أطباء المنطقة الشرقية و الزيارة بالموعد
من خصائص العصر الذي نعيشه كثرة مشاغل الإنسان و إلتزاماته لدرجة أنه لا يجد الوقت الكافي لقضائها في اليوم الواحد مما يضطره الى تأجيل بعضها لليوم الموالي فتتراكم عليه المهام و المشاغل .( لا أتكلم هنا عن الصنف الذي يقضي يومه في المقاهي و يعيش الفرا غ القاتل )).
و لتنظيم وقته و الإستفادة منه على أكمل وجه اهتدى الإنسان الى استعمال وسائل الإتصال الحديثة من هاتف و بريد الكتروني , كأخذ مواعيد عن بعد زماني و مكاني . فتجد الإنسان يسافر من قارة الى قارة ليصل في الموعد المحدد الى الجهة المعنية فيقضي مهمته ثم يعود في نفس اليوم .
لكن يبدو أن منطقتنا الشرقية لا زالت تعيش في العصور الغابرة و كمثال على ذلك العيادات الطبية الخاصة . فمن المفترض من أطباء حصلوا على أعلى الشواهد العلمية و درسوا في دول متقدمة أن يعطوا المثال في هذا المجال ليساهموا في تغيير ثقافة المجتمع لكي نرتقي بحياتنا الى الأفضل . لكن لللأسف عندما تزور طبيبا إختصاصيا و تجد قاعة الإنتظار ممتلئة و تطلب من الكاتبة أن تحدد لك موعدا بعد يوم أو يومين تكون الإجابة الجاهزة : الطبيب لا يعطي مواعيد للزيارة .بمعنى ما عليك إلا أن تأتي في اليوم الموالي باكرا و تنتظر لساعات تذهب هباء من حياتك . و الأدهى من ذلك عندما يكون الزائر من مدينة بعيدة فيضطر الى العودة الى بلدته ليغامر في يوم آخر و قد لا يصله الدور فيضيع منه المال و الوقت .
و لعل السبب الذي يجعل أطباء الجهة الشرقية يستمرون في هذه الممارسة الغير اللائقة هو تأثرهم بالثقافة المحلية التي تحب الزحام و تظن بأن كل أمر يتزاحم فيه الناس فهو مبعث للشهرة و بالتالي اصطياد زبناء جدد من خلال إنتشار شائعة أن ذلك الطبيب " إلى ما بكرتش قبل الفجر ما يوصلكش التور ".
نتمنى من أطبائنا أن يعوا هذا الأمر و يلتحقوا بركب العصر و أن يتقوا الله في مرضاهم فلا يزيدوهم الى معاناة المرض ضياعا لأوقاتهم التي هي جزء من حياتهم .
5 Comments
ان من هؤلاء الأطباء و هم كثر من يحضر كل سبت الدرس الذي يلقيه الأستاذ بنحمزة أطال الله عمره في مسجد الملحاوي و لذالك نرجو من فضيلة الأستاذ أن يطلب منهم ألا يغلب عليهم ربح المال بكثرة أعداد المرضى من الفجر الى العشاء و يستحضروا لقاء الله شي شوية.
هذا صحيح، فكثيرا ما يقضي المرء وقتا كثيرا في انتظار الطبيب الذي غالبا ما يأتي متأخرا ، ثم المزيد من الوقت في انتظار الدور، ثم .. فعلا إن زيارة الطبيب بالموعد يعتبر حلا حضاريا، بل ويدخل في تخفيف المعاناة عن المريض.. فهل يستطيع أطباء وجدة أن يكتبوا مرة واحدة بشكل جماعيا وصفة تسمى الزيارة بالموعد.. فشكرا على إثارة هذا الموضوع الذي يمكن أن يثير مواضيع أخرى تتعلق بهذا القطاع .
إن أكثر من يعاني و يتمنى زيارة الطبيب بالمواعيد هم القاطنون خارج المدار الحضري , يضطرون للتبكير بمريضهم مع الفجر و يتجرعون مرارة السفر و معاناة المريض و يزيدون عليها الإنتظار القاتل لساعات طويلة ما تزيد مريضهم إلا ارهاقا و تعبا . و خصوصا تكدسهم عند مستوصف بو سيف هناك حيث تهدر الكرامة الإنسانية فى يحترم المريض المريض و لا الممرض مريضا و لا يحترم الطبيب و قته فتسمع شكوى الحاضرين و أنين المعانين و صراخ الممرضين و يدخل الكل في هرج و مرج كل تعطيه الحق اذا استمعت لشكواه .فعلا ترى متى نرقى الى مستوى الدول المتقدمة التي جل أطبائنا قد درسوا فيها و جاءوا بأعلى الشواهد منها و لم يأتوا بول بالجزء القليل من احترامها للمريض و لكرامة الإنسان.
VOUS AVEZ PARFAITEMENT RAISON MONSIEUR.PIRE ENCORE DANS CERTAINS CAS ON VOUS CONSEILLE DE VOUS REVEILLER TOT ET D’ATTENDRE EN BAS DE L’IMMEUBLE L’ARRIVEE DU CONCIERGE POUR VOUS REMMETRE UN NUMERO D’ORDRE ET VOUS N’AVEZ QU’ATTENDRE L’ARRIVEE DU MEDECIN VERS 9H 30 VOIRE PLUS.C ‘EST UN PHENOMENE QUI MERITE QU’ON LUI PRETE ATTENTION.
أخي العثماني أشكرك على مقالنك هذه ،وأتمنى أن تجد من الأطباء من يستوعبها ويفهمها .كشاهد عيان، ألاحظ يوميا ،طوابير المرضى بالشارع ( دون تعيين الشارع ) قبل السابعة صباحا ،وهم في حالة يرثى لها .بعضعهم ممدد على الأرض ،وبعضهم يتوسد ضراع قريب له، وبعضهم في حركة مستمرة لا يتوقف ,نظرا لشدة الألم …والسيد الطبيب في قراشه يتمململ، وربما يحلم بتقدير دخل ذلك اليوم ، وربما يهاتف ممرضته يسألها عن عدد المرضى المتواجدين يشارع عيادته .ولا يأمر حتى بفتح عيادته ليستريح المرضى الذين أجهدوا أنفسهم ليوفروا للسيد الطبيب ثمن الفحص. وإني لأتساءل من عليه أن ينتظر الأخر ؟ هل الطبيب ،هوالذي يجب عليه أن ينتظر المريض، أم العكس ؟إنه لمن دواعي التعجب ،أن نرى أطباءنا لا يلتحقون بعياداتهم إلا بعد الغاشرة صباحا ،أو الرابعة مساء، مع العلم ،أنهم يعلقون على أبواب عياداتهم (عبارة أوقات الزيارة كل يوم من 8 إلى 12 ومن 2 إلى 6 ) دون أن يلتزموا بما يخادعون به مرضاهم .ولا حول ولا قوة إلا بالله.