سكان مدينة فجيج يستنكرون تجاهل الإعلام للكارثة الطبيعية التي أصابت المدينة جراء التساقطات المطرية الأخيرة
سكان مدينة فجيج يستنكرون تجاهل الإعلام
للكارثة الطبيعية التي أصابت المدينة جراء التساقطات المطرية الأخيرة
سميرة البوشاوني
عبر عدد من سكان واحة فجيج عن استيائهم من صمت وسائل الإعلام تجاه الكارثة الطبيعية التي أصابت مدينتهم والإقليم ككل، وذلك جراء التساقطات المطرية الغزيرة التي تهاطلت على المدينة مخلفة خسائر جسيمة في الممتلكات نتيجة انهيار العديد من المنازل المبنية بالطوب الطيني وخشب النخيل وسقوط الجدران الموالية للطرق العمومية بسبب غياب نظام لتصريف مياه الأمطار والصرف الصحي، مما هدد حياة السكان والمارة.
ولم تخلف هذه التساقطات أية خسائر في الأرواح بسبب يقظة المواطنين وتضامنهم، فيما أصبح الكثير منهم بدون مأوى بعد انهيار منازلهم ولم تتمكن السلطات المحلية، بإمكانياتها المحدودة، من تلبية حاجيات المتضررين الأمر الذي يستدعي تدخلا عاجلا لتوفير السكن والأغطية والأفرشة والأغذية لهؤلاء المواطنين الذين فقدوا كل شيء.
وأفاد بعض المواطنين بأن التساقطات المطرية الأخيرة، والتي بلغت 156.40 ملمتر في ظرف أربعة أيام، فرضت عليهم عزلة تامة بسبب انهيار بعض الطرق الرابطة بين مختلف أجزاء المدينة، كالطريق الرابطة بين قصر المعيز وقصري الحمام الفوقاني والتحتاني، انهيار في الطريق الدائرية، وتصدع في الطريق الرابطة بين القصور العليا والقصور السفلى.
وقد أدى انهيار هذه الطرقات إلى تعطيل شبكة تزويد السكان بالماء الشروب كما تسبب في هدم قنوات الصرف الصحي التي أصبحت مياهها تتسرب إلى مساكن المواطنين، كما تسببت التساقطات المطرية في انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي وهو الأمر الذي ضاعف من معاناة السكان وخصوصا داخل النواة القديمة بسبب انهيار المنازل، فيما تسبب ارتفاع منسوب مياه واد « البيازة » وواد « الخورشفية » في فيضان شل حركة السير على الطريق الوطنية رقم 17 الرابطة بين فجيج وبوعرفة (الطريق الوحيدة التي تربط فجيج مع باقي تراب المملكة)، وبالرغم من تدخل مصالح التجهيز والدرك الملكي لفتح هذه الطريق إلا أن هذه التدخلات لم تخفف من معاناة مستعملي الطريق المذكورة.
وقد غمرت مياه الأمطار التي أتت بها شعاب الواد الكبير وواد بوشليقن قصر لوداغير وحي بركوكس بقصر زناقة، كما جرفت مياه واد العرجة بساتين الحمام الفوقاني والحمام التحتاني، وغمرت المياه الأحياء الجديدة لقصري المعيز وأولاد سليمان (حي فيلالة والمسيرة) ومنطقة المشرع في قصر لوداغير الأمر الذي خلف نوعا من الخوف والهلع في نفوس السكان.
وأمام الكارثة التي خلفتها التساقطات المطرية بمدينة فجيج، تطالب الساكنة بإعلان مدينة فجيج منطقة منكوبة تتطلب تدخلا آنيا وبرامج استثنائية، وذلك باتخاذ مجوعة من التدابير والإجراءات أهمها التعجيل بتوفير الإمكانيات والوسائل اللازمة لإيواء المواطنين الذين انهارت منازلهم أو على وشك الانهيار وتوفير الدعم الملائم لهم، وتوفير نظام شامل لتصريف مياه الأمطار في كل أحياء المدينة وتجهيزها بقنوات الصرف الصحي، مع تفعيل المساطر القانونية لمواجهة البنايات الآيلة للسقوط التي تشكل خطرا على المارة وعلى البنايات المجاورة، هذا بالإضافة إلى وضع برنامج استعجالي لمختلف الوزارات لحل مشاكل النسيج القديم لقصور فجيج وحماية المدينة والواحة من مياه الفيض (منطقة العرجة، بساتين الحمام الفوقاني والتحتاني، منطقة بركوكس، بساتين لوداغير ولعبيدات وزناكة…)، ثم تجهيز مصلحة الوقاية المدنية ودعمها بالوسائل الكافية لمواجهة الكوارث، إلى جانب بناء قناطر على أودية (عريض، البيازة، الخورشفية) التي تخترق الطريق الرابطة بين فجيج وبوعرفة، مع التعجيل ببناء الطريق الرابطة بين فجيج وإيش لإيجاد طريق ثانية تربط فجيج بمختلف مدن المملكة وتربط هذه المناطق الحدودية وتسهل عملية التدخل، وكذا فك العزلة عن سكان منطقة العرجة ببناء طريق تربط بين فجيج والعرجة.
Aucun commentaire