شهادة في تأبين المرحوم الأستاذ الطيب العمراني
المختار أعويدي
باسم الله الرحمن الرحيم
« من المومنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا » صدق الله العظيم
أيتها الأخوات والإخوة الأفاضل
حينما اتصل بي الإخوة الأعزاء في لجنة تنظيم هذا الحفل التأبيني مشكورين، للإدلاء بهذه الشهادة المتواضعة في حق هرم كبير، في حجم أخينا المرحوم السي الطيب العمراني، أخبرتهم أن شهادتي المتواضعة لن تستطيع إضافة شيء كبير إلى ما يعرفه عامة الناس وخاصتهم عن خصال المرحوم العالية، ومساره النضالي النظيف الرائع، الذي لا يخفى على صغير أو كبير. والتزامه المهني النزيه والشريف. بالمجمل أخبرتهم أن مناقب المرحوم أكبر بكثير من كلماتي المتواضعة الصغيرة هذه، وأشمخ من شهادتي المتواضعة، وأخشى فيما أخشى أن أكون مقصرا، أو غافلا، أو ساهيا عن الإحاطة بخصال أخينا الفقيد، كدت أن أعتذر لإخوتي عن الإدلاء بهذه الشهادة البسيطة، خوفا من أن لا أستطيع أن أوفي المرحوم حقه علينا جميعا، في الإعتراف له بفضله الكبير على الإقليم وسكانه وجماهيره الشعبية تحديدا، والإشادة بمواقفه النضالية البطولية التي لم يكن يخشى في التعبير عنها لومة لائم. لكنني عدلت عن الفكرة، في آخر لحظة، بدافع ضغط داخلي عميق، وشعور باطني دفين، مبعثه المحبة الكبيرة والتقدير العظيم الذي أكنه لأخينا المرحوم، فقررت أن أدلو بدلوي وأنا مدرك تماما، أن كلمتي المتواضعة هذه، ستكون مقصرة وغافلة عن الإحاطة بمناقب المرحوم. متيقن أنها لن توفيه ما يستحق من تكريم وتقدير وإشادة.
لكنني هذه المرة وعكس ما دأبت عليه أتيت بكلمتي المتواضعة هذه مرقونة مكتوبة خشية أن تخونني الكلمات أن تخذلني وتربكني دموعي.
أيتها الأخوات والإخوة الأعزاء
ما أقسى وأصعب علينا جميعا أن نتحدث عن أخينا وصديقنا العزيز المناضل الأستاذ الطيب العمراني، بصيغة الماضي، وهو الذي كان إلى عهد قريب جدا حاضرا بقوة بين ظهرانيا، ويملأ المكان بل الأمكنة حركية ودينامية وحيوية، مناضلا ومكافحا ومؤطرا ومنخرطا في جميع المعارك النضالية محليا وإقليميا وجهويا ووطنيا، ومدافعا عن البسطاء والفقراء والعمال والكادحين بنفس نضالي، لا يكل ولا يمل، قل من يجاريه فيه، في زمن الردة النضالية والإنتهازية وتعفن الأخلاق.
ما أصعب أن نتحدث عن مناقب رجل كان ناكرا لذاته ونفسه، رجلا نذر وقته وجهده وأعصابه وحتى ماله للآخرين، من دون أن ينتظر جزاء ولا شكورا. رجلا شامخا وهب حياته بكاملها خدمة لمبادئه وقناعاته ونضاله. رجلا كانت حياته في كل تفاصيلها تتمحور حول الكفاح والنضال في أبهى صوره خدمة لقضايا الناس وقضايا الوطن. حتى أن إسمه الكريم كان مرادفا في مخيال كل الذين عرفوه عن قرب أو حتى عن بعد، مرادفا للنضال والكفاح والتظاهر والإحتجاج ضد الظلم والقمع والتسلط. كان اسمه مرادفا لمحام الفقراء والكادحين، مرادفا لنصرة المظلومين والإنحياز المطلق لقضاياهم وهمومهم. مرادفا للثبات العنيد والإصرار على المبدأ، والإلتزام والتضحية. كان اسمه رحمه الله مرادفا لكل القيم الجميلة، التي جعلت منه بالإضافة إلى حسه ونفسه النضالي الكبير والرائع، مرادفا أيضا للتواضع ودماثة الأخلاق والإنسان المحب للناس الصبور على أذاهم. جعلت منه شخصا محبوبا محترما يحظى بقدر كبير من التقدير. حتى أن سمعته الطيبة كانت دائما تسبقه حيثما حل وارتحل.
ما أصعب أن يتوقف كل هذا المسار الساطع لهذا الرجل اللامع، بشكل مفاجئ ويتحول إلى حديث منسوب لصيغة الماضي، ويتحول صانع هذا المسار الرائع إلى رجل ينتمي إلى الماضي.
لكن بالرغم من ذلك وبالرغم من أن الموت قد اختطفه وغيبه علينا جميعا، ستظل روحه وذكراه حاضرة خالدة بيننا، وسيظل أبناء الإقليم وخاصة من أجيال الشباب التي تتلمذت على يديه، وتعلمت أبجديات النضال، ستظل تذكره وتحفظ ميراثه النضالي والحقوقي والإنساني والمهني الرائع.
أيتها الإخوات والإخوة الأفاضل
قال أحد الحكماء يوما: « العظماء ثلاثة: رجل ورث المجد فوُلد عظيما، ورجل هبط عليه المجد فأصبح عظيما، وثالث صنع المجد بيديه القويتين وعقله الراجح وخلفه الطاهر. »
ولعمري أن فقيدنا الكبير السي الطيب رحمه الله ولا شك في ذلك، يسري عليه الشق الثالث من تصنيف هذا الحكيم. فقد صنع مجده بنضاله وكفاحه والتزامه بقضايا الكادحين والبسطاء وعموم الجماهير الشعبية.
ولئن اختطفته المنون منا اختطافا، فإن سيرته ونضاله وفكره وخلفه وروحه لا زالت حاضرة معنا اليوم، بل وإني أراها محلقة معنا اليوم، بل أراها في عيونكم جميعا. لئن اختطفه الموت منا اختطافا، وهو لم يبلغ من العمر عتيا بعد، لئن اختطفه وهو في قمة النضج والعطاء والتضحية، فإنه لن يستطيع اختطاف ميراثه النضالي العريض الذي خلفه على كل الواجهات السياسية والحقوقية والنقابية والإجتماعية والثقافية والمهنية والإنسانية. وسيظل هذا الميراث بالتأكيد يفعل فعله في كل الذين عرفوه وأحبوه وقدروه. وسيظل معينا طيبا ينهلون منه.
أيتها الإخوات والإخوة الكرام
وأنا أستعرض مناقب الراحل، اصدقكم القول أنني لست مبالغا ولا واقعا تحت تأثير اللحظة وحجم المصاب، ولكنني لا أقول إلا الحقيقة كل الحقيقة عن أخينا الطيب رحمه الله كما عرفناه. فقد كان فقيدنا جمعا بصيغة المفرد، لا أقول مفردا بصيغة الجمع، ولكن أصر أنه كان جمعا بصيغة المفرد. لا لشي سوى لأنه اجتمع فيه ما تفرق في غيره. اجتمعت فيه خصال الإنسان الخلوق الدمث، وإصرار المناضل الملتزم، وإخلاص المهني الشريف المحنك، وتمكن المثقف الواعي بقضايا شعبه ومواطنيه وأمته، وتضحيات الفاعل الإيجابي على كل الواجهات.
لقد فقدنا أيها الإخوة الكرام في المرحوم السي الطيب مناضلا من العيار الثقيل، في وقت عز فيه المناضلون الأقحاح، والمكافحون المخلصون ، في وقت نكث فيه الكثير من مناضلي الواجهة على عقبيهم. فقدناه في وقت انقلب فيه الكثير من المناضلين أو بالأحرى أشباه المناضلين، على تاريخهم النضالي، ومبادئهم التي كافحوا من أجلها في وقت من الأوقات، ليرتموا في أحضان الإنتهازية السياسية، والوصولية النفعية، والنكوص المرضي. لكن معدن السي الطيب ظل أصيلا لا معا لا يصدأ ولا يتغير، برغم اتساع سوق الإغراءات، وتهافت المتهافتين. ظل كما عهدناه دائما، ثابتا وفيا لمبادئه النضالية، كما اغترفها واقتنع بها لأول وهلة ذات نهاية السبعينات، وظل منذئذ يمثل قلعة نضالية صامدة وحصينة، برغم السجن والتنكيل والضغوط والإغراءات، وتغير القيم وتبدل الرفاق.
كان رحمه الله من خيرة المناضلين التقدميين اليساريين الشرفاء، الأوفياء لمبادئهم، برغم تعدد تجاربه التنظيمية، بدءا بالحركة الطلابية في الإتحاد الوطني لطلبة المغربي، وصولا إلى موقعه المتقدم في هياكل حزب المؤتمر الوطني الإتحادي، مرورا بتجربة الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، وكذا خبرته الطويلة في المجال الحقوقي والجمعوي عموما. كان مساره نظيفا، منضبطا لمبادئه والتزاماته الفكرية وقناعاته. كان كلما استشعر انحرافا أو زيغانا أو ردة في التنظيم، لا يتردد في التمرد والعصيان، وحتى المواجهة والتصحيح، منحازا في ذلك لقناعاته الراسخة، ورافضا للمقايضة، أو المساومة، أو المتاجرة بهذه القناعات والمبادئ. وظل برغم تعدد هذه التجارب التنظيمية ثابتا على الخط التقدمي، وفيا لقيم اليسار إلى أن لقي وجه ربه.
أيها الإخوة الأعزاء
إن من مواطن القوة في شخصية فقيدنا المرحوم، انجذابه المغناطيسي الرهيب إلى صف الجماهير الشعبية، مدافعا عن قضاياها وحقها في الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية، ولا عجب إذا وجدناه دائما، في طليعة نضالاتها، وكفاحها الطويل والمضني. وليست محطة 20 فبراير التي ساهم في تأطيرها وتنظيمها وتأجيجها، سوى دليلا ناصعا على صدق ما أقول. فقد كان ينفق من وقته الكثير في اللقاءات التنظيمية، والتأطيرية والإجتماعات والتظاهرات. لم يكن يتغيب عن أي محطة من محطات الإستحقاقات النضالية، كبيرة كانت أم صغيرة. محلية كانت أم إقليمية أم وطنية.
كان مكتبه كمحام رحمه الله، وحتى بيته، ملجأ للمستضعفين، والفقراء، والعمال، والكادحين، والمأجورين، والنقابيين، ورجال التعليم، وجميع المظلومين. وكان لا يهدأ له بال، سوى وقد أعاد الحق إلى أصحابه، ورفع الظلم عن أهله. لا يكل، ولا يمل، ولا يتأفف، ولا يضيق صدره. بل كان يؤدي واجبه المهني بصدق وإخلاص ونكران ذات. من دون أن يلتفت أحيان لا إلى أتعاب ولا إلى مقابل.
أيها الإخوة والإخوات
كثيرون هم أولئك الذين يحملون صفة مناضل في هذا الزمن الرديء، ولكن قلة منهم فقط، هم من تسري عليهم الدلالة الكبيرة لهذا اللفظ، والحمولة الواسعة لهذه الصفة. وأصدقكم القول أن السي العمراني رحمة الله عليه، كان واحدا من القلائل الذين تسري عليهم هذه الصفة. فقد كان رحمه الله مناضلا كاملا وشاملا.
إن رحيله يمثل خسارة فادحة حاقت بنا جميعا، وتحديدا خسارة لحقت بعموم الجماهير الشعبية بالإقليم.
فقدت فيه الشغيلة العمالية، واحدا من أشرس المدافعين عنها، والملتحمين بنضالاتها على الدوام، والمنتصب لتبني قضاياها.
وفقدت فيه الشغيلة التعليمية صديقا كبيرا لجميع أفرادها، والمدافع عن المظلومين منها.
وفقدت فيه أسرة العدالة، واحدا من أشرف وأنظف رجالاتها.
وفقدت فيه القوى اليسارية مناضلا فذا، من أكثر الأوفياء للمبدأ والقضية.
وفقدت فيه الأسرة الحقوقية، مناضلا كبيرا مدافعا عن إحقاق الحقوق، وإقرار دولة الحق والقانون.
وفقد فيه البسطاء والفقراء والضعفاء صدرا حنونا متسعا لهمومهم، ومنتصبا للدفاع عنهم وعن قضاياهم المختلفة، بأريحية ونكران ذات.
وفقدت فيه أسرته الصغيرة، أبا مثاليا رائعا، برغم تعدد التزاماته التي لا تنتهي، ووقته المضغوط بهذه الإلتزامات، وزوجا مخلصا وفيا. ويتذكر الجميع يوم مرت عقيلته أختنا كريمة العمراني، بأزمة صحية صعبة، كيف كان مهموما مشغولا حزينا مفجوعا بالمصاب، وكيف أثرت أزمتها الصحية، على نشاطه بشكل كبير، وجعلته يطوي المسافات جيئة وذهابا، بشكل مكوكي بين مدينة الناظور والرباط لمدة طويلة التماسا للعلاج. ولم يهدأ له بال سوى بعد أن يسر الله الشفاء للسيدة كريمة.
كان المرحوم بالمختصر مِلكا للآخرين، ولذلك لم يكن ينعم بالراحة أو الهدوء. كانت أجندته دائما تغص بالأنشطة المهنية، والحزبية، والحقوقية، والنضالية، والمهنية، والجمعوية، والإنسانية، التي قدم من خلالها للإقليم ولأبنائه، الكثير من التضحيات والخدمات الجليلة.
ولكن بقدرما أفنى الأخ المرحوم السي الطيب عمره وشبابه، مناضلا ومدافعا عن الإقليم وساكنته وبالأخص جماهيره الشعبية، وقدم في سبيل ارتقاء هذا الإقليم الكثير من التضحيات والمعاناة والألم، ووقف في وجه طواغيت الفساد والتسلط، والكائنات الإنتخابية المتسلطة على تدبير الشأن العام، في الناظور وسلوان والعروي وجميع ربوع الإقليم.
وبقدرما كان مكتبه محجا ومزارا لكل من أحس بظلم، أو تعرض لتسلط، أوتجبر، أو حيف، ولكل من خانته ذات اليد، من البسطاء، والعمال، والكادحين، ورجال التعليم، والطلبة، والشباب، وعامة فئات المجتمع، مما كان يأخذ من وقته وجهده وأعصابه وصحته وماله، دون تعبير منه، عن ضيق أو انزعاج.
بقدر تعرضه للخذلان والنكران في المحطات النضالية الإنتخابية، حيث كان يترك وحيدا ورفاقه الأقربين، في مواجهة آلة الفساد الإنتخابي الجهنمية، المدججة بالمال الفاسد، وبالبلطجية الإنتخابية، وبالإنتهازيين، والوصوليين. بينما هو واثق في مبادئه وأخلاقه وأهدافه النبيلة.
هكذا دائما كان قدر المخلصين من أبناء الإقليم، الخذلان والنكران والنسيان !!! وأيضا الطعن في الظهر.
لقد قدم السي الطيب رحمه الله من جهده وصحته وراحته وماله الكثير الكثير للإقليم وأبنائه. فماذا قدم هذا الإقليم وساكنته للمرحوم؟؟ لا شيء غير النكران والخذلان والنسيان، وكلمات تأبين وعبارات تعاطف مع الأسرة، بعدما قضى نحبه.
لماذا نصر في هذا الإقليم العزيز على التنكر للمخلصين من أبنائه وبناته، ونرمي بهم في زاوية الإهمال والتهميش؟؟
أيها الإخوة والأخوات
ماذا قدمنا للمرحوم الأستاذ الباروزي، وطاحطاح، والحسني، والفاهيمي، وبودهن، وميمون الوليد، ومرزوق الورياشي، وبوسطاش، وقوضاض، وشيلح، والصلحيوي، وبولال وغيرهم كثير، من خيرة أبناء هذا الإقليم، الذين قدموا التضحيات والمساهمات القيمة، كل في مجال اهتمامه ونضاله. بعضهم قضى نحبه وبعضهم ينتظر؟؟ ماذا قدمنا لهذا الرعيل المتميز من المناضلين والمخلصين والبررة من أبناء الناظور؟؟ لا شيء سوى التهميش والتهميش والتهميش، بينما أموال الإقليم تهدر عبثا في أنشطة غير مجدية، وفي مجاملات عبثية، وتكريم لشخصيات بعيدة لم تقدم شيئا لهذا الإقليم. حتى هؤلاء الأحياء منهم حفظهم الله جميعا، لا نوليهم اهتمامنا وعنايتنا، ولا نلتفت إليهم في مبادرات رمزية، سوى بعد أن نسمع أن يد المنون قد اختطفتهم تباعا، فنهرول لحضور المآتم والجنازات، وننمق ونرتجل الكلمات والخطابات الرنانة. من قبيل كلمتي هذه، ثم ينتهي الأمر كله بطي صفحاتهم، والدفع بهم إلى دائرة النسيان.
أعذروني أيها الإخوة إذا كان في كلامي شيئا من الشدة، رغم أن المقام لا يليق. ولكنها الحرقة عن إقليمنا وعن أبنائه المخلصين، والألم والإحباط، ما يدفعني للحديث بهذا الشكل المنفعل.
ما هكذا تكرم المدن أبناءها البررة المتميزين !! إنهم لا ينتظرون منا صدقة أو شفقة، ولكنهم ينتظرون التفاتات إنسانية في حياتهم، تشعرهم بالإعتراف والإشادة والتقدير ليس إلا.
ماذا قدمنا لأخينا المرحوم السي الطيب في حياته، غير الضغوط تلو الضغوط، في مختلف جبهات الفعل النضالي، والمهني، والإنساني. ماذا قدمنا له غير الخذلان في المحطات السياسية الإنتخابية، التي كان يتوق من خلالها إلى إسقاط رؤوس الفساد، الذي ابتلي به الإقليم، والعمل على الإرتقاء بأحوال الإقليم.
أدعوكم أيها الإخوة يا أبناء الناظور الشرفاء أن تلتفتوا إلى المخلصين من أبناء المدينة الشرفاء لتكرموهم وتعتزوا بعطاءاتهم وتضحياتهم، ولِمَ لا، تخلدوا أسماءهم كما تفعل الكثير من المدن التي تحترم وتقدر أبناءها. وفي هذا الصدد أدعوكم لتخليد ذكرى أخينا المرحوم، والحيلولة دون أن يطويه النسيان، بالعمل على تسمية شارع أو ساحة أو قاعة بإسمه، وهذا أضعف الإيمان. وأوجه هذا النداء تحديدا إلى إخواننا في مدينة سلوان، التي قدمها لها الشيء الكثير، وكذا مدينة الناظور التي أفنى بها زهرة عمره وشبابه.
أيها الإخوة والأخوات
لا يسعنا في ختام كلمتي هاته سوى أن نعزي أنفسنا جميعا في أخينا وصديقنا المرحوم بالقول على لسان أبي الحسن التهامي:
حكـم المنيـة في البريـة جـاري *** مـا هـذه الدنـيا بـــدار قـرار
بينما يَرى الإنسان فيها مخبـرا *** حتى يُرى خبرا من الأخبار
فالعـيش نـومٌ والمنيـــة يقظـــة *** والمـرء بينهما خيال ساري
فاقضوا مآربكــم عجــالاً إنمـا *** أعماركــم سفــر من الإسفار
وختاما أقول ما قاله ربنا الكريم:
« يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي »
صدق الله العظيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
Aucun commentaire