Home»Régional»دلالة إعادة كرة الهجوم على الحجاب الإسلامي في البرلمان الأوروبي

دلالة إعادة كرة الهجوم على الحجاب الإسلامي في البرلمان الأوروبي

0
Shares
PinterestGoogle+

يبدو لمن يتابع أخبار الغرب بتنوعاته الجغرافية والبشرية في أوربا وأمريكا وحتى أستراليا أنه لا شغل له سوى الكيد ليل نهار للعالم الإسلامي . وآخر ما تناقلته وسائل الإعلام تداول البرلمان الأوروبي لقضية منع الحجاب في المؤسسات التعليمية الغربية اقتداء بفرنسا صاحبة قصب السبق في هذا القرار المهين للمسلمين. ولقد كان الاقتراح فرنسيا مرة أخرى لجر جميع دول أوروبا لقرار منع الحجاب حتى لا تبقى وصمة العار عالقة في جبين فرنسا وحدها لأن العديد من دول أوروبا تعتبر القرار الفرنسي مساسا بالحريات العامة وخاصة حرية الاعتقاد في بلد يتشدق بالدفاع عن الحريات بما فيها حرية الاعتقاد.
ولقد أحبط التصويت في البرلمان الأوروبي القرار الجائر؛ ولكن إثارة القضية من جديد في هذا البرلمان لها أكثر من دلالة خصوصا بعدما قضى القضاء الأوروبي للعديد من المسلمات بارتداء حجابهن احتراما لعقيدتهن؛ وصيانة لحرية الاعتقاد.

ومقولة منع الحجاب مقولة متهافتة لأنها تتعامل مع المعتقدات المختلفة تعاملا واحدا لا يراعي الخصوصيات ذلك أن القول بأن الحجاب رمز ديني كالقلنسوة اليهودية والصليب المسيحي هو مغالطة.فالحجاب الإسلامي ليس مجرد رمز بل هو جزء من الدين ذلك أن وظيفة الحجاب هي ستر جزء من جسد المرأة المسلمة البالغة ؛ وهو أمر إلهي منصوص عليه في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ؛ وهو من قبيل كل الأوامر في دين الإسلام ؛ فكما أمر الإسلام المرأة بالصلاة والصوم والزكاة والحج ….. إلخ ؛ ونهاها عن شرب الخمر والزنا ….. إلخ فقد أمرها بالحجاب. فالقضية أكبر من مجرد رمز كما يريد الأوروبيون
وغيرهم.

فإذا ما لبس الذكر اليهودي القلنسوة ليرمز إلى اعتقاده اليهودي ؛ وهنا استغرب لماذا لا يذكر لباس الأنثى اليهودية خاصة المتدينة ؛ وهو أقرب للمقارنة بحجاب الأنثى المسلمة ؛ إذ لا يصح مقارنة قلنسوة ذكورية في ديانة بحجاب أنثوي في ديانة أخرى ؛ والويل كل الويل لمن أثار قضية لباس اليهودية المتدينة ؛ وإذا ما علق الذكر والأنثى المسيحيان على حد سواء الصليب لأنه رمز لا يخص جنس دون آخر للدلالة على المسيحية ؛ فإن الأنثى المسلمة لا تروم الكشف عن اعتقادها الإسلامي بالحجاب بقدر ما تصون جسدها طاعة لربها تماما كما تمتنع عن شرب الخمر ؛ وعن الزنا ؛ وغير ذلك من النواهي ؛ وتماما كما تأتمر بكل الأوامر. والذكر اليهودي إذا ما وضع قلنسوته أو خلعها ؛ والذكر أو الأنثى المسيحيان إذا ما علقا الصليب أو لم يعلقاه فلن يؤثر ذلك في عقيدتهما بينما الأنثى المسلمة إذا ما خلعت الحجاب فإنها ترتكب معصية تعاقب عليها في دينها . وإذا ما أراد الأوروبيون وغيرهم مقارنة الرموز اليهودية والمسيحية بالرموز الإسلامية فلا يجب الخلط بينما هو من صميم التعبد مما هو مجرد رمز يدل على طبيعة المعتقد ؛ فقد تكون العمامة أو اللحية مثلا عند الذكر المسلم مجرد رمز إذا وضع أو خلع لن يؤثر في تدين صاحبه تماما كما هو شأن القلنسوة والصليب إلا أن الحجاب ليس مجرد رمز بل هو إجراء تعبدي كالصلاة ؛ وإذا جاز منع الحجاب جاز منع الصلاة وغيرها من العبادات على اعتبار أنها ترمز للإسلام حسب الفهم الغربي المغرض.

والمضحك في منطق الدول الغربية المانعة للحجاب أو الراغبة في ذلك أنها تعتز و تفتخر بعلمانيتها وتمنع غيرها من الاعتزاز والافتخار بقناعاته غير العلمانية في الوقت الذي تتبجح فيه بأن العلمانية تضمن التنوع والاختلاف وحرية الاعتقاد. فهل منع ارتداء الحجاب في المؤسسات التعليمية الغربية دليل على احترام معتقدات الناس ؟ وهل هو دليل على ممارسة الناس لحرياتهم ؟؟ إنه إجراء يدل على التعصب الأعمى والحقد الأسود ضد دين شعاره : لا إكراه في الدين ؛ ولكم دينكم ولي دين .

ومما طلعت به علينا وسائل الإعلام وبعد العبقرية الفرنسية للنائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ؛ تفتقت العبقرية البريطانية لسيدة بريطانية عن فكرة استصدار قانون منع بعض المواقع الإلكترونية بدعوى أنها تعلم الشباب الإرهاب والعنف ؛ ونسيت السيدة البريطانية المتحضرة آلاف القنوات الفضائية وآلاف المواقع الإلكترونية المتخصصة في الإباحية الجنسية ؛ وتناست وصمة العار العالقة في جبين بريطانيا التي نقلت وسائل الإعلام صورا لجنودها الهمج وهم يضربون الأطفال العراقيين خلف سور بطرق وحشية ؛ وغضت الطرف عن جنود العصابات الصهيونية وهم ينكلون بالأطفال الفلسطينيين ولم تفكر في استصدار قانون لمتابعة الجنود الهمج البريطانيين والأمريكيين والصهاينة.

لقد أماطت الحضارة الغربية اللثام عن وجهها البشں ومع ذلك لا زال المتعاطفون معها من بني جلدتنا الذين قل حياؤهم ؛ والعلمانيون بلا خبر العلمانية كما يقال يتبجحون بمثاليتها ونموذجيتها ؛ ويسوقون لمقولاتها على أوسع نطاق بلا خجل ولا حياء ؛ لأنهم أصلا لا يعرفون شيئا اسمه الحياء.
لقد عاش ولازال في بلاد المسلمين مختلف الطوائف الدينية ؛ ولم يمنع أحد من ممارسة دينه بكل حرية ؛ فلا أحد في بلاد المسلمين يمنع اليهودي من قلنسوته ولا النصراني من صليبه ؛ ولا غيرهما من طقوسه الدينية ؛ فحتى إيران التي تنعت بالتشدد الديني شوهدت الطائفة اليهودية وهي تمارس حريتها الدينية فيها على قناة الجزيرة من خلال برنامج عين على إيران؛ في وقت يجتمع فيه البرلمان الأوروبي بحجمه الكبير لمناقشة حجاب فتيات مسلمات في مؤسساته التعليمية . والمضحك حقا أن تصير فتيات صغيرات يتشبهن بأمهاتهن مثار نقاش في أكبر برلمان في الدنيا ؛وأن تصير هذه الفتيات مصدر تهديد لحضارة كبرى تريد عولمة نفسها ليس بالإقناع وإنما بالإكراه ؛وحجاب الفتاة المسلمة الصغيرة يسخر من حضارة العولمة الجبارة ولسان حاله : لا إكراه في الدين يا أرقى الحضارات ؛ أليس من الأفيد أن يناقش أكبر برلمان فيك كيفية عودة السلام والأمن إلى بلدان أنت مسئولة عن زعزعة أمنها واستقرارها ؟؟ أليس من الأفيد استصدار قوانين تمنع الاحتلال في القرن الواحد والعشرين والذي لا تمارسه إلا الدول المنتسبة إليك يا سيدة الحضارات يا صاحبة أجمل قناع يغطي أبشع وجه . ألست يا سيدة الحضارات تخافين أن يكون الحجاب الإسلامي هو أول عتبة تلجها الأنثى الغربية نحو دين الإسلام ؟؟ أليست هذه هي الحقيقة التي تخشين شيوعها في الناس وأنت تحلمين بصدارة وعولمة ؟؟؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

4 Comments

  1. متتبع
    19/01/2008 at 18:29

    ان من حق كل دولة ان تتخذ القرار الذي يحفظ امنها . ومن حقها ان تدافع عن شعبها . فتمنع ما تراه غير مناسب لمفهوم حريتها . اعتقد انه قبل ان نتحدث عن الحجاب في اوروبا يجب ان نتحدث عنه في بلداننا الاسلامية وبلدنا و…( بيوتنا )… فقبل ان نقطع البحار والمحيطات وندافع عن الحجاب هناك. يجب ان ننظف بيوتنا وننقيها جيدا وفعلا . ان التطرف الديني والنفاق الديني هو الذي افقد الانسان المسلم قيمته . الانسان المسلم كان محترما للغاية في جميع بلدان اوروبا وامريكا الا ان اعمال الفئات الضالة هي التي اوصلت المسلمين الى ما هم عليه .

  2. ملاحظ على متتبع
    19/01/2008 at 22:04

    الغرب ليس في حاجة لمن يمثله في حربه على الحجاب أو ينطق باسمه؛ فهو قد أعلنها صراحة.
    إن صرف الأنظار عن حرب الغرب ضد الإسلام سواء تعلق الأمر بالحجاب أم بغيره وتوجيهها إلى البيت الإسلامي هو تقديم خدمة مجانية للغرب ؛ وهو خيانة في حق الأمة الإسلامية.
    المقال في واد وتعليقك أيها المتتبع في واد آخر وقد اتضح هدفك وكشف قناعك

  3. عبدالمالك الزيتي
    21/01/2008 at 20:05

    ان الحجاب فرض علي البشرية جمعاء مما في ذلك اليهود والنصارىعلي حد سواء فكل الرسل دعوا اليه ومن بين الرسل موسى وعيسى ونعني بهما انبياء اليهود والنصارى حتى لا يظن الكثير منا ان الحجاب خاص بامة محمد ص واذا رجعنا قليلا الى الوراء بخمسين سنة او اقل نجد المراة اليهودية والنصرانية لا تخرج الى الشارع سافرة عارية الشعر والى الان لازال الحجاب يرتدى ويعمل به من طرف اليهودية كما اشار صاحب المقال جزاه الله والنصرانية كما ترونها بام اعينكم تلكم الربية وهي في الكنيسة وهذا يدل على ان الحجاب ليس خاصا بالمسلمين ومن هنا اقول ان الذين يحاربون الحجاب من الاروبيين انما يحاربون مما هو جزء من دين اليهودية والنصرانية والاسلام واقول للمتتبع القائل بان كل دولة لها ان تتخذ القرار لحفظ امنها هذاصحيح لاكن ليس على حساب حق الله فالحجاب حق لله قبل ان يكون حقا للغير واخيرا اقول ان الذي يحارب الحجاب انما يحارب الله للانه جزء من كل شريعة شرعها الله في ارضه

  4. سني مخلص
    21/01/2008 at 20:06

    اكيد اننا لا نصدق ان هناك ديموقراطية في الغرب ممكن ان تكون بينهم اما مع المسلمين فهدا محال يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم و الله متم نوره و لو كره الكافرون

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *