جرادة : وقفة احتجاجية للصم البكم من اجل الحق في الإدماج والشغل
إن كان هناك من فئة يجب الإنصات إليها فهي فئة الصم البكم ، نظرا لكون هذه الفئة محرومة من حاستي السمع والنطق وبالتالي فهؤلاء الصم البكم غير قادرين على إبلاغ مطالبهم إلى الجهات المسؤولة ، لهذا تظل هذه الفئة الهشة الأكثر تهميشا حيث انه لا تتوفر الشروط الكفيلة بإدماج هذه الفئة في المجتمع وبالتالي تضيع حقوقهم الإنسانية إلى جانب حرمانهم من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية … لهذا من الفينة والأخرى تخرج إلى العلن من خلال وقفات احتجاجية مطلبية لإثارة انتباه المسؤولين إلى وضعيتهم .
فقد نظم الصم البكم وقفة احتجاجية يوم 28 / 01 / 2015 أمام مقر عمالة جرادة ، وان كانت الوقفة صامتة إلا أن مجموع الحركات التي عبروا بها كأحد أساليب التواصل المعتمدة بالنسبة لهم كانت ذات معاني كبيرة ، تم تلخيصها في الرسالة المطلبية التي رفعوها أثناء الوقفة موجهة إلى الجهات المسؤولة بالإقليم يمكن تلخيصها في الحق في الإدماج بمعناه الشمولي والحق في الحياة الكريمة من حلال توفير شغل قار يضمن لهم العيش ولأسرهم … ومن خلال لافتة تؤكد على على العناية التي يحظى بها المعاقون من طرف صاحب الجلالة والتي كان على المسؤولين التجاوب معها بتفعيل الإرادة الملكية في ضمان شروط الكرامة لهذه الفئة من المجتمع.
فالوقفة هي رسالة إلى المسؤولين بان هناك فئة من ذوي الاحتياجات الخاصة من المجتمع المغربي في حاجة إلى حقوق والى الرعاية والاهتمام وفي حاجة إلى أن تحفظ كرامتهم الإنسانية ، وان يوفر لهم العيش الكريم بعيدا عن الدفع بهم إلى الفقر والحاجة والتسول الذي يحط من كرامة المواطن .
يشار إلى أن ملف الصم البكم ظل إلى اليوم يتدحرج من غير أن توجد رؤية أكثر واقعية تتفهم وضعية هذه الفئة وتستجيب لحقوقها في إطار استراتيجية التنمية البشرية سواء من حيث وضع بنية تحتية قادرة على استقطاب هذه الفئة من خلال المراكز التعليمية ذات التخصص للصغار أو من خلال مراكز التكوين من اجل الإدماج ، أو عبر سياسة تمكينهم من الإدماج بما يمكنهم من إعالة أسرهم وما تتطلبه الحياة اليومية من تكاليف مرهقة بعيدا عن الحلول الترقيعية التي تنحصر في مساعدات ظرفية لا تتعدى منطق الإحسان .
مصطفى – ب
Aucun commentaire