ويبكي الرجال
ويبكي الرجال
كنا أطفالا، يصيب بعضنا البعض بجروح وخدوش بالغة ،ولكننا لا نبكي، وإن دمعت أعيننا من شد الألم أخفيناها، حتى لا يقال عنا ،أننا نبكي كالبنات .لأن في عرفنا، البكاء خاص بالنساء، ممنوع على الرجال . الرجال منا ،لا يبكون إلا من خوف الله . ولكن ذل بني صهيون لنا، والذي لم نعرف له مثيل ،حتى في جاهليتنا الأولى،ولا يوم كان الفرس والرومان سادة الدنيا . واستقبال زعمائنا لألد عدونا ،وحليف عدونا ،برقصات السيوف ، والأوسمة ،والهدايا الثمينة الذهبية منها ،والألماسية ، والسؤال عن صحة شارون، مجرم صبرا وشتيلا ، وعقود الأسلحة التي لا تنطلق، وهي أصلا لا تصلح للانطلاق وبمليارات الدولارات، لإنقاذ اقتصاده ،وإنعاش سوق شغله ..
.في هذا الوقت كان مئات الجرحى من الأطفال، والنساء، والشيوخ، ينامون في العراء ، تحت رحمة الجوع،والخوف ، والبرد القارس ،وقنابل البر والجو تتساقط عليهم كالغبار، لم تسام البيوت ولا الشجار ولا الحيوان …كنا ننتظر استقبال عدونا من طرف زعمائنا غاضبين، أو على الأقل مقطبين للجبين ،أو مطالبين له التدخل لوقف المجازر، التي ترتكبها إسرائيل بمباركته ،وتحت سمعه وبصره ،لا مقدمين له بناتنا لترقصن تحت قدميه، مع كل ما لذ وطاب من الأطعمة و الملذات و… التي لم يطمع يوما أحدنا أن يشم ريحها ، أو يذوق طعمها … كل ذلك أبكى الرجال العظام . يا أمة نسيت مجدها . لم يبك
الرجال العظام ، خوفا من الموت ، أو الجوع ،أو أسفا على ما فاتهم من جاه ومناصب ،هي أقرب إليهم من حبل الوريد لو انصاعوا لعدوهم وخانوا وطنهم .ولكنهم بكوا لهدم البيوت، وتشريد الأرامل،والأيتام واغتصاب الطاهرين من الرجال والنساء، وصولة بني صهيون الذين أصبحوا فوق القانون يجوعون من شاءوا، ويقتلون ويحاصرون من شاءوا. يمنعون الطعام ،والماء، والغاز، والدواء، والنور، ولو استطاعوا لمنعوا الهواء ، وبدون أي حساب أو عقاب . بكوا لتواطئ الحكومات العربية مع إسرائيل، وخوفها من إغضاب إسرائيل، وحليفتها أمريكا، وبريطانيان ،وفرنسا ،والغرب الظالم الذي أقام الدنيا ولم يقعدها، من أجل خمس ممرضات بلغاريات، كن في ضيافة ليبيا . يعشن في فيلات، مجهزة بأحدث وسائل الرفاهية ، والراحة.و الذي غزى العراق، ودمر أفغانستان، والصومال ، ولبنان ،وحاصر ليبيا، والسودان بحجج واهية وتهم ملفقة ،لا تخفى حتى على البلهاء .ولا يحرك ساكنا عندما تمارس إسرائيل القتل والتدمير، والحصار، في حق الشعب الفلسطيني الأعزل إلا من الإيمان . بكوا لظلم ذوي القربى، من المصريين، والأردنيين، الذين ساهموا في الحصار، ومنعوا حتى الريح من المرور،وقمعوا وسجنوا المتظاهرين من اجل نصرة غزة . مفضلين إغضاب مائة مليون من شعبهم، كلهم متعاطفون مع غزة,و مع شعب غزة. بدلا من إغضاب إسرائيل الشرذمة الظالمة ومن وراء إسرائيل. بكوا لتآمر عباس الصريح لاستمرار الحصار الظالم , وتقاعسه عن نصرة إخوته في غزة ، بل وتهجمه على المقاومة ،بوصفه إطلاق الصواريخ على العدو الصهيوني بالعبثية ، وعدم محاولة تحريك ضمائر أشقائه من الزعماء العرب الميتة ولو بمكالمة هاتفية. يا أمة نسيت تاريخها. تذكروا أن بني صهيون لا عهد لهم ولا أيمان ،همهم زرع الفتن ،وإشعال الحروب. وصدق الله العظيم الذي فضحهم في قوله :{كلما أوقدوا نار للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا بحب المفسدين } وقوله {أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم}.صبرا يا أهل غزةن فأنتم في النور ،وأعداؤكم من عجم وعرب في الظلام واعلموا أنها لتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور .{وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون والعاقبة للمتقين }.صدق الله العظيم .
Aucun commentaire