ماستر « اللغات و الثقافات المغربية واستراتيجية التنمية » عندما تسقط ورقة التوت لتكتشف عورة بعض « الطلبة »
لقد ولى ذلك الزمن الذي كان النضال من داخل الحرم الجامعي يقترن بالتحصيل العلمي، فقبل أن يسمح لك بتحمل المسؤولية داخل الساحة يجب أن يتم التأكد أن ذلك لا يكون على حساب تحصيلك العلمي، فقد كان الطلبة باعتبارهم طليعة المجتمع يعون تمام الوعي بأهمية اقتران النضال بالوعي، وأن مناضل غير واعي أخطر على الحركة الطلابية أكثر من أي جهة أخرى.
اليوم يكفي أن يفشل « بعض « الطلبة » المحسوبين على احدى الفصائل في اجتياز مباراة الالتحاق بسلك الماستر كما حدث في ماستر « اللغات و الثقافات المغربية و استراتيجية التنمية » بكلية الآداب و العلوم الانسانية وجدة حتى يتم اعلان « معركة » تستعمل فيها –للأسف- أشكال « نضالية » يجد المرء صعوبة في التصديق بأن من أقدم عليها طلبة وليس « قطاع طرق »، فماذا يعني أن يقتحم الطلبة قاعة لاجتياز مباراة الشفوي وارغام لجنة الاختبار على ايقافها، المسألة تعني بكل بساطة بأن العمل بالعقل قد توقف بالنسبة لهؤلاء وأن المجال مفتوح على مصراعيه للعنف و للغة « الارهاب ».
لقد كان حريا على هؤلاء اذا كانوا بالفعل يتوفرون على مايدين الأستاذ المنسق، الذي يشهد له كل من مر بكلية الآداب و العلوم الانسانية وجدة بالنزاهة والحرص على تطبيق القانون،أن يسلكوا المساطر القانونية في متابعته، ولا أعتقدهم يستطيعون ذلك ،فكل ما يسعون اليه الضغط عساهم يضمنون مقاعد « لمريدهم » و « شيعهم ».
لقد تكررت مثل هذه الممارسات في مواقع جامعية أخرى هذه السنة في موقع « سطات » وفي سنوات سابقة في موقع « القنيطرة » وغيرها، الشيء الذي يؤكد بأن منطق « لعاب ولا حرام » الذي كان يمارسه « متنمروا » الأحياء الشعبية أصبح تقليدا معمولا به بشكل طبيعي في أوساط المناضلين الجدد داخل المؤسسات الجامعية، حيث أصبح الانتماء الى هذه الفئة أداة للتقرب من الادارة و الأكل ،والمبيت المجاني بالمطعم و الحي الجامعي.
كنت أتمنى لو ينشر الأستاذ المعدلات التي حصل عليها هؤلاء في الامتحان الكتابي، حتى يروا أنفسهم في المرآة، حتى يعوا حجمهم الحقيقي الذي من كثرة ما نفخوا فيه كانوا له أول المصدقين، لأن الدوافع التربوية التي يؤمن بها الأستاذ المحترم والتي تمنعه من نشرها لا يفهمها مثل هؤلاء، هم لا يفهمون أن الممارسة التربوية تمنعه من أن يخلق صدمة عند « طالب » حصل على الاجازة بعد 15 سنة من التحصيل ويحصل على معدل 03 من أصل 20 .
ان منطق تصفية الحسابات السياسية يجب أن يكون خارج المؤسسات التعليمية فمن أجل ذلك خلقت المجتمعات المتحضرة شيئا اسمه سياسة ومؤسسات اسمها « برلمان حكومة….أما من تعود الاصطياد في الماء العكر فسيحمل معه دوما اثار الوحل !!! .
بن علي قاسم
Benalikacem80@gmail.com
2 Comments
كل شيء ممكن أخي و المتهم بريء حتى تثبت ادانته…مقالك عاطفي و غير علمي….كان من الأفضل الدعوة الى تفعيل القوانين و المساطر في هدا الشأن…كأن تتولى لجنة تقصي و تحقيق البحث في هدا المشكل…لجنة وزارية أو حتى قضائية …..
مقال رائع وعنوان أروع يكشف عن مهزلة إيقاف الامتحانات الشفوية لماستر اللغات والثقافات المغربية واستراتيجية التنمية،مهزلة بكل المقاييس فكيف يعقل أن الامتحانات لم تجر لحد الآن،
ما ذنب الطلبة الناجحين عن جدارة واستحقاق الذين ما زالوا يعانون لحد الآن.كفا استهتارا يا
مسؤولين وأكملوا الماستر إنصافا للمظلومين