نسيت أن نفسي ألد أعدائي(3)
… إن عمل الشيطان محدود في الزمان ،فهو يعمل على أن ينسي الإنسان، ذكر ربه ،وعبادته ، كما ينسيه الأوامر، والنواهي الإلهية ،ويستغفله , حتى إذا استأنس بالدنيا، وغرق في شهواتها .أصبح قرينا له يأمره بالفحشاء ، والعري ،ويمنيه، ويعده غرورا، ويزين له الشر، والقبيح،والباطل … {ومن يعش عن ذكر الرحمان نقيض له شيطانا فهوله قرين }(الزخرف 36). إن النسيان، سلاح الشيطان الفتاك .وهو نتاج الغفلة عن ذكر الله بالدرجة الأولى. وصدق الله العظيم إذ يقول:{فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين } (يوسف لآية 42 ) { قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره } (الكهف 63) و عمل الشيطان ،محدود كذلك في المكان، وهو الصدر {قل أعوذ برب الناس ملك الناس إلاه الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس } (سورة الناس آية 1-6 ) .لأن الصدر هو المجال الطبيعي ، للجانب العاطفي، الغريزي ،والشهواني في الإنسان، وهو المنفذ الوحيد، الذي يمكن للشيطان أن يستغله، ليأتي ضحيته عن طريق الوسوسة، والإيحاء. وقد يستعين اللعين، في ذلك بجنوده، من الإنس والجن والنفس الأمارة بالسوء… على خلاف العقل، الذي يملك من الآليات والقدرات المختلفة ، كالتفكير، والإدراك ، والذكاء ، وا لفهم، والاستيعاب ،والتعلم، والنظر، والتأمل ، والتحليل ،والتصنيف، والتجزيء ،والتعميم ، والتجريد، والتركيب، والتجريب ، والقياس، والاستدلال، والاستقراء ،والبرهنة … ما يجعله قادرا على التمييز بين الخير والشر، وبين الحق والباطل، و ما يبعده عن الشيطان،وما يقربه إليه . بالإضافة إلى السلاح الإلهي ،الذي مد الله به الإنسان، لينحر به الشيطان اللعين ، والمتمثل في الاستعاذة بالله . { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون } (النحل 99). لكننا نلاحظ، أن شهر رمضان، كغيره من الشهور. لا يخلوا ،هو الآخر من الموبقات والشرور. كالعري، والعهر، وسفك الدماء، والربا، والقمار، والاعتداء على حرمة رمضان بالليل والنهار… فما هو مصدر هذه الشرور؟ إن لم تكن الشياطين ؟ التي تكون مصفدة، ومسلسلة ومسجونة في شهر رمضان المبارك.كما أخبر بذلك الرسول الكريم، الصادق الأمين، وهوا لنبي لا كذب. في قوله صلى الله عليه وسلم، في حديث للبخاري ومسلم ( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وسلسلت الشياطين ) (الخاري 1899 ومسلم 1079) .إن مصدرها، وبكل تأكيد، هوا لنفس الأمارة بالسوء. { وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي } (سورة يوسف آية 53)…يتيع
2 Comments
بداية أشكرك على كل مواضيعك المتميزة .أنا تلميذك القديم بداخلية ثانوية عمر التقنية بدون شك أنت تعرفني لأنني قضيت معكم سنتين …كنت شقيا بعض الشيء وأطلب منك المسامحة ههه إلى موعد لاحق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن أحوج إلى مثل هذه المواضيع للإدراك والتحليل والتحسيس فالإستيعاب والتشخيص ثم ………….كما جاء في مضمون مقالك من مصطلحات صائبة ودقيقة، لقد وفيت وكفيت سيدي الفاضل الرجاء ثم الرجاء إفادتنا أكثر شكرا