد اللطيف فارسي ، ونسأل المولى جل شأنه أن يعظم أجرهم ، وأن يلهمهم  جميل الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.