أخصائيي البيولوجيا وأطباء سريريون توحدوا لإنشاء مجموعة مغربية لدراسة المناعة الذاتية
تنتج المناعة الذاتية عن خلل في الجهاز المناعي نفسه المسؤول عادة عن الدفاع عن الجسم من المعتدين الخارجيين من بكتيريا وفيروسات ، حينها يخطئ هذا الجهاز بين العدو و الصديق ويبدأ في مهاجمة الأجهزة والأنسجة والخلايا السليمة و بذالك تعتبر المناعة الذاتية نوعا من التدمير الذاتي للجسم. يفعل هذا التدمير عن طريق آليات معينة تكون عبارة عن مواد بيوكيميائية تصنع بأعداد كبيرة، و هي الواقع مضادات حيوية لكن تسمى في هذا السياق الأجسام المضادة لأنها مضادات حيوية ضارة و تعمل ضد جسمنا.
أمراض المناعة الذاتية، السبب الثالث للمراضة في العالم بعد أمراض القلب والسرطانات
أمراض المناعة الذاتية الناجمة عن هذا الخلل في جهاز المناعة كثيرة، عددها يفوق المائة. اغلب الناس على دراية بكثير من أسمائها، لكن من دون معرفة الآلية المشتركة في تكوينها و هي المناعة الذاتية. من بين ألأمثلة الكثيرة على هذا الشكل من الأمراض نجد، التهاب المفاصل الروماتويدي، الذئبة الحمراء، مرض جريفز او فرط نشاط الغدة الدرقية، قصور الغدة الدرقية المزمن (مرض هاشيموتو)، الوهن العضلي الوبيل، التصلب المتعدد، مرض السكري من نوع 1، التهاب الفقار اللاصق، مرض السيلياك و مرض كرون..
هذه الأمراض تشكل عبئا بشريا واقتصاديا جد مهم ، ادا أخذنا بالاعتبار مجمل أمراض المناعة الذاتية ، نجد أنها تمثل في العالم السبب الرئيسي الثالث للمراضة بعد أمراض القلب والسرطانات و تؤثر على حوالي 10٪ من سكان العالم، و على النساء في 75٪ من الحالات، و تحتل المركز الثاني أو الثالث من الميزانية المرصدة للصحة في معظم البلدان.
قصور في استخدام الاختبارات البيولوجية في المغرب
في المغرب ، لا زالت معظم أمراض المناعة الذاتية تعاني من تأخير في التشخيص أو حتى من عدمه ، بسبب عدم الاطلاع على التقنيات المتاحة، و عدم التوفر الكافي للاختبارات البيولوجية خصوصا في المستشفيات و ذالك لرصد الأجسام المضادة، هذا الرصد ضروري جدا لان بفضله يمكن أن نؤكد أو ننفي التشخيص المفترض في كثير من الأحيان . البحث عن هذه الأجسام المضادة أداة ضرورية لا غنى عنها و تستخدم في البلدان المتقدمة على نطاق واسع. إلى ما وراء أمراض المناعة الذاتية، يلعب على العموم علم الأحياء دورا مركزيا في تشخيص الأمراض بحيث انه يتم الآن التشخيص أو التصديق علي ثلثي الأمراض بفضل الاختبارات البيولوجية.
إنشاء مجموعة مغربية لدراسة المناعة الذاتية
للتصدي لهذه الصعوبات وهذه الفجوات في تبادل المعلومات، قرر أخصائيي البيولوجيا وأطباء سريريون أن يتحدوا في أواخر ديسمبر 2016، لإنشاء مجموعة مغربية لدراسة المناعة الذاتية ( جييم). وستكون هذه المجموعة مساحة للتفكير، و منصة للمقارنة وتبادل الخبرات والمهارات والمعارف. وسوف يسهر أعضاؤها على ضمان النشر الواسع لفائدة مهنيي الصحة كما لعموم الناس، لأحدث الابتكارات التقنية والمنهجية في مجال المناعة الذاتية. كما ستقوم المجموعة ،بسبب تعدد التقنيات المستخدمة والكواشف المتاحة بعمل بالغ الأهمية و هو النقذ و التحقق من دقة و صحة هذه التقنيات و الكواشف من خلال الشق البيولوجي و السريري على حد سواء.
الرئيس الفخري للمجموعة هو الفرنسي لويك كيلفان ،أستاذ الطب الباطني وعضو مجلس إدارة الهيئة العليا للصحة ورئيس لجنة الشفافية وعضو اللجنة التوجيهية للخطة الوطنية للأمراض النادرة في فرنسا.
ويرأس مكتب جييم الدكتورة فوزية الشرايبي، أخصائية في البيولوجيا الطبية، تحيط بها الدكتورة خديجة موسيار ، نائبة الرئيسة، مع منير الفيلالي، الأمين العام للجمعية، يوسف زيان نائب الأمين العام ، جواد توزاني، أمين المال، جليلة الباكوري ، مساعدة أمين المال الخزانة،. يشغل دور المشتشارين :امينة موداتير ،هشام الوزاني، حكيمة ميسوم، أريج نعيمة ، محمد بنعزوز وسعيد رامي .
الدار البيضاء، 10/ 20 / 2017 الدكتورة خديجة موسيار
Aucun commentaire