ساركوزي والدعوة للنفخ في أسطورة الهولوكوست في المدارس الفرنسية
في ما مضى كان الإنسان يتحرج من الوقوع في المواقف المتناقضة؛ أما في هذا الزمن فقد أصبح الوقوع في المواقف المتناقضة أمرا مرغوبا فيه يمارسه حتى القادة والزعماء. فبالأمس القريب طالب الرئيس الفرنسي الجزائر بتغيير جزء من نشيدها الوطني المعادي لفرنسا والمعرض بتاريخها الاستعماري؛ واليوم يطلب من أطفال فرنسا إحياء ذكرى الطفل اليهودي في المحرقة الألمانية؛ وهو لا يشعر بتناقض البتة.
إن النفخ في أسطورة المحرقة كما سماها المفكر روجي جارودي ؛ وهي من الأساطير التي اعتمدتها إسرائيل لتأسيس كيان غاصب فوق أرض فلسطين يكشف عن مدى وفاء الرئيس الفرنسي للدماء اليهودية التي تجري في عروقه. وككل اليهود في كل زمان ؛ وفي كل مكان لن تضيع الفرصة من ساركوزي قبل أن يقدم خدمة لليهود الغاصبين ؛ وهو مقبل على زيارتهم ليشاركهم احتفالاتهم بإنشاء ما يسمونه الوطن القومي اليهودي ؛ وللتشفي في الفلسطينيين الذين دفعوا فاتورة أسطورة المحرقة الألمانية دون غيرهم من شعوب الدنيا.
إن دعوة الأطفال الفرنسيين لإحياء ذكرى طفل المحرقة اليهودي ؛ تقتضي دعوة مماثلة للأطفال الفلسطينيين لإحياء ذكرى مجازر الأطفال الفلسطينيين التي لا يحصيها العد وكلها في حجم مجزرة دير ياسين وصبرا وشتيلا وجنين …..وهلم جرا . وتقتضي دعوة أطفال الجزائر لإحياء ذكرى مجازر الجيش الفرنسي ضد الأطفال الجزائريين . وتقتضي دعوة الأطفال العراقيين لإحياء ذكرى مجازر الجيش الأمريكي والبريطاني ضد الأطفال العراقيين.
إنه زمن الكيل بمكيالين؛ مكيال اليهود الطافح الراجح؛ ومكيال العرب الخاسر الفاشل؛ حيث تصير المحرقة الوهمية الأسطورية حقيقة؛ وتصير المجازر الحقيقية وهما وأسطورة. إنه الاستبداد اليهودي كما كان في كل زمان وفي كل مكان حين ما تتاح له الفرص . إنه غلب الجبناء كما يقول المثل العامي حيث يمعن الغالب في التنكيل بالمغلوب إلى أقصى الحدود.
سيبقى أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ؛ ولن يتغير طعم الذئب ولو طبخ بالزبدة والزبيب . سيحيي الطفل الفرنسي ذكرى محرقة الطفل اليهودي نكاية وشماتة في الطفل العربي الضحية سواء كان فلسطينيا أم جزائريا أم عراقيا وكأن النازيين كانوا أعمامه أو أخواله وعليه أن يتحمل وزرهم ؛ ويا ليت الوزر كان حقيقة فما هو إلا محض أسطورة اتخذت ذريعة لسلب أرض من أهلها وتوطين سرطان خبيث فيها لينتشر بعد ذلك في كل الدنيا فيملؤها فسادا وطغيانا بعد الاستحواذ على مراكز القوة الاقتصادية والسياسية كما هو حال اللوبي في الولايات المتحدة وأوروبا و الذي أوصل ساركوزي إلى كرسي الرئاسة الفرنسية ليحيي ذكرى أسطورة المحرقة في أذهان الناشئة الفرنسية حتى يشب يهودي آخر فيخلفه لضمان استمرار الكيان الغاصب تحت غطاء الأساطير.
1 Comment
يا أخي نحن لازلنا نتهم بعضنا البعض كمسلمين وكل يوم نزيد فرقة واننقساما .فحتي الصف الاسلامي تجد فيه تنافر و تراشق بين توجهين اما عن اليسار و الخبزيون فحدث و لاحرج . أخي جرحنا عميق وعلينا أن نعود لديننا ونخلص في عملنا : نأكل حلالا ة، نجتهد ، نتعلم ، ننمي أوطاننا ولن يخيبنا الله. لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم