كلما ولجت موقع وجدة سيتي من اجل الكتابة او الاطلاع على ما كتب من طرف قرائها الكرام,كلما خطرت ذكرى المشمول برحمة الخالق المرحوم محمد لمقدم,هذه الذكرى التي تفرض  نفسها على كل من يحب هذا الرجل,ويحب بطبيعة الحال موقع وجدة سيتي الرائد,لانه كان احد اعمدتها,وجاد قلمه سيالا بمواضيع تهم جميع المجالات,خاصة ما يتعلق باختصاص المرحوم.

ولا اكون مبالغا ان قلت ان المرحوم هو الوحيد الذي خلت مقالاته من الشنان,وخلت من التجريح واللغط,بل كان سباقا رحمه الله الى اصلاح ذات البين,فاعطى درسا لا مثيل له في التسامح,وتذليل كل المعيقات التي تخلق التنافر.

انها ذكرى خطرت,دفعتني للكتابة ليس من اجل ذكر خصال المرحوم,لان هذه الخصال لا تخفى على احد من معارفه واصدقائه,فرضها اسلوبه في الحياة وعلاقاته الانسانية المثلى,انما اردت ان اترحم عليه في ختام هذا الشهر المبارك,الذي حال قضاء الله وقدره بين ادراك المرحوم لصيامه.

رحم الله محمد لمقدم,واسكنه فسيح جنانه مع الصديقين والشهداء,وجازاه الله خيرا عن حسن الاعمال التي دأب عليها وهو يزاول مهنته بكل اخلاص وتفان,والهم ذويه الصبر الجميل في مطلع هذا العيد.قائلا لهم ان هذا الامر لابد لكل امرئ من ملاقاته,وليس وحدهم من افتقدوا رجلا المكارم وحلية الفضل,بل افتقده الالاف من زملائه وصحابه واخوته في الله.فالدهر كما قالت الخنساء ضرار.

تبكي خناس على صخر وحق لها+اذرابها الدهر ان الدهر ضرار

فان بكت هي اخاها للامر نفسه فاننا نبكي محمدا على لوعة الفراق وفي نفس الوقت ندعو له بالرحمة والمغفرة وقد لبى نداء ربه وهو يقوم بمسؤوليته وواجبه الوطني,وطوبى له فكل الالسنة تتكلم عن خصاله وتسامحه وما قال فيه لسان كلمة سوء,وهذا الامر لن يناله الا رجل احبه الله واكرمه.

ختاما رحم الله الفقيد,والله اشهد ما اريد بهذا المقال الا ترحما على قلم افتقده الموقع,وصورة الفنا رؤيتها في كل حين على صفحاته.