حافظوا على نظافة السوق لأنه مصدر عيشكم
الملاحظ من أبناء مدينة وجدة، من يظن أن المدينة أراد لها الساهرون على الشأن العام المحلي أن تشبه في ساحتها الكبيرة الواسعة الشاسعة ساحة مدينة مراكش .إنها ساحة مترامية الأطراف وموازية للمدينة العتيقة و لأبوابها الأثرية.
لقد خضعت مدينة وجدة لإعادة التهيئة العمرانية ،وأعيد النظر في شوارعها المحيطة بها.و كان ذلك على أنقاض كثير من القطاعات التجارية المتجاورة منها سوق الأحذية و الملابس و الفحم الحجري و سوق الحبوب و القطاني و محطة الحافلات للنقل الحضري، و محطة للنقل بين المدن و سوق الخضر و الفواكه .كل هذه المكونات تم سحبها و سحقها ليحل على أنقاضها السوق الجديدة بالهندسة المعمارية الجديدة .التي تضم الساحة الكبيرة و المسجد و السوق المتعدد الخدمات…
الساحة الكبيرة خطط لها أن تكون مثل ساحة جامع الفنا المراكشية،التي تستقبل ليل نهار أنشطة الفرجة و الاستعراض و الغناء و الشعوذة و المطاعم …رغم السمعة السيئة لمدينة مراكش و تحولهما إلى مدينة للسياحة الجنسية بكل أصنافها الذكورية و الأنثوية و الأطفال la pédophilie و المراهقين.والغرابة تتجلى في ما نقلته بعض المنابر الإعلامية المغربية عن أب قدم بنفسه ابنيه الطفلين لسائح شاذ جنسيا من فرنسا إلى فراشه ،بمقابل قنينتين من الخمر ،يشربهما في وقت استغلال طفليه.فأي أب؟ و أي رجولة؟ و أية مسؤواية الآباء نحو الأبناء؟
زيادة على الفضائح من سوا ح أسبان وألمانيين و.والاقامات الفاخرة التي ترجع ملكيتها للأجانب الأوروبيين و التي يطلق عليها (الرياض) التي أعدت خصيصا للسائح الأجنبي،و تقدم له كل الخدمات..
الساحة الكبيرة التي خطط لها أن تكون كساحة جامع الفنا بمراكش. يستقر على جنباتها، المسجد و السوق الذي يعرض منتوجاته التجارية المختلفة.و في كل واجهات السوق تقرا يافطة كتب عليها (حافظوا على نظافة السوق لأنه منكم و إليكم).
قد نقبل هذا التعبير الصحيح لغويا إذا مررنا عليه مرور الكرام البررة،ولكن مرور الفضوليين لن يكون بالسهولة اللغوية. بل سرعان ما يسلطون عليها الأضواء الفكرية الكاشفة.و سرعان ما تبرز التساؤلات التالية:هل السوق واحد من أفراد الأسرة أم العائلة أم العشيرة أم القبيلة؟
هل السوق واحد من أفراد الجيران آم الحارة آم المدينة؟
هل السوق واحد من المغاربة الذين نشاركهم المواطنة؟
هل السوق واحد من البشرية الذي نشاركه في الآدمية و الإنسانية؟
هل السوق مخلوق حيواني نتشارك معه في الغرائز البيولوجية الطبيعية؟ الم يعرف الفيلسوف اليوناني أرسطو الإنسان انه حيوان سياسي؟الم يشر المفكر و الأديب و المؤرخ المصري احمد أمين: أن الإنسان حيوان ضاحك؟الم يعرف المناطقة: أن الإنسان حيوان ناطق؟
هل السوق واحد من الكائنات الحية التي نشترك معها في التغذية و النمو و الحياة؟و قد عرف أهل المنطق: أن الإنسان كائن حي يتغذى و ينمو؟
المنطق كان جزءا من الفلسفة ومن أقسامه المنطق التقليدي اللغوي و المنطق الرياضي الرمزي،و المنطق التجريبي القائم على المنهج الاستقرائي(راجع كتاب المنطق و مناهج البحث العلمي في العلوم الرياضية و الطبيعية.الدكتور علي عبد المعطي محمد.دار الجامعات المصرية.1976)..
إن المشاغبين و انا واحد منهم، يضعون السؤال على الظاهر و الباطن من القول،و يسطرون بالقلم الأحمر على كل عبارة تحتمل التأويلات المتعددة…فالسوق يتكون من دكاكين و منتوجات تجارية معروضة للبيع.و التاجر ليس جزءا لا من المنتوج التجاري و لا من الدكان .بل هو صاحب متجر محترم يعرض خدماته للمستهلكين و الزبناء.و الأصح أن نقول العبارة التي لا تتحمل التأويلات »حافظوا على نظافة السوق لأنه مصدر عيشكم »
و السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. و كل عام و سوقكم في رؤوسكم بإلف خير.
Aucun commentaire