الانسان الحليم هو الذي يعتبر نفسه فرعا ولكنه في الحقيقة هو الاصل,فان شكرته رايت الدموع في عينيه.انه مثل ينطبق بكل المقاييس على استاذ ظل يحترق كالشمعة لينشر الضياء للاخرين,ويذبل ليمدهم باريج المعرفة والعلم والفكر,دخل الى ميدان التعليم شابا يافعا,فاخلص النية,وشحذ العزيمة,وجاهد في الله حق جهاده,وهاهو اليوم بعد احقاب طوال من الكد والجد يغادره وقد شابت شواته,وقوست قناته,وتمددت كدنته.انه الاستاذ الفاضل باخلاقه محمد بنعبو مفتش التعبيم الابتدائي.

في الحقيقة ما كنت لاكتب مقالي في حقه,لانني كتبت مقالات عدة اشيد من خلالها باعمال جليلة لبعض رجال التعليم ومنهم الاستاذ محمد لمقدم والاستاذ الطيب هاشم والاستاذ شفيق عبيد والسيد النائب الاقليمي على نيابة تاوريرت لكن اقلام اناس هاجمتني فنعتتني بالمتملق المتزلف بل بماسح الاحذية ظلما وتجبرا  علما انني اومن بالمقولة الشهيرة رحم الله عبدا عرف قدره.واومن بان الاشجار المثمرة هي التي تقذف بالحصى.

نعم ترددت في الكتابة ولكن ما دفعني اليها هو مقال الاستاذ محمد لمقدم الذي ترك حقيقة في صدري غصة على مصير رجل التعليم ,وما ينتظره بعد العناء والجهد الجهيد.

ان ما حدث للاستاذ من تصغير لشانه ان صح التعبير او بالاحرى نكرانا لنبل خدماته لحقل التعليم ليس بغريب وما اكثر الذين نسيت اعمالهم الجليلة بمجرد تقاعدهم,ولكنني من هذا المنبر اطمئن الاستاذ قائلا:انك يا اخي كنت ولا زلت شجرة مثمرة,يكن لك كل من يعرف قدرك ومنزلتك حبا منقطع النظير

 

اذا كان الاستاذ محمد لمقدم يعرف هذا المفتش لمدة طويلة ,فانني عرفته لمدة لا تتجاوز السنتين ,ورغم قصر المدة لمست هذه الخصال التي عددها المقال,فالسيد بنعبو خزان فعلا لخصال الادب والتواضع والصمت الحكيم,ومنهل للعلم والمعرفة خاصة في الشان التربوي,فنال احترام زملائه واصدقائه ممن يصغرونه او يكبرونه سنا,حتى لا يكادون يتبادلون مواضيع المزح والترويح عن النفس امامه استحياء منه.

ان ما حدث للاستاذ من تصغير لشانه ان صح التعبير او بالاحرى نكرانا لنبل خدماته لحقل التعليم ليس بغريب وما اكثر الذين نسيت اعمالهم الجليلة بمجرد تقاعدهم,ولكنني من هذا المنبر اطمئن الاستاذ قائلا:انك يا اخي كنت ولا زلت شجرة مثمرة,يكن لك كل من يعرف قدرك ومنزلتك حبا منقطع النظير وانا منهم رغم انني واثق انك لا تعرفني حق المعرفة بقدر ما اعرفك,ورغم معرفتي المباشرة لك لا تتجاوز السنتين فان اذني سمعت عنك الكثير منذ سنين.سمعت عن جدك وحزمك وخلقك وحلمك وختاما اليك هذه الابيات المتواضعة ,وكم تمنيت ان احضر تكريمك لكن …..

بفراقك استاذنا المت بنا برحة+انت لها القلوب ومنها العيون تدمع

فكيف لا وقد كانت فيما بيننا لقية+ لقية كنت بها يا ذا المعارج مولع

ومهما تكن الميول الطوال تفصل بيننا+فان الفكر والعقل لديك الدهر اجمع.

اطال الله عمرك وجازاك الله خيرا عن عمل افنيت زهرة شبابك لاجله

علي حيمري مدير مدرسة المختار السوسي بتاوريرت