Home»Régional»حتى أكفــــان الموتى أصبحت مفقودة . غزة……ثلاثية الحصار و القتل و الصمود!!

حتى أكفــــان الموتى أصبحت مفقودة . غزة……ثلاثية الحصار و القتل و الصمود!!

0
Shares
PinterestGoogle+

حتى أكفــــان الموتى أصبحت مفقودة ..

غزة……ثلاثية الحصار و القتل و الصمود!!

غزة – محسن الإفرنجي: تقرير إخباري مقتيس من جريدة القدس الفلسطينية بتاريخ 19-1-2008


كل شيء في غزة يبدو كأنه طبيعي غير أنه غير ذلك ..معالم الحياة تدب في الطرقات و المدن و القرى غير أن مقومات الحياة الأساسية تبدو مفقودة ، مدينة الحياة فيها لها طعم و مذاق خاص جدا فبيوتها تخبئ قصص معاناة مدفونة …الوجوه تبتسم و تخفي في العيون ألف دمعة و دمعة ،المستشفيات تعج بحركة المرضى و المصابين لكن وزارة الصحة تعجز عن توفير الأدوية اللازمة لهم بسبب الحصار.

الأنين و صوت المعاناة المكتومة سيدة الموقف في مدينة غدت تمثل بحق أكبر سجن في العصر الحديث يعيش فيه ما يزيد عن 1.5 مليون فلسطيني، يحرمون من حرية التنقل والحركة و من الحصول على أبسط احتياجاتهم الإنسانية اليومية، بما فيها إمدادات الغذاء والدواء ، فضلاً عن احتياجاتهم من المحروقات.

كما تخل المدينة من المواد الخام اللازمة للقطاعات الاقتصادية المختلفة، الصناعية، و الزراعية، و الإنشاء والبناء، و النقل والمواصلات وألقى ذلك كله بظلاله الكئيبة على الأوضاع المعيشية للسكان المدنيين، بحيث حرموا من وسائل عيشهم الخاصة، وبلغت تلك الأوضاع حداً كارثياً على كافة المستويات.
غير أن المواطنين أمام كل صور المآسي التي يعيشونها لحظة بلحظة يمتلكون إرادة لا توصف و قدرة فائقة على الصمود و على التكيف مع أي مستجدات رغم قساوتها و حجم الأضرار المتزايدة التي يتكبدونها و يدفعون ثمنها غاليا و لا يزال الأمل يراودهم بغد أفضل.



و يعيش المواطنون حالة حداد ضمنيا على مدار الساعة بتأثير عمليات القصف الجوي و المدفعي البري و البحري و تشييع جنازات الشهداء و مسيرات التضامن و الغضب على العدوان الإسرائيلي…إنها أيام عصيبة تشتد ضراوتها شيئا فشيئا ضد مواطنين عزل لا يملكون غير الدفاع عن أنفسهم.
حتى الموتى في غزة لا يجد أهلهم أكفانا لهم لدفنهم و لا يجدون للقبور مواد بناء من أسمنت و غيره لتغطيتها فيضطرون إلى استبدالها بألواح معدنية..
وأكثر ما يدمي قلوب الغزيين مشاهد الأشلاء الممزقة و الجثث المتناثرة و المحترقة التي خلفتها صواريخ الموت الإسرائيلية و نشرت الموت و الرعب في كل مكان..أما طائرات الاستطلاع (المعروفة باسم الزنانة ) فهي لا تفارق سماء غزة ليل نهار و أصبحت أحد المعالم الرئيسة للحياة في غزة.

كارثي جدا..!

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أكد أن قوات الاحتلال صعدت بشكل غير مسبوق، مؤخرا من جرائم حربها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبخاصة في قطاع غزة، الذي " يتعرض لهجمات عسكرية برية وجوية وبحرية منذ أكثر من شهر بشكل شبه يومي، تزامناً مع الاستمرار في فرض حصار خانق عليه".
فقد استشهد خلال أربعة أيام فقط ما يقرب من ( 35 ) فلسطينيا في سلسلة غارات جوية إسرائيلية و جرائم اغتيال من بينهم شقيقان ومسن و طفلان و امرأتان.
د.باسم نعيم وزير الصحة في الحكومة المقالة يقول:"الوضع في غزة كارثي جدا و نحاول أن نبقيه على قيد الحياة من خلال بعض المساعدات التي مؤمنها من هنا و هناك".
و يؤكد أن تقارير المنظمات الأممية و مؤسسات حقوق الإنسان تكشف يوميا عن حجم المأساة الحقيقية التي وصل إليها أوضاع المواطنين في غزة المحاصرة.
و حسب خالد راضي الناطق الإعلامي لوزارة الصحة المقالة فإن القطاع الصحي يعد من أكثر القطاعات المتضررة جراء الحصار حيث يموت المرضى قرب المعابر الإسرائيلية وداخل المستشفيات والمنازل لمنعهم من مغادرة قطاع غزة للعلاج، ولعدم توفر الأدوية والعلاجات الطبية اللازمة.


و ذكر أن عشرات المرضى استشهدوا خلال المدة الأخيرة أمام المعابر الإسرائيلية لمنعهم من السفر للعلاج بالخارج، مبينا أن (600 – 700 ) حالة مرضية تحتاج للسفر لتلقي العلاج شهرياً، و(250 – 300) حالة مرضية تحتاج لعلاج عاجل والتأخير يعرضها لخطر الموت ، إضافة لمرضي السرطان والفشل الكلوي البالغ عددهم (900) مريض.

وأشار إلى وجود (450) مريضا بالسرطان في قطاع غزة ، 35% منهم أطفال بينما 25% منهم نساء ، يعانون إما من عدم السماح لهم بالسفر لتلقي العلاج أو استكماله وإجراء عمليات أو من عدم وجود دواء جراء منع دخول الدواء وهؤلاء يتعرضون لخطر موت حقيقي.
وبين راضي أن هناك (400) من مرضى الفشل الكلوي في القطاع ، يحتاجون إلى عمليات غسيل كلى ثلاث مرات أسبوعيا للحفاظ علي حياتهم لكن نتيجة الحصار وعطل بعض الأجهزة لعدم سماح قوات الاحتلال بإدخال قطع غيار لإصلاحها تم تقليص عدد الغسلات إلى مرتين وهذا يعرض حياتهم لخطر الموت.
وقال راضي :" هناك (400-450) مريض قلب يعانون من نقص الأدوية وعطل بعض الأجهزة الطبية والتشخيصية في أقسام القلب".
لائحة المنوعات تطول..!
و لا تقف حدود المعاناة في غزة عند عمليات القصف الإسرائيلي فقط فقائمة اللاءات و الممنوعات تطول جدا ضد المواطنين في غزة…فالوقود ممنوع تزويده بكمية كافية و كذا الكهرباء و الأهم منع المرضى من مغادرة القطاع للعلاج في الخارج و منع الطلبة من الالتحاق بجامعاتهم و مدارسهم و كذلك يمنع أهالي الأسرى من زيارة ذويهم في السجون الإسرائيلية.

المستشفيات و العيادات الصحية تئن تحت ضربات الحصار و لا تجد أدوية لمرضاها حتى الأطفال لا يجدون جرعات التطعيم الأساسية لهم مما يشكل خطرا على حياة العديد منهم كما أن معظم البضائع التجارية الأساسية تمنع قوات الاحتلال دخولها في ظل استمرار إغلاق المعابر الحدودية منذ عدة أشهر.

و يضاف إلى قائمة الممنوعات الصادرات الغزية من المنتجات الزراعية والصناعية مما أدى إلى خسائر فادحة تكبدها المزارعون.
وقال المركز الفلسطيني:" تواصل قوات الاحتلال منذ نحو 18 شهراً إغلاق كافة المعابر الحدودية لقطاع غزة إغلاقا تاماً فيما شددت من إجراءات حصارها على القطاع منذ سبعة شهور، بعد سيطرة حماس على قطاع غزة وقد بلغ عدد أيام إغلاقها معدلات قياسية مقارنة في الأعوام السابقة حيث أغلق معبر رفح البري لمدة 308 أيام إغلاق كلي أمام سكان القطاع، فيما أغلق معبر بيت حانون"إيريز" طيلة أيام العام أمام تنقل العمال الفلسطينيين وباقي سكان القطاع".
وفي المقابل لم تسمح السلطات المحتلة إلا لفئات محدودة من السكان وفي أضيق نطاق باجتيازه، ما تسبب في تقييد حركة وتنقل السكان المدنيين في قطاع غزة، وعزلهم عن التواصل مع باقي الامتداد الجغرافي في الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس المحتلة والعالم الخارجي.
و غدا الإغلاق هو العنوان الرئيس للمعابر الحدودية لغزة في وقت ارتفع فيه عدد الحالات المرضية التي توفيت بسبب منع سلطات الاحتلال منحهم تصاريح مرور أو جراء تأخير إصدارها، أو إعاقتهم خلال مرورهم على معبر بيت حانون (إيريز)، أو بسبب نقص العلاج في مشافي القطاع إلى أكثر من سبعين حالة مرضية، من بينها 6 نساء و5 أطفال.

/imageshack.us/?x=my6&myref=http://load.imageshack.us/ » target= » »_blank » onclick= » »return »>

حرب نفسية مستعرة

وعن تأثيرات الحصار على الأوضاع النفسية للمواطنين يقول الأخصائي النفسي في برنامج غزة للصحة النفسية سمير زقوت: "إن مفرادت الإغلاق والفقر والبطالة تعد جزءاً أساسياً من حياة الفلسطينيين منذ تهجيرهم في العام 1948 " موضحا أن الحصار ينعكس على العلاقة الاجتماعية والإنسانية.
وأضاف الأخصائي زقوت: "إن ضمان تحقيق قدر من الأمن والطمأنينة النفسية في ظل هذه الأزمة يتمثل في فهم حاجات الإنسان الأساسية والتي حددها عالم النفس ماسلو في الحاجات الأساسية وهي مفقودة لدى الفلسطينيين فعدوهم يتحكم في كل شيء من معابرهم حتى طعامهم" مستدركا بأن محاولة طرح مشروع إعادة المصالحة بين حماس وفتح يجب أن يكون على سلم الأولويات لتحقيق قدر من الأمن والطمأنينة لدى أبناء المجتمع.


و رب ضارة نافعة فرغم ضراوة الألم الذي يعتصر قلوب المواطنين بعد سلسلة الجرائم المتواصلة إلا أن ثمة بصيص أمل بزغ من بين الدماء النازفة يلوح بانفراج يتطلع إليه الجميع و يعتبرونه المخرج الأول و الأخير من الحالة المأساوية التي يعيشون تفاصيلها المرة لحظة بلحظة..
غزة..لا ماء كافي و لا كهرباء و لا وقود و لا أدوية و لا مواد غذائية كافية و لا مواد بناء و مواد خام و لا أكفان للموتى و لا جرعات تطعيم للأطفال و لا معابر و لا…قائمة طويلة من اللاءات في مواجهة نعم واحدة و هي نعم للمقاومة و الصبر على الجراح و " لن يغلب عسر يسرين".

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *