اللقاء الوطني بوجدة حول العنف في الوسط المدرسي
اختتمت يوم 12 نونبر 2014 بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية فعاليات اللقاء الوطني الثاني لمناهضة العنف بالوسط المدرسي، والذي يندرج في إطار الشراكة المبرمة بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ومنظمة اليونيسيف.
ويأتي هذا اللقاء استكمالا للقاء الوطني الذي نظم الموسم الماضي (أيام 7و8و9 أكتوبر 2013) من اجل من تفعيل مجموعة من التوصيات الخاصة ببعض الوثائق التنظيمية، ومصوغات التكوين الخاصة بخلايا الاستماع والوساطة، وتحديد الدليل المرجعي للمصطلحات الخاصة بالعنف بالوسط المدرسي، والمصادقة على مخطط عمل الشركاء المشاركين في اللقاء.
ترأس الجلسة الافتتاحية كل من السيد مدير أكاديمية الجهة الشرقية والسيد مدير الحياة المدرسية بالوزارة، والسيد ممثل منظمة اليونسيف على المستوى الوطني، وحضر اللقاء ممثلون عن القطاعات التالية: الأمن الوطني، الدرك الملكي، الصحة، التعاون الوطني، الشبيبة والرياضة، العدل، الاتصال، التضامن والأسرة وممثلو الجمعيات وبعض مديري المؤسسات التعليمية ومنسقو المراكز الجهوي لرصد العنف، منسقو خلايا الإنصات بالمؤسسات التعليمية وبعض المنابر الإعلامية.
وفي كلمته الافتتاحية عبر مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية، السيد محمد ديب، عن امتنانه بشرف الأكاديمية استضافة هذا اللقاء الثاني، وأوضح أن هذه الورشة تندرج في إطار الرغبة في تثمين ما تم تحقيقه في اللقاء الوطني الأول المنظم بالجهة، واستثمار وترصيد ما تمخض عنه من آراء وتوصيات، وكذا ما تم التعبير عنه من مواقف وما تم الالتزام به من مسؤوليات. وأضاف أنه تم أيضا حث المؤسسات التعليمية على استكمال كل الهياكل واللجان الوظيفية داخلها وذلك بهدف المساهمة في التدبير الإداري والتربوي لشؤون هذه المؤسسات، واستثمار مختلف المحطات الثقافية والفنية للتحسيس بالمعضلة، وكذا الاشتغال والتنسيق الدائم مع الخلية الجهوية للتكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف وجمعيات وازنة من المجتمع المدني.
واكد في هذا الصدد بما تم القيام به في إطار مقاربة ظاهرة العنف بالوسط المدرسي على مستوى الجهة خاصة من خلال تشكيل خلية للحياة المدرسية مهمتها معاينة صيغ وأشكال تفعيل مكونات الحياة المدرسية، والحرص على تعميم الأنشطة المتعلقة بتفاعل المتعلمين مع المؤسسة وأطرها، بالإضافة إلى مطالبة كل المؤسسات بوضع مخطط عمل خاص بمجموعة من المحاور المرتبطة بمختلف جوانب الحياة المدرسية. كما يتم في هذا الصدد، يضيف مدير الأكاديمية، الإعداد مع منظمة اليونيسف لإطلاق دراسة حول تمثلات الأطفال لمفهوم العنف بالوسط المدرسي وطبيعة تجلياته، إلى جانب إطلاق المبادرة الجهوية « من التلميذ إلى التلميذ » التي تجعل العنف المدرسي مادة لمجموعة من العمليات التلاميذية النابذة له. و دعا في الأخير بالاعتزاز بالوطن للتمكن من محاربة هذه الظاهرة.
من جهته ثمن السيد خالد الشنكيطي ممثل منظمة اليونسيف في كلمته الشراكة بين المنظمة ومديرية الحياة المدرسية وكذا انخراط مختلف الفاعلين في مناهضة العنف، وأشار الى ضرورة توفير محيط مدرسي يحمي التلميذ من العنف سواء داخل المؤسسة أو خارجها واعتبرها من الأولويات التي سيتم الاهتمام بها خلال سنة 2015.كما اعتبر أن العنف المخفي هو أكثر أشكال العنف المعيقة لعملية التعلم.
بعد ذلك تدخل مدير الحياة المدرسية السيد الاسماعيلي محمدين بعرض بعنوان التقرير الوطني الثاني حول ظاهرة العنف بالوسط المدرسي 2013-2014 وذكر في بداية عرضه الى السياق العام الذي تميز بخطاب جلالة الملك وانخراط وزارة التربية والتكوين المهني في إعداد مشروع تربوي والمشاورات التي قامت بها من أجل تشخيص وضعية المدرسة المغربية، وتوسيع المشاورات من قبل المجلس الأعلى لتعليم على أساس أن يتم التلاقي بين الوزارة والمجلس الأعلى للخروج بمشروع واحد. كما ركز في عرضه على ضرورة مواصلة مأسسة آليات الاشتغال و محور متعلق باليات الرصد والتتبع والتقويم الوطني مع العلم أنه حينما عمدت المديرية الاشتغال على النموذج المقترح خلال اللقاء الأول وجدنا صعوبات، ومن ثم عزمت الوزارة الاشتغال بمنظومة « مسار » حيث تبين أن الحل الثاني يبدو جيدا، والجانب الثاني الذي سيتم الاشتغال عليه هو توحيد الاصطلاحات. وجدد مدير الحياة المدرسية شكره لمختلف الفاعلين وتمنى النجاح لأشغال هذا الملتقى.
للإشارة فقد شهدت ايام هذا الملتقى الذي نظم بالمركز الجهوي للتكوين المستمر بأكاديمية الجهة الشرقية أيام 10 و11 و12 نونبر 2014 عروضا لكل من ممثل الادارة العامة للأمن الوطني الذي قدم حصيلة مديرية الأمن الوطني خلال موسم 13/14 بمجموعة من الحملات التحسيسية أعطى عددها من خلال جدول بين فيه، على المستوى الوطني، عدد المؤسسات المشمولة بالحملة التحسيسية عدد الجمعيات المشاركة في العملية، وعدد التلاميذ المستفيدين من العملية مشيرا إلى أن المواضيع المتطرق إليها خلال عملية التحسيس تتمحور حول خطورة المخدرات والعنف. وعرض قدمه السيد ممثل الدرك الملكي الذي قدم فيه خطة العمل المتمثلة في الإجراءات الوقائية من بينها إجراءات التنسيق، إجراءات السلامة واجراءات التدخل والردع كما قدم احصائيات خلال موسم 13/14.
هذا وقد خلص هذا الملتقى الوطني الى تحديد مجموعة من الاهداف من اهمها إنشاء خلايا مناهضة العنف ضد الطفل مع اقتراح تكوين خلايا الإنصات من المسؤولين على الأندية التربوية وعرض الدليل الاصطلاحي حول العنف بالوسط المدرسي كما تم الاطلاع على مضمون منتوج الورشة الاولى والثانية.
يذكر أن استضافة الأكاديمية للقاء الوطني لمناهضة العنف بالوسط المدرسي، يأتي بناء على التجربة المتميزة لها في تدبير هذا الملف، وطبيعة مقاربتها لظاهرة العنف، وكذا في سياق الحضور المكثف لمجموعة من الأطراف الفاعلة في هذا المجال خاصة الأمن الوطني، والخلية الجهوية للتكفل بالأطفال والنساء ضحايا العنف، وجمعيات المجتمع المدني العاملة في المجال ذاته.
مكتب الاتصال بالاكاديمية
Aucun commentaire