Home»Régional»مجرد ملاحظة

مجرد ملاحظة

0
Shares
PinterestGoogle+

مجرد ملاحظة

في إطار تجاذب أطراف الحديث مع زميل كريم ينتمي إلى إحدى النقابات حول مشاريع الصيغ التي يمكن التقدم بها إلى الوزارة في شأن معايير الترقية بالاختيار، قال بأن البعض اقترح تقييم هيأة التدريس من قبل الإدارة والمفتش التربويين ومجلس التدبير. وبما أن مجلس التدبير له اختصاصاته المحددة بموجب المادة 18 من المرسوم رقم 2.02.376 بتاريخ 6 جمادى الأولى الموافق لـ 17 يوليو 2002 بمثابة النظام الأساسي الخاص بمؤسسات التربية والتعليم العمومي، وهي كالتالي:

ـ اقتراح النظام الداخلي للمؤسسة في إطار احترام النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل وعرضه على مصادقة مجلس الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين المعنية؛

ـ دراسة برنامج عمل المجلس التربوي والمجالس التعليمية والمصادقة عليها وإدراجها ضمن برنامج المؤسسة المقترح من قبله؛

ـ دراسة برنامج العمل السنوي الخاص بأنشطة المؤسسة وتتبع مراحل إنجازه؛

ـ الاطلاع على القرارات الصادرة عن المجالس الأخرى ونتائج أعمالها واستغلال معطياتها للرفع من مستوى التدبير التربوي والإداري والمالي للمؤسسة؛

ـ دراسة التدابير الملائمة لضمان صيانة المؤسسة والمحافظة على ممتلكاتها؛

ـ إبداء الرأي بشأن مشاريع اتفاقيات الشراكة التي تعتزم المؤسسة إبرامها؛

ـ دراسة حاجيات المؤسسة للسنة الدراسية الموالية؛

ـ المصادقة على التقرير السنوي العام المتعلق بنشاط وسير المؤسسة والذي يتعين أن يتضمن لزوما المعطيات المتعلقة بالتدبير الإداري والمالي والمحاسبي للمؤسسة.

وهذه المادة القانونية لا تسمح إطلاقا لمجلس التدبير أن يقوم هيئة التدريس بأية صيغة كانت لأنه ليس ذا صفة، وإذا ما تم أخذ هذا المقترح في الحسبان فسوف نناقض المرسوم، كما سيؤدي الأخذ به إلى إشكال قانوني. ذلك؛ أني أفترض جدلا أن مجلس التدبير قوم أداء مدرس ومنحه نقطة سلبية، فرفع الأستاذ دعوى قضائية به لدى القضاء الإداري، فبأي بند قانوني سيدفع مجلس التدبير دعوى الأستاذ؟ وهذا الاقتراح في نظري إقحام للمجلس في مسألة خارجة عن اختصاصاته. ويبين بصراحة أن مقترحه يجهل اختصاصات مجلس التدبير. ولكي نكون في موقف قانوني قوي، الواجب تعديل المرسوم المذكور سابقا فيما يخص الاختصاص والهيكلة. وهو بتركيبته الحالية لا يضمن الحد الأدنى من الموضوعية في التقويم! لأنه يضم وفق المادة 19 من نفس المرسوم جهات خارجة عن مجال التعليم غير مؤهلة لتقويم هيئة التدريس، وهي:

ـ رئيس جمعية الآباء؛

ـ ممثل عن المجلس الجماعي الذي توجد المؤسسة داخل نفوذه الترابي.

والتقويم في ظل واقع هذه الجهات، الذي لا يرتفع بحكم واقعيته ومشاعه بيننا؛ قد يسقط في هفوات كبيرة ترسخ " التعليم الكسول " في ذاكرتنا الجماعية وواقعنا المعيش؛ لأنه قد ينقط في إطاره الأمي للمدرس الذي هو أعلم منه؟ خاصة في العالم القروي. كما أننا سنفتح باب تصفية الحسابات بين خارج المؤسسة وداخلها! و بين مكوناتها الداخلية، حيث لا يمكن للأستاذ أن يقوم عمل زميله، أو كيف يقوم ممثل عن الأطر الإدارية والتقنية عمل الأستاذ، أو كيف يقوم باقي مكونات المجلس بالإعدادي أو التأهيلي عمل الأستاذ؟ وهو التقويم له كفاياته ومؤهلاته الأكاديمية والمهنية والتقنية ومهاراته المتنوعة، التي تكتسب من خلال التكوين والممارسة؟! فإذا كان المدير والمفتش والنيابة الجهات المختصة في تقويم موظفها قد جر التقويم عليها متاعب ومشاكل بلغت استعمال السلاح الأبيض، فكيف

سيكون حال المؤسسة التعليمية إذا أقحمت جهات ليس لها صفة في التقويم بحكم القانون الموجود حاليا بين أيدينا مثل مجلس التدبير؟!
فعلى النقابات المعنية والوزارة أن تعي خطورة هذا الملف الشائك والمعقد لأنه متعلق بمصير الموظف المهني بأبعاده المختلفة وبأداء المنظومة التربوية والتكوينية لوظيفتها؟ أنحن أمام تجويد الأداء أم أمام تفجير المؤسسة داخليا وخارجيا؟ وما موقع الإدارة التربوية والتفتيش في هذا التقويم؟ أم هذا الإقحام هو تعبير عن انعدام الثقة في هاتين الجهتين؟ لهذا الواجب التدقيق في القوانين ودراستها جيدا بجانب دراسة الأدبيات التربوية المؤسسة لعلم التقويم المهني، ودراسة واقع التعليم دراسة مجهرية للخلوص إلى أداة تقويم متوافق عليها من أطراف التقويم، تقوم في عمقها على فكرة التقويم الذاتي والتقويم التشاركي.
هذه مجرد إثارة انتباه الجهات المعنية إلى خطورة الموضوع، الذي يتطلب الحكمة والحكامة في التعاطي معه تجاوزا للأخطاء وتجويدا للاستشارة. مع المتمنيات

الصادقة للجهة المختصة بالنجاح في مهامها النبيلة ومسعاها الطيب.

عبد العزيز قريش

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. رشيد معراض
    21/02/2008 at 14:35

    زميلي وأستاذي الكريم عبد العزيز قريش، تعقيبا على مداخلتكم المتميزة  » مجرد ملاحظة » و المتعلقة بمسألة تقييم المدرسين من قبل مجلس تدبير المؤسسة في إطار مشاريع الصيغ التي يمكن التقدم بها إلى الوزارة في شأن معايير الترقية بالاختيار، أود أن أشاطركم انشغالكم بهذا الخصوص و أن اطرح بعض الأسئلة حول آلية التقييم في منظومتنا التربوية في انتظار التوسع في تحليلها مستقبلا من قبل كل الفاعلين المهتمين بالموضوع و الغيورين على قضايا التربية:
    بداية، كما أوضحت أستاذي الكريم فإن مجلس التدبير له اختصاصاته المحددة بموجب المادة 18 من المرسوم رقم 2.02.376 بتاريخ 6 جمادى الأولى الموافق لـ 17 يوليو 2002 بمثابة النظام الأساسي الخاص بمؤسسات التربية والتعليم العمومي، و بالتالي فهو لا يستطيع أن يتصدى لمهمة تقييم المدرسين؛ و حتى بتعديل هذا المرسوم فإني لا أرى أية خلفية نظرية تسند هذا الاقتراح و لا معنى له من الناحية العلمية و يستحيل تطبيقه من الناحبة العملية ، هذا دون الحديث عن واقع مجلس تدبير المؤسسة الذي يعبر عن شلل واضح في الإنجاز ؛
    و كما قلت أستاذي، التقويم له كفاياته ومؤهلاته الأكاديمية والمهنية والتقنية ومهاراته المتنوعة، التي تكتسب من خلال التكوين والممارسة، و المدير والمفتش والنيابة جهات مختصة في تقويم أداء موظفيها، و قد جر التقويم عليها متاعب ومشاكل بلغت استعمال السلاح الأبيض كما حدث مؤخرا. من هذا المنطلق، ألم يفقد تقييم موظفينا البوصلة؟ هل النقط الإدارية الكاملة(60/60) الممنوحة في إطار الترقية بالاختيار ( أو بالأقدمية) و كيفية منحها لهما صلة بالتقييم العلمي للموظفين( مدرسين و غير مدرسين)؟ هل هذه النقطة متعلقة بالأداء و المردودية؟ ما هو مصير الموظفين الحاصلين على نقطة أقل (مثلا 58/60) في الترقية؟ ألن ينتظروا سنوات أخرى من أجل الترقية فاسحين المجال لموظفين آخرين ليسوا أفضل منهم أداء؟ من جهة أخرى كبف نفسر ضعف نتائج تعلمات تلامذتنا مقارنة بتلامذة نظم تعليمية أخرى علما أن جل موظفينا يحصلون على النقطة الكاملة أو شبه الكاملة؟ إذن ما هو مستوى جودة التقييم الذي نمارسه؟
    إن تقييم المدرسين لا ينفصل عن تقييم تعلمات التلاميذ و عن تقييم مختلف مكونات المنظومة التربوية، إذن ما هي فلسفتنا في التقييم و التقويم؟ لماذا نقزم التقييم الشامل للمنظومة التربوية حتى يصبح مرادفا لنظام الامتحانات المدرسية و ضرورة إدارية من أجل إنجاز الترقية و تقارير فضفاضة ونسب مئوية؟ لماذا نصر على غض الطرف عن تقييم الإنجازات و مدى تحقق الأهداف الموضوعة على مختلف المستويات ؟
    ماهي آليات التقييم و التقويم في النظام التربوي المغربي ؟ ما هي خلاصات أعمالها؟ و ما هو الدور الفعلي لهيئة المراقية والتأطير وهيئة التخطيط و التوجيه التربوي في تقويم التعلمات و المخططات التربوية؟ و ما تأثير مردوديتهما على إنجاز الإصلاح التربوي؟
    أخيرا أستاذي الكريم، أشاطركم الدعوة إلى وجوب التدقيق في القوانين ودراستها بجانب دراسة الأدبيات التربوية المؤسسة لعلم التقويم المهني، ودراسة واقع التعليم دراسة مجهرية للخلوص إلى أداة تقويم متوافق عليها من أطراف التقويم، لأنني لا أشك في أن جوهر المسألة يتعلق بمناطق غموض و ظل كثيرة في قوانين تدبير الموارد البشرية لا تحرص على تنمية معايير الكفاءة و ثقافة التقييم و المسؤولية، و بالتالي يسعى فاعلون كثيرون في منظومتنا أن تدوم هذه الضبابية، و تدوم الأحوال، ليكون الباب مواربا لكل الممارسات غير العقلانية و اللامؤسسبة.

  2. شيد معراضrachidova@yahoo.fr
    21/02/2008 at 14:36

    زميلي وأستاذي الكريم عبد العزيز قريش، تعقيبا على مداخلتكم المتميزة  » مجرد ملاحظة » و المتعلقة بمسألة تقييم المدرسين من قبل مجلس تدبير المؤسسة في إطار مشاريع الصيغ التي يمكن التقدم بها إلى الوزارة في شأن معايير الترقية بالاختيار، أود أن أشاطركم انشغالكم بهذا الخصوص و أن اطرح بعض الأسئلة حول آلية التقييم في منظومتنا التربوية في انتظار التوسع في تحليلها مستقبلا من قبل كل الفاعلين المهتمين بالموضوع و الغيورين على قضايا التربية:
    بداية، كما أوضحت أستاذي الكريم فإن مجلس التدبير له اختصاصاته المحددة بموجب المادة 18 من المرسوم رقم 2.02.376 بتاريخ 6 جمادى الأولى الموافق لـ 17 يوليو 2002 بمثابة النظام الأساسي الخاص بمؤسسات التربية والتعليم العمومي، و بالتالي فهو لا يستطيع أن يتصدى لمهمة تقييم المدرسين؛ و حتى بتعديل هذا المرسوم فإني لا أرى أية خلفية نظرية تسند هذا الاقتراح و لا معنى له من الناحية العلمية و يستحيل تطبيقه من الناحبة العملية ، هذا دون الحديث عن واقع مجلس تدبير المؤسسة الذي يعبر عن شلل واضح في الإنجاز ؛
    و كما قلت أستاذي، التقويم له كفاياته ومؤهلاته الأكاديمية والمهنية والتقنية ومهاراته المتنوعة، التي تكتسب من خلال التكوين والممارسة، و المدير والمفتش والنيابة جهات مختصة في تقويم أداء موظفيها، و قد جر التقويم عليها متاعب ومشاكل بلغت استعمال السلاح الأبيض كما حدث مؤخرا. من هذا المنطلق، ألم يفقد تقييم موظفينا البوصلة؟ هل النقط الإدارية الكاملة(60/60) الممنوحة في إطار الترقية بالاختيار ( أو بالأقدمية) و كيفية منحها لهما صلة بالقياس و التقييم العلميين للموظفين( مدرسين و غير مدرسين)؟ هل هذه النقطة متعلقة بالأداء و المردودية؟ ما هو مصير الموظفين الحاصلين على نقطة أقل (مثلا 58/60) في الترقية؟ ألن ينتظروا سنوات أخرى من أجل الترقية فاسحين المجال لموظفين آخرين ليسوا أفضل منهم أداء؟ من جهة أخرى كبف نفسر ضعف نتائج تعلمات تلامذتنا مقارنة بتلامذة نظم تعليمية أخرى علما أن جل موظفينا يحصلون على النقطة الكاملة أو شبه الكاملة؟ إذن ما هو مستوى جودة التقييم الذي نمارسه؟
    إن تقييم المدرسين لا ينفصل عن تقييم تعلمات التلاميذ و عن تقييم مختلف مكونات المنظومة التربوية، إذن ما هي فلسفتنا في التقييم و التقويم؟و ماهي أدواتنا في القياس؟ لماذا نقزم التقييم الشامل للمنظومة التربوية حتى يصبح مرادفا لنظام الامتحانات المدرسية و لضرورة إدارية من أجل إنجاز الترقية و لتقارير فضفاضة و نسب مئوية تخفي أكثر مما تكشف؟ لماذا نصر على غض الطرف عن تقييم الإنجازات و مدى تحقق الأهداف الموضوعة على مختلف المستويات ؟ كيف يمكن أن نواصل المسير بدون تقييم حقيقي؟
    ماهي آليات التقييم و التقويم في النظام التربوي المغربي ؟ ما هي خلاصات أعمالها؟ و ما هو الدور الفعلي لهيئة المراقية والتأطير وهيئة التخطيط و التوجيه التربوي في تقويم التعلمات و المخططات التربوية؟ و ما تأثير مردوديتهما على إنجاز الإصلاح التربوي؟
    أسئلة كثيرة لا أحمل لها إجابات شافية. و أخيرا أستاذي الكريم، أشاطركم الدعوة إلى وجوب التدقيق في القوانين ودراستها بجانب دراسة الأدبيات التربوية المؤسسة لعلم التقويم المهني، ودراسة واقع التعليم دراسة مجهرية للخلوص إلى أداة تقويم متوافق عليها من أطراف التقويم، لأنني لا أشك في أن جوهر المسألة يتعلق بمناطق غموض و ظل كثيرة في قوانين تدبير الموارد البشرية لا تحرص على تنمية معايير الكفاءة و ثقافة التقييم و المسؤولية، و بالتالي يسعى فاعلون كثيرون في منظومتنا أن تدوم هذه الضبابية، و تدوم الأحوال، ليكون الباب مواربا لكل الممارسات غير العقلانية و اللامؤسسبة. و شكرا لكم على إثارة الموضوع.
    رشيد معراض

  3. بركاني
    23/02/2008 at 00:07

    بداية اشكركم اخي الكريم على كل تدخلاتكم الايجابية من خلال هدا المنبر .لا يمكن باي حال من الاحوال القفز على المؤسسات المسؤولة قانونيا عن تقييم اداء المدرسين و اعني بدلك المفتش و المدير.لمادا لا يطرح هدا المشكل في القطاعات الاخرى عمومية كانت ام خصوصية.ان التقييم عملية معقدة تتطلب ادوات علمية دقيقة يتم بلورتها في شكل شبكات متفق على مضمونها من طرف كل المتدخلين و اعني بدلك السيد المدير و السيد المفتش والسادة الاساتدة وبهده الطريقة يمكن حل هدا الاشكال الدىي بات يؤرقنا جميعا.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *