واقع المرأة ببني تجيت
مكانة المرأة التجيتية
( بقلم:ذ.مصطفى مسعودي)
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله الذي من سنة خلقه أن جعل الناس ذكورا وإناثا، ووزعهم شعوبا وقبائل، وجعل التقوى معيار التفاضل بينهم.قال تعالى:(( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوٱ. إن أكرمكم عند الله أتقاكمۢ.إن الله عليم خبيرۢ.)) الحجرات الأية13. والصلاة والسلام على سيدنا محمد، رسول الله الكريم الذي آخا بين المسلمين، وجعل النساء شقائق الرجال قال صلى الله عليه الصلاة والسلام: «إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم» رواه الإمام أحمد.
أما بعد، فلا يخفى على احد أن دور المرأة أساسي في حياة جميع أمم الأرض وأقطارها: فالمرأة الأم، والزوجة، والأخت، والبنت، والقريبة…لا حياة اجتماعية قبلها، ولا بعدها. ولهذا رغم الحيف الذي تعرضت له، والذي تنوعت أشكاله ومبرراته تجليا لعقلية التسلء فان المرأة ظلت حاضرة في جميع حقب التاريخ وفي الحضارة الإنسانية بل وصنعت التاريخ حين أنجبت، وربّت، وعلّمت، فكانت بداية التاريخ البشري المسؤول، وبداية صناعة الحضارة الإنسانية على وجه الأرض. وقد كرمتها الرسائل السماوية ورفعت من قيمتها، وعملت على نبذ التمييز ضدها، وجاء ديننا الحنيف بدستور متكامل يبيّن واجبات وحقوق جميع الفئات، ومن بينها المرأة.
وفي عصرنا الحاضر أصبحت المسالة النسائية موضوع تجاذب إيديولوجي وسياسي وثقافي، جعل المرأة ضحية التقسيمات الثنائية المفتعلة والوهمية، التي وزعت قضية المرأة بين مُعسكر النساء ومُعسكر الرجال فضاعت المسألة وتشتت، وضاع معها الرجال والنساء معا، فأصبحت الأسرة بُؤرة الصراعاتِ الزوجية، وصار المجتمع عبارة عن خندق التناحرات الجنسية.
بعيدا عن هذا الاستقطاب، وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة (08 مارس)، سأتحدث عن مكانة المراة التجيتية وموقعها في النسيج الاجتماعي المحلي.
تَحظى المرأة التجيتية بمكانة مهمة داخل النسيج الاجتماعي المحلي، حيث تتولى تدبير كثير من المعاملات، وتنوب عن الرجل في كل شيء تقريبا لدرجة يمكن نعت المجتمع التجيتي بكونه مجتمع شبه أميسي.كما اقتحمت المرأة بهذا الوسط كل الميادين، بعدما كانت محرومة من أبسط الحقوق كحق التمدرس، وتزايدت أهمية دورها الاجتماعي بعد تخلي الطرف الأخر عن كثير من مسؤولياته. وهكذا أصبحت تقوم بوظائف متنوعة داخل الأسرة (التربية، العمل داخل وخارج البيت…الخ).
غير أن ما يُثير، أنّ تحمل المراة كل هذه المسؤوليات لم يصاحبه تحسين كبير لأوضاعها الاجتماعية والثقافية بل يُمثل ذلك استمرار للقهر الذي تغيرت فقط وسائله من الاستلاب والاختزال إلى الكدح والشقاء!
تتمثل مظاهر معاناة النساء التجيتات في الحرمان وعدم حصولهن على ما يناسب مكانتهن، بل ويتم في الغالب تنكر أعمالهن.وتمارسن أعمالا شاقة مثلهن مثل الرجال، إذ نجد بعضهن يستيقظن منذ وقت مبكر، قبل طلوع الفجر، لخوض مسيرة سيزيفية في البحث عن لقمة العيش بمناجم بوظهر مقابل أجر يومي زهيد لا يتعدى 30 درهما. كما أن هدف معظم النساء اللواتي ينخرطن بالجمعيات التنموية هو تعلم حِرف الخياطة والطرز والنسيج ومزاولة أنشطة مدرة للدخل كتربية أغنام الدمان والتجارة لتحسين ظروفهن المعيشية. و دفعت أوضاع الفقر ببني تجيت بعض النساء، خاصة الأرامل منهن، امتهان مهن هامشية غير مهيكلة أو غير شرعية مثل تجارة التقسيء تجارة التهريب، خدمة البيوت وامتهان الزنى…الغ.
إذن أوضاع المرأة ببني تجيت هي انعكاس لواقع الوسط الكادح بكل ما يتضمنه من حمولة ثقافية وتناقضات اجتماعية-اقتصادية، ويمثل رفع مستواها بمختلف هذه المجالات دعامة أساسية لتحقيق تنمية مندمجة ومستدامة.
وفي الأخير لا يفوتنا إلا أن نهنأ كل نسوة العالم، بمناسبة عيدهن الأممي، ونتمنى لهن وللجميع غد أفضل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
? ذ.مصطفى مسعودي، بني تجيت، إقليم فيجيج
البريد الإلكتروني: meseoudim@hotmail.com
Aucun commentaire